بالفيديو..جائحة التدخين تؤكد تجاوزنا كل الخطوط الحمر فهلا بدأنا باجتثاثه ؟

الأردن
نشر: 2016-10-28 20:26 آخر تحديث: 2017-12-26 15:46
تحرير: محمد ابوعريضة
الصورة من الفيديو
الصورة من الفيديو

لم يحتج غالب متولي إلى كثير من التفكير، قبل أن يمسك صندوق السجائر، ويرميه في سلة المهملات، فمع أنه أخذ يشعر وهو يصعد درجات منزله، أنه لم يعد يقوى على الصعود من دون أن يلهث، إلا أن أكثر ما دفعه إلى الإقلاع عن التدخين هو رائحة السجائر المنتشرة في كل أرجاء حياته.


لكن إقلاع بشير عن التدخين جاء بعد إصابته بعارض صحي، دفعه للوقوف أمام حقيقة صعبة: "السيجارة أم الحياة"، فانحاز إلى شغفه بالدنيا، وترك السجائر خلف ظهره.


هل يحتاج كل الراغبين في الإقلاع عن التدخين إلى مساعدات طبية ونفسية؟


أحمد يوسف حاول غير مرة الانفصال عن السجائر وعالمها الغريب، بيد أنه فشل فشلًا ذريعًا، وحينما أصيب بسرطان البروستاتا، وكان لزامًا عليه أن يراجع عيادة الإقلاع عن التدخين، استهان في البداية بالأمر، متذكرًا محاولاته السابقة.


بيانات التدخين والمدخنين في الأردن تشي بحجم المشكلة، صحيح أن تباينًا ملحوظًا في هذا السياق بين جهات معنية، غير أن الكل يجمع على أننا وصلنا إلى منطقة جد خطيرة.


آثار التدخين على الصحة كارثية، والناس بما فيهم المدخنين يعرفون ذلك، لكنهم لا يعرفون ما تسببه السيجارة من أضرار بليغة على مناحي الحياة كافة.


التدخين لا يطرق أبواب البالغين فحسب، فأبواب اليافعين والأطفال باتت اليوم مشرعة من دون مقاومة من الأهالي أو مناعة ذاتية من الأطفال.


الصغار غالبًا ما يقلدون الكبار، وغالبًا ما يترك الوالدان أنفسهما أمام أبنائهما على سجيتها، فيدخنان أمام الأطفال من دون أن يعلما أنهما بذلك يأكلان حصرمًا، سيضرس أبناؤهما جراء ذلك في المقبل من الأيام.


اليافعون مولعون بشغف المغامرة والاكتشاف، وتدخين أول سيجارة تجربة تستهوي الواحد منهم. هم لا يعرفون أنهم بمجرد أن أمسكوا بأعقاب السجائر أنهم قد وضعوا أقدامهم على عتبة الإدمان.


مؤسسو جمعية "لا للتدخين" أمهات وجدن صعوبات جمة في أيجاد أماكن عامة خالية من التدخين، يجلسن مع أطفالهن فيها، فأطلقن صوتهن العالي: لا للتدخين.


قانون الصحة العامة الساري المفعول عالج موضوع التدخين منذ سنوات، لكن التطبيق كشف وفق مراقبين مقدار ما نحتاجه إلى حزم في هذا المجال، وإعادة نظر في بعض نصوصه.


التدخين جائحة مرضية طاولت أدق تفاصيل حياتنا، لا ينبغي أن نتوقف عندها بوصفها عادة قبيحة فقط، فدول العالم، خاصة المتقدمة منها تصنف التدخين اليوم مرضًا كإدمان المخدرات، لا بد من التعامل معه بمنتهى الجدية، وأول العلاج تشريعات واضحة حازمة تردع.

 

أخبار ذات صلة

newsletter