أكد أستاذ علم النفس الاجتماعي، عدنان الطوباسي، أن وصول المنتخب الوطني لكرة القدم إلى نهائي كأس العرب يمثل يوما تاريخيا في مسيرة الرياضة الأردنية، حيث وقف الجمهور الأردني في كل قرية وبادية ومخيم ومدينة بشموخ وإباء في صف واحد خلف "النشامى"، الذين سطروا أجمل المباريات وقدموا صورة مميزة عن تطور الكرة المحلية بقيادة المدرب جمال السلامي.
وأوضح الطوباسي، خلال حديثه لبرنامج "أخبار السابعة" الذي يعرض عبر شاشة قناة "رؤيا"، أن هذا الإنجاز زرع الفرح في كل بيت أردني، حتى بات الصغير والكبير والمرأة قبل الرجل يهتفون بصوت واحد للمنتخب، مشيرا إلى أن الوصول إلى هذا المستوى الرائع لم يكن ليتحقق لولا الدعم الكبير من القيادة الحكيمة، ممثلة بجلالة الملك والملكة وولي العهد ورئيس الاتحاد، الذين قدموا كافة أنواع الدعم الممكنة.
وفي سياق تحليله للأبعاد النفسية، بين الطوباسي أن الدعم الجماهيري شكل دافعا قويا للاعبين وللشارع الأردني على حد سواء، حيث أدت "شعلة الثقة النفسية" التي ولدها المنتخب إلى تناسي الناس للأوضاع الاقتصادية والظروف الصعبة، لتغيب الفوارق وتتجلى الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي في أبهى صورهما، مشددا على أن الرياضة منحت المواطنين شعورا بالفخر والاعتزاز والقدرة على المنافسة والصمود في وجه المتغيرات العالمية.
وتطرق أستاذ علم النفس الاجتماعي إلى المشهد في العاصمة القطرية الدوحة، واصفا إياه بأنه يعكس تاريخ الأردن وتراثه، حيث بات العلم الأردني خفاقا يشار إليه بالبنان، لافتا إلى أن سفراء دول عظمى مثل الولايات المتحدة واليابان شاهدوا بأعينهم حالة "قدها النشامى"، وهو ما يعزز حضور الأردن المؤثر عالميا قبل أشهر من استحقاقات رياضية كبرى ككأس العالم.وحول مباراة النهائي المرتقبة أمام المنتخب المغربي، أكد الطوباسي أن الجمهور في مثل هذه المباريات الحساسة لا يعتبر اللاعب رقم 12 بل هو الرقم 11 والأساس في الملعب، مشيرا إلى أن اللحمة بين الجماهير والفريق عوضت غياب نجوم بارزين مثل اللاعب يزن النعيمات، حيث توحد المنتخب أكثر وقدم أداء جماعيا منضبطا.
واختتم الطوباسي حديثه بالإشارة إلى أن ملعب "لوسيل" سيشهد حضور نحو 80 ألف متفرج، معربا عن تفاؤله بأن التحفيز الجماهيري المستمر سيمنح "النشامى" دفعة معنوية هائلة لمواجهة قوة المنتخب المغربي، وتحقيق إنجاز جديد يضاف لسجل الكرة الأردنية في ظل الأجواء الاحتفالية التي تشهدها قطر.