مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

تعبيرية

Image 1 from gallery

الذكريات تحت السيطرة .. كيف يمكن التلاعب بها لتخفيف الصدمات العاطفية؟

نشر :  
14:28 2024-11-14|
  • علماء يكتشفون آلية جديدة للتأثير على الذكريات باستخدام الخلايا النجمية
  • الخلايا النجمية تحدد ما إذا كانت الذكريات ستُنسى أو ستظل حية لفترات طويلة

تعمل عدة مناطق في الدماغ معاً لتشكيل الذكريات التي ترافقنا يومياً، لكن اكتشافاً جديداً من جامعة توهوكو في اليابان قد يفتح الباب أمام طرق مبتكرة للتأثير على كيفية تذكرنا للأحداث.

الدراسة التي نُشرت في مجلة "جليا" الشهر الحالي، كشفت عن دور الخلايا النجمية في الجهاز العصبي، والتي تلعب دوراً مهماً في تحديد ما إذا كانت الذكريات ستظل حية أم تُنسى.

آلية عمل الذاكرة

في دماغ الإنسان والحيوان، يتم تخزين المعلومات على شكل ذكريات، مما يسمح بالتعلم والتكيف مع البيئة. لكن ليست كل الذكريات تظل حية في أذهاننا؛ فبعضها يظل واضحاً بينما يُنسى الآخر.

تكوين الذاكرة هو عملية معقدة ومتعددة المراحل، وكانت الفكرة السائدة هي أن الذاكرة قصيرة الأمد تتحول تدريجياً إلى ذاكرة طويلة الأمد. لكن الباحثين اكتشفوا أن هذه العمليات قد تحدث في الوقت ذاته، مما يشير إلى أن هناك آلية خلوية قد تكون مسؤولة عن تكوين الذكريات القصيرة والطويلة الأمد في وقت واحد.

التلاعب بالخلايا النجمية

استخدم العلماء تقنية متقدمة تسمى "البصريات الوراثية" للتلاعب بالخلايا النجمية في دماغ الفئران. هذه الخلايا، التي توجد في منطقة اللوزة الدماغية المسؤولة عن تنظيم المشاعر والخوف، تم تحفيزها بواسطة ألياف ضوئية. من خلال تغيير الحموضة المحيطة بهذه الخلايا، تمكن الباحثون من التأثير على قدرة الفئران على تذكر الذكريات المرتبطة بالخوف.

في التجربة، تم تعريض الفئران لصدمة كهربائية خفيفة في غرفة معينة، وعندما أُعيدت الفئران إلى نفس الغرفة، أظهرت استجابة طبيعية بالتجمد عند التذكر. لكن الفئران التي تم تعديل خلاياها النجمية لتصبح حمضية بعد الصدمة، فقدت القدرة على تذكر الخوف بحلول اليوم التالي، مما يدل على أن هذا التلاعب منع تكوين ذاكرة طويلة الأمد، بينما لم يؤثر على الذاكرة قصيرة الأمد.


تثبيت الذكريات

أما الفئران التي تم تعديل خلاياها النجمية لتصبح قاعدية، فقد أظهرت استجابة خوف قوية حتى بعد 3 أسابيع من التعرض للصدمة، ما يشير إلى أن هذه الخلايا تلعب دوراً أساسياً في تثبيت الذكريات أو محوها. وبذلك، يمكن القول إن الخلايا النجمية تحدد ما إذا كانت الذكريات ستُنسى أو ستظل حية لفترات طويلة.

نظرة جديدة على تكوين الذاكرة

يقول البروفيسور كو ماتسوي، قائد الدراسة من جامعة توهوكو: "نعتقد أن هذا الاكتشاف قد يغير فهمنا لكيفية تكوين الذاكرة". وأضاف: "من الممكن أن يتأثر تأثير الخلايا النجمية على الذاكرة بناءً على السياقات المختلفة مثل العوامل الاجتماعية والعقلية والبيئية".

ويعتقد الباحث المشارك هيروكي ياماو أن الخلايا النجمية قد تكون المفتاح لفهم التغيرات العاطفية وتكوين الذاكرة، مشيراً إلى أن هذا الاكتشاف قد يكون بداية لفهم أعمق لكيفية تأثير هذه الخلايا على معالجة المعلومات العاطفية.

الآفاق المستقبلية للعلاج

الهدف التالي للفريق هو دراسة كيفية تنظيم الخلايا النجمية للذاكرة العاطفية. إذا تمكّن العلماء من فهم هذه العمليات بشكل أفضل، فقد يُسهم ذلك في تطوير علاجات تمنع تشكل الذكريات المؤلمة، مثل علاج اضطراب ما بعد الصدمة، عبر التدخل في تشكيل الذاكرة.