ميليشيات في قطاع غزة
إعلام أمريكي: ميليشيات محلية تتحدى سيطرة حماس في غزة تحت أعين الاحتلال
- وتعتمد هذه الميليشيات على أسلحة خفيفة ومقاتلين يرتدون زيا أسود، وينشرون مقاطع دعائية تتعهد بـ "تحرير" غزة
تشهد بيئة ما بعد الحرب في قطاع غزة حالة من الانكسار الأمني المصحوب بنذر صراع مدني مفتوح نتيجة بروز ميليشيات محلية ناشئة تتحدى سلطة حركة حماس.
وقد كشفت حادثة اغتيال الشيخ محمد أبو مصطفى في خان يونس مطلع نوفمبر عن وجه جديد لهذا الصراع؛ حيث اتهمت مجموعات مرتبطة بحماس ميليشيا مدعومة من الاحتلال بتنفيذ الهجوم.
ونسبت الحركة القاتل إلى ميليشيا يقودها حسام الأسطل، وهو سجين سابق يعمل اليوم علنا على الإطاحة بالحركة بعد عقدين من حكمها للقطاع.
ورغم نفي الأسطل لتورط رجاله في هذه العملية، إلا أنه أبدى ترحيبه بمقتل أي عضو في حماس، مؤكدا سيطرة جماعته التي تدعى "قوة مكافحة الإرهاب" على قرية في الجزء الذي يسيطر عليه الاحتلال، ومن هناك تنطلق غاراتهم لتوسيع نفوذهم المحلي.
ومع انقسام القطاع بموجب "الخط الأصفر" -الذي يمثل حدودا عسكرية للاحتلال- تبقى حماس القوة المهيمنة في النصف الغربي المأهول بالسكان، بينما تنشط شرق هذا الخط خمس فصائل على الأقل تعمل تحت المراقبة الإسرائيلية.
هذه المجموعات، التي بدأت كعصابات انتهازية استغلت فوضى النزاع، تحولت إلى شبكة منسقة تهيئ نفسها لأداء دور قيادي في مرحلة ما بعد الحرب حال إزاحة حماس.
وتعتمد هذه الميليشيات على أسلحة خفيفة ومقاتلين يرتدون زيا أسود، وينشرون مقاطع دعائية تتعهد بـ "تحرير" غزة، مما أسهم في زيادة حالة عدم الاستقرار عبر هجمات خاطفة تستهدف سلطة حماس في لحظة حساسة من عملية تأسيس الحكم بعد الحرب.
في المقابل، انطلقت حماس في حملة لمطاردة هذه الميليشيات، مما أثار مخاوف السكان من انزلاق القطاع إلى صراع مدني شامل، خاصة مع انتشار مقاطع تظهر إعدام حماس لأشخاص اتهمتهم بالتعاون مع الاحتلال دون تقديم أدلة.
وتعد "القوات الشعبية" التي كان يقودها ياسر أبو شباب أبرز هذه المجموعات المدعومة علنا من الاحتلال، وقد قوبل نبأ مقتله في نزاع عائلي هذا الشهر باحتفالات واسعة من قبل حماس، باعتباره إزاحة لأحد أخطر الخصوم الداخليين الذين اتهمتهم الحركة بتوجيه الاحتلال لاستهداف مقاتليها.
تتجاوز طموحات هذه الميليشيات، مثل جيش أشرف منسي في الشمال ورامي حلاس في الوسط، مجرد العمل العسكري لتصل إلى محاولة إدارة المناطق محليا عبر تجنيد نخب مدنية وتقديم رواتب تصل إلى 1500 دولار للمقاتلين.
وبينما يصر قادة هذه المجموعات على أنهم جزء محوري من خطة ما بعد الحرب -وهو ما تدعمه تصريحات جاريد كوشنر حول بدء الإعمار في مناطق خالية من حماس- إلا أن هناك شكوكا حول حجم دعمهم الشعبي.
فالمفارقة تكمن في أن هذه العصابات تعمل حاليا لخدمة "سكان وهميين" في الشرق، حيث يرفض أهالي غزة الانتقال إلى تلك المناطق خوفا من اتهامهم بالتجسس لصالح الاحتلال.
