الأحذية والحقائب
أزمة الجلود تضرب الأسواق الأمريكية.. ارتفاع في أسعار الأحذية والحقائب والأثاث
- توقعات بارتفاع الأسعار بنسبة 22% إضافية خلال العامين القادمين.
تشهد أسعار الجلود في الولايات المتحدة خلال عام 2025 قفزات سعرية غير مسبوقة، جراء تضافر عوامل الرسوم الجمركية واضطرابات سلاسل الإمداد العالمية.
وأدت هذه الضغوط إلى تعرض كبرى مؤسسات التصنيع لتكاليف تشغيلية باهظة، بينما توقعت دراسات اقتصادية حديثة ارتفاع الأسعار بنسبة 22% إضافية خلال العامين القادمين، مما يهدد بانعكاسات مباشرة على صناعة الأحذية والحقائب والأثاث في منافذ التجزئة.
"غرف حرب" لمواجهة تبعات الرسوم الجمركية
واضطرت جهات التصنيع الكبرى إلى تشكيل لجان طوارئ أو ما يشبه "غرف الحرب" بعد فرض الرسوم الجمركية الجديدة في أبريل الماضي، حيث قفزت تكاليف المنتجات الجاهزة وتعثرت الشحنات الدولية.
وأوضح رؤساء تنفيذيون في قطاع الصناعات الجلدية أن نفاد المخزون السابق جعل السوق يواجه أسعار الطلبيات الجديدة المرتفعة، مشيرين إلى أن المنتجات الحالية تعتمد على جلود تمت دباغتها ومعالجتها خارجيا بتكاليف شحن ورسوم متضخمة.
تعقد مسار التصنيع ونقص المواد الخام
ويبرز التحدي الأكبر في طبيعة رحلة التصنيع؛ إذ تبدأ الدورة الإنتاجية بجلود خام من مزارع أمريكية تشحن إلى آسيا للدباغة، ثم تجمع في دول مثل الصين أو فيتنام أو الهند قبل عودتها للأسواق، وهي مراحل طالتها رسوم حمائية كبيرة.
وأكد مجلس الجلود الأمريكي أن الشحنات القادمة من الخارج تعرضت للتوقف لتجنب الأعباء المالية الجديدة، بينما اصطدمت محاولات التجار للبحث عن مصادر بديلة في جنوب آسيا بعوائق لوجستية ورسوم إضافية بلغت نحو 50% في بعض الوجهات خلال أغسطس الماضي.
تآكل الصناعة المحلية وخيارات المستقبل الصعبة
وتعاني مهنة الدباغة المحلية في الولايات المتحدة من تراجع حاد، حيث تقلص عدد المدابغ والعمال بشكل كبير في عام 2025، بالتزامن مع نقص أعداد الماشية وانخفاض الجلود المتاحة رغم الطلب العالمي.
ويحذر محللون اقتصاديون من أن هذا النقص الهيكلي مع الاعتماد الكبير على الاستيراد سيؤدي إلى رفع الأسعار بنسبة طويلة الأمد، مما يضع الصناع أمام خيارات قاسية بين تمرير التكاليف للمستهلك أو تقليص أرباحهم وتسريح العمال لضمان الاستمرارية في السوق.
