غارات الاحتلال على لمحمودية
الجيش اللبناني وحزب الله ينددان بـ"عمل إجرامي" للاحتلال في بليدا.. والكيان ينفذ غارات على المحمودية
- الجيش اللبناني وصف ما حدث في بليدا بأنه "عمل إجرامي وخرق لسيادة لبنان وانتهاك لاتفاق وقف الأعمال العدائية.
- حزب الله: العدوان الصهيوني على بلدنا يتم بشراكة وتواطؤ أميركي، وهي صاحبة الضوء الأخضر لكل تصعيد من الاحتلال ولكل عدوان.
شهدت الحدود الجنوبية اللبنانية تصعيدا نوعيا وخطيرا فجر وصباح اليوم، الخميس، تركز في بلدة بليدا الحدودية.
وأصدر كل من الجيش اللبناني وحزب الله بيانات شديدة اللهجة تندد بما وصفتاه بـ "عمل إجرامي" و"خرق للسيادة" إثر توغل لقوات الاحتلال.
واتهم حزب الله قوات الاحتلال بـ "إعدام" موظف في بلدية بليدا، فيما طالب الجيش اللبناني لجنة الإشراف الدولية بوضع حد فوري لـ "انتهاكات العدو المتمادية".
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال عن تنفيذ غارات ضد أهداف لحزب الله في منطقة أخرى بجنوب لبنان، مؤكدا استمراره في "إزالة أي تهديد".
الجيش اللبناني: "خرق للسيادة" ورفض للذرائع الواهية
أصدرت قيادة الجيش اللبناني بيانا رسميا وصفت فيه ما حدث في بليدا بأنه "عمل إجرامي وخرق لسيادة لبنان وانتهاك لاتفاق وقف الأعمال العدائية".
وأكد الجيش في بيانه أن "الادعاءات والذرائع الواهية التي يطلقها العدو باطلة"، مشددا على أن الهدف منها هو "تبرير انتهاكاته ضد وطننا ومواطنينا".
وعلى الصعيد الدبلوماسي والعسكري الميداني، أعلن الجيش اللبناني أنه "طلب من لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية وضع حد لانتهاكات العدو المتمادية". وتعتبر هذه الخطوة طلبا رسميا لتفعيل آليات المراقبة الدولية، المتمثلة غالبا في قوات اليونيفيل والاجتماعات الثلاثية، للتحقيق في هذا الخرق الذي يعد من أخطر الانتهاكات منذ بدء التوترات الأخيرة.
حزب الله: اتهام بـ "إعدام" موظف وربط بالتصعيد الأمريكي
قدم "حزب الله" رواية تفصيلية للحادث في بيان صادر عن العلاقات الإعلامية، متهما الاحتلال بارتكاب "جريمة" متعمدة.
تفاصيل حادثة بليدا (وفقا لبيان حزب الله):
- التوغل: "توغل فجر اليوم في عمق بلدة بليدا الحدودية".
- الاقتحام: "اقتحم مبنى البلدية".
- الضحية: "أعدم بدم بارد موظف البلدية الشهيد إبراهيم سلامة وهو نائم في فراشه".
- ووصف الحزب هذا العمل بأنه دليل على "وحشية هذا العدو المتعطش إلى القتل".
التحليل السياسي والاتهامات:
لم يكتف بيان حزب الله بالإدانة، بل ربط توقيت الجريمة بتحركات دبلوماسية، قائلا إنها "أتت مباشرة بعد زيارة الموفدة الأمريكية إلى لبنان وترأسها اجتماعات لجنة الميكانيزم".
واعتبر الحزب أن "العدوان الصهيوني على بلدنا يتم بشراكة وتواطؤ أميركي"، متهما واشنطن بأنها "صاحبة الضوء الأخضر لكل تصعيد من الاحتلال ولكل عدوان"، بهدف "الضغط على لبنان لتنفيذ أجندة ومشاريع خبيثة".
دعوات للتحرك الداخلي:
دعا البيان إلى "موقف وطني موحد وصلب" لدعم موقف لبنان. وثمن حزب الله "موقف رئيس الجمهورية بالطلب من الجيش اللبناني مواجهة التوغلات"، داعيا إلى:
- دعم الجيش: "بكل الإمكانيات اللازمة لتعزيز قدراته الدفاعية وتوفير الغطاء السياسي".
- تحرك الحكومة: "اتخاذ خطوات مغايرة" و "إقرار خطة سياسية ودبلوماسية لوقف الاعتداءات".
- مطالبة المجتمع الدولي: دعوة مجلس الأمن وقوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) لتحمل مسؤولياتهم.
جيش الاحتلال: غارات على "بنى تحتية عسكرية" في المحمودية
في سياق متصل بالتوترات على الجبهة الشمالية، ولكن في منطقة مختلفة عن بليدا، أعلن جيش الاحتلال عن نشاطه العسكري صباح اليوم الخميس.
وذكر بيان لجيش الاحتلال أنه "نفذ غارات على بنى تحتية عسكرية ومنصة إطلاق تابعة لحزب الله في المحمودية بجنوب لبنان".
ولم يأت البيان الصادر عن جيش الاحتلال على ذكر عملية بليدا بشكل مباشر في الإعلانات الأولية.
وشدد جيش الاحتلال على سياسته المستمرة، مؤكدا أنه "سيواصل العمل على إزالة أي تهديد يواجه" مناطق سيطرته. وينظر إلى هذه الضربات على أنها جزء من استراتيجية الاحتلال المعلنة لاستهداف مواقع إطلاق الصواريخ والبنى التحتية العسكرية لحزب الله بشكل استباقي.
تداعيات الحادث: تجاوز لقواعد الاشتباك؟
يمثل حادث بليدا، كما وصفته البيانات اللبنانية، تصعيدا نوعيا يتجاوز "قواعد الاشتباك" المعتادة التي سادت خلال الأشهر الأحد عشر الماضية، والتي اقتصرت غالبا على القصف المدفعي والصاروخي المتبادل عبر الحدود.
إن التوغل البري في عمق بلدة، واقتحام مبنى مدني (البلدية)، واستهداف شخص بداخله، يعد خرقا كبيرا لـ "اتفاق وقف الأعمال العدائية" (الذي يفهم منه قرار مجلس الأمن 1701).
تضع هذه الحادثة الحكومة اللبنانية والجيش في موقف حرج، وتزيد من الضغوط الداخلية المطالبة برد رسمي يتجاوز الإدانات الدبلوماسية.
