قالت الخبيرة الاجتماعية شروق العمور إن خروج الجماهير الأردنية للاحتفال بانتصارات المنتخب الوطني لكرة القدم، يعكس أكثر من مجرد فرحة رياضية، إذ يمثل حالة من التنفيس الجماعي الإيجابي عن الضغوط النفسية اليومية، ويتيح للمواطنين التعبير عن مشاعرهم ضمن أطر اجتماعية مشروعة.

وأضافت "العمور" خلال برنامج أخبار السابعة لقناة "رؤيا" أن هذه التجمعات ليست عشوائية، بل تعكس ترابط الهوية الوطنية والسلوك الاجتماعي في الأردن، حيث يجتمع الأردنيون حول هدف مشترك، متحدين في فرحة الفوز أو حتى في خضم التعادل والخسارة، ما يعزز شعور الانتماء ويقوي الهوية الوطنية.

كرة القدم.. رأس مال عاطفي مشترك

وأوضحت "العمور"، أن كرة القدم تعمل كـ "رأس مال عاطفي مشترك"، يجذب الأفراد ويجمعهم ضمن هوية جماعية واحدة، لافتة إلى أن هذه الفعاليات الاجتماعية تمنح المجتمع فرصة لتجاوز الخلافات والمشاحنات اليومية، وتعزيز التكاتف الاجتماعي.

كما أشارت إلى أن مشاركة الشباب في هذه التجمعات تمثل نموذجا للتكيف الاجتماعي، حيث يندمج المراهقون مع الجماعة ويكتسبون إحساسا بالانتماء والمسؤولية الجماعية.استثمار الطاقات وتعزيز الروح الرياضية 

وأكدت "العمور" أن رأس المال العاطفي الناتج عن التجمعات يمكن توجيهه نحو تحقيق أهداف تنموية ومشاريع اجتماعية مشتركة، مستفيدة من الطاقة الكبيرة لدى الشباب لتعزيز العمل المجتمعي وتنفيذ مبادرات بناءة.

وأشارت العمور إلى أهمية توجيه المشاعر الجماهيرية بطريقة إيجابية، مؤكدة أن الاحتفال بالفوز يجب أن يرافقه التحلي بالروح الرياضية، بحيث يبقى الفوز مجرد تجربة رياضية تثري الانتماء الوطني، بعيدا عن أي صراعات أو مشاحنات، وحتى في حالة التعادل أو الخسارة.

واختتمت بالقول: "كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل فرصة لإظهار تلاحم المجتمع وتعزيز روابطه العاطفية والاجتماعية، وهي لحظة نستثمر فيها المشاعر الجماعية لصالح التطوير الاجتماعي وبناء الهوية الوطنية".

ويلتقي المنتخب الوطني لكرة القدم، نظيره المنتخب السعودي، عند الساعة الثامنة والنصف من يوم الإثنين، في المواجهة المرتقبة التي تجري أحداثها على أرضية ستاد "البيت" في العاصمة القطرية الدوحة، ضمن منافسات الدور نصف النهائي لبطولة كأس العرب 2025 المقامة حاليا في قطر.