مواد بلاستيكية دقيقة
دراسة صادمة.. مواد بلاستيكية تخترق الدماغ بعد ابتلاعها بساعتين
- الآلية المكتشفة حديثا توفر الأساس لمزيد من البحث لحماية البشر والبيئة
- عند تحلل المواد البلاستيكية فإنها تتسبب في إلقاء اللدائن الدقيقة والبلاستيك النانوي في البيئة
- جزيئات البلاستيك النانوية فقط دخلت أدمغة الفئران في غضون ساعتين من تناولها
كشفت دراسة صادمة كيفية اختراق المواد البلاستيكية الدقيقة الدماغ في غضون ساعتين فقط من ابتلاعها.
اقرأ أيضاً : فوائد مهمة لـ"شم" الليمون والبرتقال .. تعرف عليها
وتدخل جزيئات البلاستيك الدقيقة والنانوية (MNP) الجسم بطرق مختلفة، وقد أظهرت دراسة أجراها باحثون في جامعة فيينا الطبية (MedUni) كيف تمكنت هذه الجسيمات الدقيقة من اختراق الحاجز الدموي الدماغي وبالتالي اختراق الدماغ.
وتوفر الآلية المكتشفة حديثا الأساس لمزيد من البحث لحماية البشر والبيئة.
تناول جزيئات البلاستيك الدقيقة
ونُشرت الدراسة في مجلة Nanomaterials، إذ أُجريت على نموذج حيواني مع تناول جزيئات البلاستيك الدقيقة والنانوية عن طريق الفم، في هذه الحالة البوليسترين، وهو بلاستيك شائع الاستخدام يوجد أيضا في تغليف المواد الغذائية.
واكتشف الفريق جزيئات البوليسترين الصغيرة في أدمغة الفئران بعد ساعتين فقط من تناولها، وهو اكتشاف يمكن أن يكون له آثار كبيرة على صحة الإنسان.
ومنذ أن بدأت شعبية البلاستيك في الازدياد في الخمسينيات من القرن الماضي، ارتفع الإنتاج وأصبحت المواد البلاستيكية موجودة في جميع جوانب الحياة اليومية، من الملابس وتغليف المواد الغذائية إلى إطارات السيارات وواقي الشمس.
تحلل المواد البلاستيكية
وأشارت الدراسة إلى أنه عند تحلل المواد البلاستيكية، فإنها تتسبب في إلقاء اللدائن الدقيقة والبلاستيك النانوي في البيئة.
ويمكن رؤية اللدائن الدقيقة بالعين المجردة من 0.001 مم إلى 5 مم، في حين أن اللدائن النانوية أقل من 0.001 مم، ويدخل كلاهما في السلسلة الغذائية بعدة طرق، من الأسماك في محيطاتنا إلى العبوات البلاستيكية لتغليف الأغذية.
واقترحت دراسة أن الشخص الذي يشرب 1.5 إلى 2 لتر من الماء يوميا من الزجاجات البلاستيكية سيبتلع نحو 90 ألف جزيء بلاستيكي في السنة.
وعثر على اللدائن النانوية في الأنسجة البشرية والسوائل، بما في ذلك الدم والمشيمة، لكن العلماء يحذرون من أن وجود جزيئات في الدماغ يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات عصبية.
"وفي الدماغ، يمكن أن تزيد جزيئات البلاستيك من خطر الالتهاب أو الاضطرابات العصبية أو حتى الأمراض التنكسية العصبية مثل مرض ألزهايمر أو مرض باركنسون"، ما يسلط الضوء على الحاجة إلى مزيد من البحث"، وفق لوكاس كينر، من قسم علم الأمراض في جامعة فيينا الطبية وقسم علم أمراض الحيوان في مختبر Vetmeduni.
واقترحت الدراسات كذلك، وجود صلة محتملة بين عدد من السرطانات والجسيمات البلاستيكية الدقيقة.
وأشار كينر: "لتقليل الضرر المحتمل لجزيئات البلاستيك الدقيقة والنانوية على البشر والبيئة، من الضروري الحد من التعرض وتقييد استخدامها أثناء إجراء مزيد من الأبحاث حول تأثيرات المغذيات الدقيقة".
شظايا صغيرة من البوليسترين
ووجدت الدراسة، باستخدام شظايا صغيرة من البوليسترين، أن جزيئات البلاستيك النانوية فقط دخلت أدمغة الفئران في غضون ساعتين من تناولها.
اقرأ أيضاً : "وصفة النجاة" من خطر يهدد العالم
واكتشف الفريق أيضا الآلية التي تخترق من خلالها اللدائن النانوية الحاجز الدموي الدماغي، وهو دفاع مهم ضد مسببات الأمراض والسموم.
والحاجز الدموي الدماغي هو حاجز خلوي مهم يمنع مسببات الأمراض أو السموم من الوصول إلى الدماغ، وتمتلك الأمعاء جدارا واقيا مشابها (حاجزا معويا)، والذي يمكن أيضا اختراقه بواسطة جزيئات البلاستيك الدقيقة والنانوية، كما أوضحت العديد من الدراسات العلمية.
ووجد الفريق من خلال تجاربه أن بنية سطحية معينة في الدماغ، تسمى الإكليل الجزيئي الحيوي (biomolecular corona)، كانت حاسمة في تمكين جزيئات البلاستيك من المرور إلى الدماغ.