الرئيس الامريكي دونالد ترمب
ترمب يكشف عن خضوعه لـ"رنين مغناطيسي" ويصف نتائجه بـ"الممتازة"
- جاء إعلان الرئيس ترمب خلال حديثه للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان"
في خطوة لافتة تزامنت مع انطلاقه في جولة آسيوية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، يوم الاثنين، أنه خضع مؤخرا لفحص طبي تضمن تصويرا بالرنين المغناطيسي.
هذا الإعلان جاء خلال زيارة طبية أجراها الرئيس مطلع الشهر الحالي.
وفي حين أصر ترمب، البالغ من العمر 79 عاما، على أن نتائجه كانت "ممتازة"، وأنه يتمتع بشفافية مطلقة حول وضعه الصحي، إلا أن هذا الكشف يأتي وسط تساؤلات متزايدة أثارتها "وتيرة" زياراته الطبية.
فهذه هي الزيارة الثانية له منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، وهو ما يخالف البروتوكول المعتاد للفحص السنوي للرؤساء، على الرغم من أن البيت الأبيض يصفها بأنها "روتينية".
ترمب يعلن النتائج من "الطائرة الرئاسية"
جاء إعلان الرئيس ترمب خلال حديثه للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان"، بينما كان في طريقه إلى العاصمة اليابانية طوكيو، كجزء من جولته الآسيوية.
وقال ترمب بشكل مقتضب: "أجريت صورة بالرنين المغناطيسي. وكانت ممتازة".
ولم يقدم الرئيس الأمريكي أي تفاصيل إضافية حول الأسباب التي استدعت إجراء هذا الفحص الطبي الدقيق، كما أنه "لم يحدد أي قسم من جسمه خضع للفحص الطبي" والتصوير بالرنين المغناطيسي.
وفي محاولة لاستباق أي تكهنات حول صحته، شدد ترمب، وهو أكبر رئيس يتولى المنصب في تاريخ الولايات المتحدة، على شفافيته المطلقة في هذا الملف.
وقال للصحفيين: "لم يسبق لأحد أن أعلمكم بتقاريره الطبية كما أفعل".
وأتبع ترمب هذا التأكيد بتعهد شخصي، مضيفا: "ولو كنت أعتقد أنها ليست جيدة، لكنت أخبرتكم أيضا. لن أخفي الأمر، سأفعل شيئا ما".
ولم يكتف الرئيس الأمريكي بوصف النتائج بـ "الممتازة"، بل نقل ما قال إنه انبهار الأطباء بوضعه الصحي. وصرح ترمب يوم الاثنين: "الأطباء قالوا إن هذه النتائج هي من بين الأفضل بالنسبة إلى عمري، ومن بين أفضل النتائج التي رأوها على الإطلاق".
التقرير الرسمي: "صحة ممتازة"
يتزامن كشف ترمب عن خضوعه للرنين المغناطيسي مع التقرير الرسمي الذي صدر في وقت سابق هذا الشهر.
ففي أعقاب الزيارة الطبية التي أجراها ترمب مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر في مركز طبي بالقرب من العاصمة واشنطن، صدر تقرير رسمي حمل توقيع طبيب الرئاسة، شون باربابيلا.
هذا التقرير الطبي الرسمي، الذي نشر حينها، أكد أن "الرئيس الأميركي ما زال يتمتع بصحة ممتازة". وأوضح التقرير، الذي وقعه باربابيلا، أن أداء الرئيس كان "جيدا" على مختلف المستويات الحيوية.
وذكر التقرير بالتحديد أن ترمب يتمتع بأداء جيد "على المستويات القلبية والتنفسية والعصبية والبدنية"، وهو ما يتماشى مع تصريحات الرئيس الحالية.
تساؤلات حول "وتيرة" الزيارات
على الرغم من التطمينات المتكررة الصادرة عن الرئيس ترمب شخصيا وعن طبيبه الرسمي، فإن ما أثار التساؤلات والشكوك في الأوساط الإعلامية والسياسية هو "وتيرة" هذه الزيارات الطبية.
فالزيارة التي أجريت مطلع أكتوبر، والتي كشف ترمب الآن أنها تضمنت رنينا مغناطيسيا، كانت "ثاني زيارة طبية" له منذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير من هذا العام.
وكانت الزيارة الأولى قد جرت في شهر نيسان/أبريل.
هذا التسارع في الفحوصات الطبية (زيارتان مفصليتان في غضون ستة أشهر تقريبا) هو ما دفع المراقبين لطرح تساؤلات. فالبروتوكول المعتاد يقضي بأن يخضع الرؤساء الأميركيون لفحوصات طبية "سنوية" شاملة، وليس لزيارات متقاربة بهذا الشكل.
وفي مواجهة هذه التساؤلات، سعى البيت الأبيض إلى التقليل من أهمية الأمر، واصفا الزيارة الأخيرة بأنها "زيارة روتينية"، دون تقديم تفاصيل إضافية تبرر هذا الفحص "الروتيني" الثاني خلال عام واحد، أو توضح سبب الحاجة لإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي تحديدا.
مشاكل صحية أخرى معلنة
وتأتي هذه التطورات لتضاف إلى ملفات صحية أخرى أعلن عنها رسميا في وقت سابق من هذا العام.
ففي شهر تموز/يوليو الماضي، كان البيت الأبيض قد أعلن أن الرئيس ترمب يعاني من حالة "قصور وريدي مزمن".
ورغم أن هذه الحالة وصفت من قبل البيت الأبيض بأنها "شائعة وحميدة" ولا تدعو للقلق، إلا أنها تظهر سريريا من خلال أعراض ملحوظة، تتمثل في "تورم خفيف في أسفل القدمين" لدى الرئيس.
وإلى جانب حالة القصور الوريدي المعلن عنها، لاحظ المراقبون والصحفيون الذين يغطون أنشطة الرئيس تفصيلا آخر، حيث تظهر صور عدة للرئيس ترمب وجود "كدمات" واضحة على يده اليمنى.
وبحسب التقرير، فإن هذه الكدمات "غالبا ما تغطى بطبقات سميكة من مستحضرات التجميل"، وذلك في محاولة واضحة لإخفائها عن عدسات الكاميرات خلال الظهور العلني.
وكان لدى البيت الأبيض تفسير رسمي لهذه الكدمات الظاهرة أيضا؛ حيث أرجعها المسؤولون إلى سببين محددين: السبب الأول هو "المصافحات المتكررة" والقوية التي يجريها الرئيس ترمب خلال لقاءاته.
أما السبب الثاني، فهو تناوله لـ "الأسبرين" بشكل منتظم، والذي يقدم له كـ "علاج وقائي لأمراض القلب والأوعية الدموية"، ومن المعروف طبيا أن الأسبرين يزيد من سيولة الدم، وهو ما قد يسبب ظهور الكدمات بسهولة أكبر.
