دراسة: النوم الجيد يعزز طول العمر ويحسن الصحة
خلص تقرير نشره موقع أمريكي متخصص إلى أن النوم الجيد يمكن أن يُطيل عمر الإنسان، في حين أن الأرق والنوم المتقطع قد يؤثران سلبًا على صحة الشخص وحياته بشكل عام. بناءً على ذلك، ينصح العلماء بضرورة التعامل مع مشاكل النوم والحرص على أخذ قسط كافٍ من النوم يوميًا.
وقال التقرير، الذي نشره موقع "باور أوف بوزيتيفيتي" إن جودة النوم تؤثر بشكل مباشر على طول العمر، حيث تشير الأبحاث العلمية إلى أن هذين العاملين مرتبطان ارتباطًا وثيقًا. ووفقًا للعلماء، فإن نقص النوم يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة تُقلل من متوسط العمر المتوقع، بينما يساهم النوم الجيد في تعزيز العمر الطويل.
ووجدت دراسة بارزة أُجريت في عام 2023 أن الأشخاص الذين اتبعوا خمس عادات نوم رئيسية عاشوا لفترة أطول مقارنة بالأشخاص الذين يعانون من أنماط نوم غير صحية. تشمل هذه العادات النوم من سبع إلى ثماني ساعات ليلًا، النوم بسهولة، عدم الاستيقاظ المتكرر، وتجنب الاعتماد على أدوية النوم.
وتبين من الدراسة أن الرجال الذين طبقوا هذه العادات عاشوا في المتوسط 4.7 سنوات أطول، بينما تمتعت النساء بعمر أطول بمقدار 2.4 سنة مقارنة بأولئك الذين يعانون من مشاكل في جودة نومهم. يعكس هذا الفرق الكبير العلاقة القوية بين النوم الجيد وطول العمر.
وفقًا لتقرير "باور أوف بوزيتيفيتي"، فإن قلة النوم لا تؤثر فقط على مستوى الطاقة والمزاج، بل يمكن أن تسرع من عملية الشيخوخة. يرتبط نقص النوم المزمن بارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر)، الذي يمكن أن يسبب التهابات وإجهادًا تأكسديًا. مع مرور الوقت، تؤدي هذه التأثيرات إلى مشكلات صحية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وحتى الزهايمر.
تعتبر اضطرابات النوم مثل توقف التنفس أثناء النوم من العوامل الخطيرة التي تؤثر على طول العمر، حيث يؤدي هذا الاضطراب إلى حرمان الدماغ والجسم من الأوكسجين، وقد ارتبط هذا الاضطراب بمشاكل قلبية وعائية، بما في ذلك زيادة خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية والموت المفاجئ. ومع ذلك، يمكن أن يساعد العلاج المناسب لهذا الاضطراب في تحسين جودة النوم وتجنب هذه المخاطر.
علاوة على ذلك، يعيق الحرمان من النوم قدرة الجسم على تنظيم مستويات الإنسولين، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. مرض السكري هو حالة مزمنة تؤثر بشكل كبير على متوسط العمر المتوقع وتقلل من جودة الحياة. وقد أظهرت الأبحاث أن تحسين جودة النوم يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بهذا المرض وأمراض التمثيل الغذائي الأخرى.
من المهم أيضًا الاهتمام بجودة النوم إلى جانب مدته. فالنوم الجيد لا يتوقف عند عدد الساعات فقط، بل يشمل أيضًا المرور بمراحل النوم المختلفة مثل النوم الخفيف والعميق، ونوم حركة العين السريعة. تلعب هذه المراحل دورًا حيويًا في دعم الجسم والدماغ للقيام بعمليات إصلاح وترميم أساسية. أثناء النوم العميق، يتم تجديد الطاقة وتقوية جهاز المناعة، بينما يُعد نوم حركة العين السريعة ضروريًا للوظائف الإدراكية مثل التعلم وتحسين الذاكرة.