مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

من تتويج المنتخب العراقي

1
من تتويج المنتخب العراقي

العراق بطل آسيا .. عندما تحققت معجزة كروية من رحم الألم

نشر :  
17:13 2025-08-01|
آخر تحديث :  
17:23 2025-08-01|
|
اسم المحرر :  
أنس عشا
  • العراق توج بكأس آسيا 2007 وسط ظروف استثنائية 
  • فريق استثنائي.. ورجال في زمن الصعب

في صيف عام 2007، وبينما كانت البلاد تعيش واحدة من أحلك فصولها السياسية والأمنية، في ظل الغزو الأمريكي وتداعياته الكبيرة على البلاد، كتب منتخب العراق لكرة القدم ملحمة رياضية لن تنسى في ذاكرة الجماهير العربية والآسيوية، بعدما توج بلقب كأس الأمم الآسيوية للمرة الأولى في تاريخه، في إنجاز اعتبره كثيرون "معجزة كروية خرجت من رحم المعاناة".


بداية مشوار لا يصدق
دخل المنتخب العراقي البطولة التي أقيمت بتنظيم مشترك بين (إندونيسيا، ماليزيا، تايلاند، وفيتنام) دون أن يكون مرشحا، وسط غياب الاستقرار الإداري والأمني، وظروف صعبة أثرت على الاستعداد والتحضير، لكن عزيمة اللاعبين وإيمانهم بما يمثلونه داخل الملعب حول الحلم المستحيل إلى واقع لا يصدق.

في دور المجموعات، تصدر العراق مجموعته بتعادل مع تايلاند وفوز كبير على أستراليا 3-1، ثم تعادل مع عمان، ليؤكد أن الأمر ليس مجرد مفاجأة مؤقتة.

قهر الكبار.. وكتابة التاريخ
في ربع النهائي، واجه المنتخب العراقي خصما عنيدا هو فيتنام، وتجاوز المباراة بثنائية نظيفة، ثم جاءت اللحظة الأهم في نصف النهائي، عندما اصطدم بمنتخب كوريا الجنوبية القوي.

انتهى اللقاء بالتعادل السلبي، ليتجه إلى ركلات الترجيح، حيث برز الحارس نور صبري كبطل قومي، بتصديه الحاسم الذي أوصل العراق إلى النهائي لأول مرة في تاريخه.


يوم 29 يوليو 2007، توجهت أنظار الملايين إلى ملعب جاكرتا لمتابعة نهائي كأس آسيا بين العراق والسعودية. الجميع توقع أفضلية للمنتخب السعودي صاحب التاريخ، لكن أسود الرافدين كانت لهم الكلمة العليا.
في الدقيقة 72، ارتقى القائد يونس محمود لكرة ركنية وسجل هدف النصر التاريخي الذي منح العراق التتويج الأول في تاريخه.

دموع شعب.. وفرحة من تحت الركام
ما جعل هذا اللقب مختلفا، لم يكن فقط الفوز، بل الظروف التي تحققت فيها البطولة. فبعد سنوات من الحروب والحصار والانقسامات، منح هذا المنتخب الشعب العراقي لحظة نادرة من الوحدة والفرح، خرجت الجماهير إلى الشوارع في بغداد والبصرة وأربيل والموصل وكركوك وكأن الحرب انتهت للتو.

رغم الخوف من التفجيرات، اجتمع الناس على شاشة واحدة، وهتفوا بصوت واحد، لم يكن الأمر مجرد فوز رياضي، بل انتصار للروح الوطنية في وجه الألم.

فريق استثنائي.. ورجال في زمن الصعب
قاد الفريق المدرب البرازيلي جورفان فييرا، وضم مجموعة من النجوم الذين خلدوا أسماءهم في تاريخ العراق، منهم: يونس محمود، نشأت أكرم، هوار ملا محمد، كرار جاسم، نور صبري، باسم عباس، علي حسين رحيمة.

توج العراق بطلا لآسيا للمرة الأولى، لكنه في الحقيقة حقق أكثر من ذلك، أثبت أن الرياضة قادرة على جمع ما تفرق، وأن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل رسالة أمل.

وبعد أكثر من 18 عاما، لا يزال ذلك اللقب رمزا لمرحلة استثنائية من الصمود والكرامة، ومرآة تعكس قدرة الشعوب على النهوض مهما كانت الجراح عميقة.

  • كرة قدم
  • العراق
  • كأس اسيا