مظاهرة في رام الله احتجاجا على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله
هل يوجه حزب الله ضربة قاسية إلى الاحتلال بعد اغتيال نصر الله؟
- أبو زيد: الاستهداف تم بقنابل MK84 عالية التدمير والتي تخترق التحصينات
- القنابل تزن تقريبا ألفي رطل وتحمل رأس متفجر بوزن 92 كيلو غرام
قال الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبو زيد إن اغلب عمليات الاغتيال وقعت ضمن مثلث أمني في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتحديدا بين حارة حريك وبرج البراجنة ومنطقة الشياح.
وبين خلال حديثه عبر برنامج نبض البلد الذي يعرض على شاشة "رؤيا" أن العقدة الأمنية التي تقوم بعمليات الاختراق يبدو أنها تتوزع ضمن هذه المنطقة.
وأشار إلى أن الاحتلال استهدف مركز الثقل الاستراتيجي للقيادة والسيطرة التابعة لحزب الله، وهي التي تعد أهم منظومة في منظومات العمليات الاستخبراتية.
وذكر أن الاستهداف تم بقنابل MK84 عالية التدمير والتي تخترق التحصينات، وهي ذاتها التي استخدمها الاحتلال في قطاع غزة وتحديدا في منطقة المواصي.
وقال إن هذه القنابل تزن تقريبا ألفي رطل وتحمل رأس متفجر بوزن 92 كيلو غرام تقريبا، مبينا أنها تحدث تدميرا في طبقات الأرض الدنيا وتعطي مؤشر واضحا أن الاحتلال كان على دراية من معلومات استخبارية بوجود اجتماعات في طوابق تحت الأرض.
وأوضح أن الذي ينفذ مثل هذا النوع من العمليات هي الوحدة 199 التي تعرف بوحدة "بات" وهي متخصصة بهذا النوع من الاستهدافات.
اغتيال حسن نصر الله قد يفرز قيادي أكثر تشددا
وأفاد أن الهيكل التنظيمي في حزب الله والتنظيمات الشبيهة يكون أفقيا وليس عموديا، ما يعني أن الارتباط يكون خيطيا، مؤكدا أن استهداف قائد أو مجموعة من القادة لا يؤثر بنيويا على التتظيم بقدر ما يؤثر في اتصالات التنظيم.
وأوضح أن هذا الشكل يعطي مرونة أكبر لإعادة ترميم التنظيم، مشيراً إلى أن حزب الله تعرض لعمليات اغتيال سابقة.
وأكد أن الاحتلال سعى لتطبيق سياسة تقطيع الأطراف من خلال اغتيال كافة القادة المحيطين بحسن نصرالله وصولاً إليه وهو ما حدث بالفعل.
وذكر أن تكتم الحزب على خليفة حسن نصر الله يمثل نقطة جيدة لإعادة بناء نفسه، حيث لا يريد الحزب إعلان هوية الأمين العام الجديد ومن ثم حصول احتمال لتعرضه للاغتيال.
وبين أن هناك قائدين على الأرض يرشح أن يخلفا حسن نصر الله، وهما نعيم قاسم وهاشم صفي الدين، وكلاهما محسوبين على التيار المتشدد في حزب الله وليس على التيار المحافظ.
وتوقع أن نرى إعادة لتطبيق نموذج ما حدث في حركة حماس، حيث اغتيل إسماعيل هنية ومن ثم كانت خليفته شخصية من الجناح المتشدد في الحركة وهو يحيى السنوار.
واعتقد أبو زيد أن اغتيال حسن نصر الله قد يفرز قيادي أكثر تشددا، لا سيما إن كان هاشم صفي الدين.
ويرى أبو زيد أن إعادة الحزب لترميم نفسه سينعكس على القصف الجوي وعمليات استهداف عمق أراضي الاحتلال.
هل يوجه الحزب ضربة قاسية؟
أبو زيد قال إنه لغاية هذه اللحظة لا يمكن القول أن الاحتلال انتصر أو ان حزب الله قد خسر؛ لا سيما وأن إرادة حزب الله لم تكسر.
وبين أن انتظام عمليات قصف حزب الله للأراضي المحتلة خلال اليومين القادمين من شأنه أن يعد دليلا جزئيا على إعادة ترميم الحزب لذاته.
واوضح أن حزب الله إن أراد الرد على عملية اغتيال حسن نصر الله فيجب عليه أن يوجه ضربة قاسية تجاه عمق الأراضي المحتلة بما يملك من ترسانة عسكرية ضخمة، مشيرا إلى أن ذلك يعتمد على مدى الانسلاخ عن إيران في عملية اتخاذ القرار.
واعتبر أن إيران تقايض ما لديها من ملفات سياسية بما يتوافق مع شكل الضربات التي يوجهها الحزب لغاية الآن، ما يؤكد أن إيران هي المتحكمة بشكل الضربات ومدى توسعها.
لماذا نجاح الاحتلال في لبنان وفشل في غزة استخبراتيا؟
وحول أسباب نجاح الاستخبارات الإسرائيلية في جنوب لبنان وفشلها في غزة، فإن ذلك يعود إلى أن الاحتلال يحترف العمليات الانتقائية، كما أن أجهزته الاستخبارية مصممة كأجهزة هجومية وليست دفاعية.
وقال إن ذلك مكنهم من تطبيق الاستخبارات الهجومية في جنوب لبنان ونجح في ذلك، بينما طبق الاستخبارات الدفاعية في غزج وفشل في ذلك.
ورأى أن الاحتلال نجح تكتيكيا في جنوب لبنان بينما فشل استراتيجيا؛ بحكم أن عملياته على الأرض لم تساهم في تحقيق العملية العسكرية المتمثلة بإعادة المستوطنين إلى مدن الشمال في الأراضي المحتلة.
وذكر أن حزب الله داخل لبنان مشتت بين أجندة وطنية مرتبط بها في السياسة اللبنانية وبين التبعية إلى إيران، فيما أن المقاومة في غزة مرتبطة أيدلوجيا وتمثل وحدة واحدة داخل القطاع، عدا عن الاختلافات الديمغرافية بين غزة وجنوب لبنان.