"الصحة العالمية" تحذر من انهيار النظم الصحية في لبنان وأفغانستان
"الصحة العالمية" تحذر من انهيار النظم الصحية في لبنان وأفغانستان
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن النظم الصحية في كل من لبنان أفغانستان أوشكت على الانهيار، وأن العاملين الصحيين تحت ضغط هائل، وأن السكان يواجهون صعوبات جمة من أجل تلبية احتياجاتهم الأساسية.
جاء ذلك، في مؤتمر صحفي افتراضي عقدته المنظمة، الخميس، بمشاركة المدير العام للمنظمة الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، ومدير المكتب الإقليمي للمنظمة بشرق المتوسط الدكتور أحمد المنظري، عقب انتهاء زيارة لهما لكل من لبنان وأفغانستان، الأسبوع الماضي.
وقال الدكتور غيبريسوس، إن الهدف من زيارة كلا البلدين هو "أن نرى بأنفسنا التحديات الصحية التي تواجهها المجتمعات، وأن نتعاون مع كبار القادة السياسيين، لتقييم أفضل السبل التي يمكن أن تدعمها المنظمة وتقديمها للأنظمة الصحية التي تتعرض لضغوط شديدة".
وأشار إلى أن المنظمة تواصل العمل على دعم النظام الصحي وتقديم الخدمات والإمدادات الأساسية في لبنان، ولكن هناك نقص خطر في الإمدادات والمعدات الطبية والوقود والكهرباء في لبنان، فضلا عن مغادرة البلاد 2000 طبيب، و1500 ممرضة مُسجّلة، وإغلاق 600 صيدلية خاصة أبوابها بشكل مؤقت.
وعن الوضع الصحي في أفغانستان، أوضح غيبريسوس "أن إشراك قيادة طالبان أمر ضروري إذا أردنا دعم شعب أفغانستان"؛ فعلى مدى السنوات العشرين الماضية، تحققت مكاسب صحية كبيرة في البلاد، في الحدّ من وفيات الأمهات والأطفال، والتحرك نحو القضاء على شلل الأطفال، وأكثر من ذلك؛ وهذه المكاسب معرضة الآن لخطر شديد، مع وجود النظام الصحي في البلاد على شفا الانهيار.
وحذر من أنه ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، ستواجه أفغانستان كارثة إنسانية وشيكة، مشيرا إلى أن جهود المنظمة تنصب حاليا على دعم واستدامة برنامج "سيهاتماندي"، وهو العمود الفقري للنظام الصحي في أفغانستان، حيث يوفر الرعاية لملايين الأشخاص من خلال 2300 مرفق صحي، بما في ذلك في المناطق النائية.
وأوضح غيبريسوس أنه وبسبب توقّف التمويل من قبل المانحين الرئيسيين، فإن 17 بالمئة فقط من هذه المرافق تعمل بكامل طاقتها، وثلثاها يعاني من نفاد مخزون الأدوية الأساسية.
ودعت المنظمة المانحين الدوليين إلى التعجيل بإعادة الالتزام بتمويل برنامج "سيهاتماندي"، الحيوي والمنقذ للحياة؛ حيث يخدم عشرات الملايين من الأفغان، كما فعلوا منذ ما يقرب من عقدين. إلى ذلك، قال المنظري، إن إقليم شرق المتوسط يضم 22 بلدًا في شمال أفريقيا، وأنحاء الشرق الأوسط، كما يمتد لأجزاء من جنوب آسيا. وأشار المنظري إلى أن الإقليم عانى من أزمات متعددة حتى قبل جائحة كوفيد-19، وهو موطن لما يبلغ 43 بالمئة من الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية على مستوى العالم، كما يُعد مصدرًا لنحو 64 بالمئة من اللاجئين في العالم.
ويواجه الإقليم، بحسب المنظري، 10 طوارئ إنسانية واسعة النطاق، إضافةً إلى جائحة كوفيد-19، و5 فاشيات وكوارث طبيعية أخرى، والتي تُشكّل مُجتمعة احتياجات صحية هائلة وتتطلب عملا إنسانيا ضخما.
وأضاف أن الأطباء في كلا البلدين، أبلغوا المنظمة أن النقص، بما في ذلك نقص الأدوية والإمدادات، يجعلهم غالبًا ما يضطرون إلى اتخاذ قرارات صعبة بشأن اختيار المرضى الذين يتعين علاجهم، وفي أفغانستان، يعاني ما يقرب من ثلثي العيادات والمستشفيات من نفاد مخزون الأدوية الأساسية.
أما في لبنان، فأدى الانخفاض الحاد في قيمة العملة إلى جعل المرتبات الشهرية للموظفين الصحيين لا تتجاوز نسبة ضئيلة مما كانوا يتقاضوه منذ عام، فضلا عن أن نقص الوقود، الذي يمس جميع جوانب الحياة، يؤثر على النظام الصحي وحرمان المرضى من الخدمات الصحية الأساسية، بل وأحيانا الخدمات المنقذة للحياة، وفي أفغانستان، لم يتقاض معظم العاملين الصحيين في النظام العام رواتبهم منذ شهور، وفقا للمنظري.
وأضاف أن المنظمة تعمل بنشاط في جميع مجالات الاستجابة الصحية الإنسانية، وهي على أتم استعداد للقيام بالمزيد، شريطة أن تتدفق الموارد.
وقالت المسؤولة التقنية في منظمة الصحة العالمية ماريا فان كيركوف، إن الوضع الوبائي عالميا ما زال ديناميكيا (متحركا)، فعلى الرغم من الانخفاض بعدد الإصابات خلال الأسبوعين الماضيين وانخفاض عدد الوفيات خلال الشهر الماضي، إلاّ أنه ما يزال هناك مستوى مرتفعا من انتقال العدوى بالفيروس، وهو يختلف بطبيعة الحال بين إقليم وآخر وبين دولة وأخرى. وأكّدت أهمية التركيز على الإجراءات الاحترازية والوقائية التي باتت معروفة عالميا، والمحافظة على النهج الشمولي في اتخاذ التدابير الصحية للحدّ من انتشار العدوى بالفيروس، وبالتالي إنقاذ الأرواح، إلى جانب تعزيز حملات التطعيم ضد كوفيد-19.