بلغ السيلُ الزّبى.. مقال للأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي.
يستهلُ الكاتبُ مقالهُ بالقول: كم مرّة يمكنُ أن تُفطَرَ قلوبُنا ونحنُ نشاهدُ أجسادَ أطفالِ غزّة تتمزّقُ بقذائفِ جيشِ الاحتلال، ونحنُ نسمَعُ الأنينَ الموجِعَ لأمهاتٍ فقدنَ أطفالَهُنَ، خلالَ العدوانِ الوحشيِ المتواصل.
ويتابعُ البرغوثي: خمسونَ الفَ شهيدٍ وشهيدة وربما أكثر، وثلاثةٌ وتسعونَ ألفَ جريحٍ سيموتُ ربعُهُم على الأقل بسببِ انعدامِ العلاج، ودمارٍ لم يترك بيتاً ولا جامعةً أو مدرسةً ولا مستشفى.
وبرأيِ الكاتب فإن: ما يجري في غزّة ليسَ فقط جريمةَ إبادةٍ جماعية، وليسَ مجرّدَ عقوباتٍ جماعيةٍ وتجويع، وليسَ مجرّدَ تطهيرٍ عرقي لمليوني شخصٍ على الأقل أجبروا على النزوحِ والهروبِ تحتَ القصفِ الوحشي.
يتابع الكاتب: كيف تحجّرت قلوبُ دعاةِ الديمقراطيةِ وحقوقِ الإنسانِ والقانونِ الدولي في الغرب، وعُمِيَّت أبصارُهُم التي لا تريدُ أن ترى، وصُمَّت آذانُهُم التي لا تريدُ أن تسمع.
ويختمُ الكاتب: أكثرُ الأرقامِ ترويعاً أن إسرائيلَ ألقت على قطاعِ غزّة ما لا يقلُّ عن ثمانينَ ألفَ طنٍ منَ القنابلِ والمتفجّرات، بما يعادلُ أربعَ قنابلَ نووية مما استُعمل في الحربِ العالميةِ الثانية.