سفينة "أبوس"
القصة الكاملة لحقيقة نفوق آلاف الخراف على متن سفية شحن وتسببها بدخول القرش إلى خليج العقبة
تساؤلات أثارها الأردنيون حول واقعة وجود أسماك قرش في العقبة، خاصة بعدما هاجمت إحداها شابا في الثلاثينات من عمره، يعمل في المجال البحري بمحافظة العقبة، وتسببت له بجروح خطرة في قدمه في أثناء هبوطه بـ"البراشوت".
الرواية الرسمية لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، أكدت فيها أنها أجرت مسحا شاملا للمناطق الشمالية والوسطى من الساحل الأردني، بتسيير دوريات بحرية على مدار الساعة، إضافة إلى إجراء جمعية العقبة للغوص غطسات نهارية وليلية لمسح جوف البحر، نافية وجود مشاهدة فعلية لأي من أسماك القرش في تلك المناطق، لغاية إصدار البيان.
"رؤيا" وفي متابعتها القضية على مدار أيام، توصلت إلى حقائق لم يُكشف عنها، قد تكون وراء توافد أسماك القرش إلى العقبة، وربما سبب آخر، لكن كان هناك تفاصيل تتمحور حول وجود سفينة شحن تحمل على متنها 20 ألف رأس غنم.
نفوق مئات الأغنام
وكشف صحفي روماني طلب عدم الكشف عن هويته، لـ"رؤيا" عن تفاصيل حول شحنة خراف ومواشي قادمة من العاصمة الرومانية بوخارست إلى الأردن، عبر ميناء العقبة.
وقال الصحفي الروماني إن سفينة الشحن التي تحمل اسم "أبوس" تحمل خرافا رومانية يقدر عددها بنحو 20 ألف رأس.
وأضاف في حديث مع "رؤيا" أن مئات رؤوس الأغنام، نفقت بسبب سوء التهوية في الناقلة، وأن السفينة بقيت لمدة 48 ساعة عائمة على وجه الماء دون أن ترسو في ميناء العقبة، للتخلص من الخراف النافقة، وإلقائها في البحر، على حد قوله.
وأوضح أن القانون الدولي العام للبحار، يحمّل في مثل تلك الحالات البلد المصدر للشحنة مسؤولية شحنتها حتى وصولها إلى وجهتها.
وخلال متابعة "رؤيا"، توصلت إلى شركة "محمود إمبكس" وهي شركة يملكها شخص يحمل الجنسية السورية، ومقرها بوخارست في رومانيا، وتعمل في مجال تربية المواشي وتصديرها، إذ أكدت الشركة أن السفينة أفرغت حمولتها بالكامل في الأردن، وهي موجودة حاليا في ميناء جدة، لأخذ شحنة ونقلها إلى السودان، ثم ستحمّل من السودان، والذهاب إلى مسقط.
وأظهرت خرائط الحركة البحرية، أن السفينة بعد وصولها إلى الأردن، قادمة عبر قناة السويس، من بوخارست، توجهت إلى جدة.
قصة مماثلة
من جانبه، أكد مدير عام شركة العقبة لإدارة وتشغيل المواني الدكتور خالد المعايطة، أن كل ما يشاع حول نفوق 14 ألف رأس غنم عار عن الصحة، مشيرا إلى أن القانون الدولي العام للبحار يمنع إلقاء البضائع داخل المياه الإقليمية لكل دولة.
وأفاد المعايطة في حديث لـ"رؤيا" بأن القوة البحرية التابعة للجيش الأردني تغطي 400 ميل بحري ضمن المياه الإقليمية وفي دوريات متواصلة.
وبين المعايطة أن مثل تلك الحالة حدثت قبل نحو 10 سنوات، وما زالت القضية منظورة لدى هيئة النزاهة ومكافحة الفساد، على أثر نفوق عدد كبير من الأغنام بسبب الجوع.
مستورد السفينة ينفي
بدوره، أكد مستورد السفينة جورج دحدل لـ"رؤيا"، أن ما يتم تداوله حول نفوق أغنام استوردها من بوخارست غير صحيح، مشيرا إلى أنه تسلم شحنته بالكامل وتم تفريغها في ميناء العقبة.
وأوضح دحدل لـ"رؤيا" أن عدد الأغنام النافقة على متن السفينة التي استوردها بلغ 31 رأس غنم فقط.
وقال إنه في حالات نفوق المواشي في البواخر، لا يتم إلقاؤها كما هو متعارف عليه، حيث يلزم القانون البواخر بتقطيع النافق والإلقاء به خارج المياه الإقليمية.