مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

سيارة مدميرة اثر استهدافها بغارة للاحتلال على جنوب لبنان.. ارشيفية

1
سيارة مدميرة اثر استهدافها بغارة للاحتلال على جنوب لبنان.. ارشيفية

تصعيد خطير في بليدا: رئيس الوزراء اللبناني يدين الاعتداء والاحتلال يتهم حزب الله بالتستر المدني

استمع للخبر:
نشر :  
11:05 2025-10-30|
آخر تحديث :  
11:12 2025-10-30|
  •  رئيس الوزراء اللبناني بشدة ما وصفه بـ "التوغل لقوات الاحتلال" في بلدة بليدا الجنوبية واستهداف موظف في البلدية.
  • وزارة الصحة اللبنانية تعلن استشهاد مواطن لبنان برصاص قوات الاحتلال.
  • لم ينف جيش الاحتلال الاستهداف، لكنه وضعه في سياق عملياته المستمرة ضد حزب الله.

في تطور يهدد بكسر "قواعد الاشتباك" الهشة على الحدود اللبنانية الجنوبية، أدان رئيس الوزراء اللبناني بشدة ما وصفه بـ "التوغل لقوات الاحتلال" في بلدة بليدا الجنوبية واستهداف موظف في البلدية، معتبرا إياه "اعتداء على مؤسسات الدولة اللبنانية وسيادتها". يأتي هذا الموقف الرسمي رفيع المستوى ليضفي بعدا سياسيا خطيرا على الحادث الميداني، الذي أكدته وزارة الصحة اللبنانية معلنة عن "شهيد برصاص قوات العدو"، بينما سارع جيش الاحتلال إلى تبرير عمليته بأنها استهدفت بنية تحتية لـ "حزب الله" تستخدم "لأغراض إرهابية" تحت غطاء مدني، فيما يواصل الاحتلال شن غارات جوية على الجبال المحيطة ببلدة الجرمق ومنطقة المحمودية جنوبي لبنان.

حدود متوترة وقواعد اشتباك قيد الاختبار

لا يمكن فصل حادث بليدا عن سياق التوتر العسكري المتصاعد الذي تشهده جبهة جنوب لبنان منذ الثامن من أكتوبر 2023، بالتزامن مع الحرب في غزة. هذه الجبهة، التي تحكمها نظريا تفاهمات ضمنية (تعرف بـ "قواعد الاشتباك") وقرار مجلس الأمن الدولي 1701، شهدت خروقات شبه يومية من قصف متبادل وعمليات استهداف دقيقة، لكنها بقيت في الغالب ضمن نطاق جغرافي محدود نسبيا.

بلدة بليدا، كونها واحدة من البلدات الحدودية الملاصقة للشريط الشائك، تقع في قلب منطقة العمليات هذه. طوال الأشهر الماضية، تركزت المواجهات على ضربات جوية أو صاروخية متبادلة بين حزب الله وجيش الاحتلال. لكن ما يميز الحادث الأخير هو استخدام مصطلح "توغل" (Incursion) من قبل الجانب اللبناني، وهو ما يشير إلى عملية برية لقوات الاحتلال، وإن كانت محدودة، داخل الأراضي اللبنانية، وهو ما يعد تجاوزا سقف التوتر المعتاد.

يأتي هذا التصعيد في وقت تكثف فيه الدبلوماسية الدولية، لا سيما الأمريكية والفرنسية، جهودها لاحتواء الصراع ومنع تحوله إلى حرب شاملة، وهو ما يجعل أي تغيير نوعي في طبيعة العمليات العسكرية، كالتوغلات البرية أو استهداف موظفين في مؤسسات الدولة الرسمية، حدثا بالغ الحساسية.

تفاصيل الحادث وردود الفعل

الرواية اللبنانية: سيادة منتهكة وموظف دولة مستهدف

الجانب اللبناني كان واضحا في توصيفه للحدث. وزارة الصحة اللبنانية كانت أول من أعلن النتيجة المأساوية، مؤكدة "سقوط شهيد برصاص قوات العدو خلال توغلها في بلدة بليدا".

لكن التصريح الأبرز جاء من رئيس الوزراء اللبناني، الذي نقل المواجهة من مجرد حادث أمني إلى أزمة سيادية. بإشارته إلى أن الضحية "موظف بالبلدية"، وأن ما حدث هو "توغل واستهداف"، وضع رئيس الحكومة اللبنانية الحادث في إطار "الاعتداء على مؤسسات الدولة". هذه النقطة محورية؛ فلبنان الرسمي يحاول تمييز مؤسساته المدنية (كالبلديات) عن الأنشطة العسكرية للفصائل، واستهداف موظف بلدي أثناء عمله (المفترض) يعتبر رسالة من الاحتلال بتجاهل هذا التمييز. بيان رئيس الوزراء يرفع الحادث إلى مستوى الاعتداء على الكيان الرسمي اللبناني وليس فقط على طرف في النزاع (حزب الله).

رواية الاحتلال: استغلال مدني وبنية تحتية "إرهابية"

في المقابل، قدم جيش الاحتلال رواية مضادة تهدف إلى نزع الشرعية عن الهدف وتبرير العملية. لم ينف جيش الاحتلال الاستهداف، لكنه وضعه في سياق عملياته المستمرة ضد حزب الله.

وفقا لبيانات جيش الاحتلال، فإن "المبنى المستهدف استخدم مؤخرا لتنفيذ أنشطة إرهابية من حزب الله تحت غطاء بنية تحتية مدنية". هذا التبرير هو حجر الزاوية في الاستراتيجية الإعلامية والقانونية للاحتلال، والتي تسعى لإثبات أن حزب الله هو من يخرق القانون الدولي أولا عبر استخدام المرافق المدنية كدروع.

وأضاف جيش الاحتلال أن "استخدام المبنى ببليدا مثال آخر لاستغلال حزب الله السيئ للبنية التحتية المدنية لأغراض إرهابية". بهذا، يسعى الاحتلال لإلقاء المسؤولية عن أي ضحايا مدنيين (أو في هذه الحالة، موظف مدني) على حزب الله، بحجة "عسكرة" الأماكن المدنية.


تصعيد يهدد المسار الدبلوماسي

يمثل حادث بليدا تقاطعا خطيرا بين المسار العسكري والمسار الدبلوماسي. ففي حين تحاول الجهود الدولية تثبيت وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701، يأتي هذا التوغل واستهداف موظف رسمي ليقوض هذه الجهود ويرفع منسوب التوتر.

رد فعل رئيس الوزراء اللبناني الرافض لـ "الاعتداء على السيادة" يضعه ويضع الحكومة اللبنانية في موقف حرج، حيث يطالب المجتمع الدولي الدولة اللبنانية ببسط سيطرتها على الجنوب، بينما يظهر هذا الحادث عجزها عن حماية مؤسساتها وموظفيها من العمليات العسكرية للاحتلال.

من منظور أوسع، يقرأ هذا الحادث كتصعيد نوعي من جانب الاحتلال، ربما لاختبار ردود الفعل أو لفرض واقع جديد على الأرض. ومع إدانة لبنانية رسمية بهذا الحجم، ورد من الاحتلال مبرر ومعلن، تجد المنطقة نفسها أقرب إلى حافة الهاوية، حيث يصبح من الصعب على الوسطاء الدوليين بيع حلول دبلوماسية في ظل استمرار سقوط "شهداء" مدنيين واستهداف "بنى تحتية إرهابية" في آن واحد.

  • لبنان
  • الاحتلال
  • حزب الله