تنقل سيارة إسعاف الجرحى إلى مستشفى في بيروت بعد تفجير الاحتلال الآلاف من أجهزة "البيجر"
خبير يكشف لـ"رؤيا" آلية عمل أجهزة الاتصال التي فجرها الاحتلال في لبنان
- الريموني: أجهزة البيجر تعد أجهزة اتصال معروفة بقدرتها على توفير التواصل الفوري والمباشر ونقل الرسائل النصية القصيرة والتنبيهات بشكل محمي
عدي صافي - وقعت انفجارات متزامنة لأجهزة اتصالات الثلاثاء أدت إلى استشهاد وإصابة المئات في عدد من المدن اللبنانية.
وذكر حزب الله في بيان: "انفجر عدد من أجهزة تلقي الرسائل والموجودة لدى عدد من العاملين في وحدات ومؤسسات حزب الله المختلفة".
وحمل حزب الله اللبناني، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن العدوان الذي طال المدنيين وأدى إلى سقوط شهداء ومئات الجرحى.
ما هي أجهزة البيجر وكيف تعمل؟
الباحث في مجال علوم الفيزياء رائد الريموني أوضح آلية عمل أجهزة "البيجر" وعلى ماذا تعتمد في عملها.
وقال الريموني لـ"رؤيا" إن أجهزة البيجر تعد أجهزة اتصال معروفة بقدرتها على توفير التواصل الفوري والمباشر ونقل الرسائل النصية القصيرة والتنبيهات بشكل محمي.
اقرأ أيضاً: كيف تمكن الاحتلال من تفجير أجهزة اتصال حزب الله؟
وبين أن "البيجر" يعتمد على تقنية الاتصالات اللاسلكية الراديوية (Radio Frequency Communication)، حيث يتم نقل الرسائل والإشارات من خلال شبكة من الأبراج أو محطات الإرسال إلى جهاز "البيجر" الخاص بالمستخدم بالطرق التالية:
- الإرسال عبر موجات الراديو: يعتمد البيجر على استقبال رسائل نصية قصيرة أو إشعارات ترسل من خلال موجات الراديو. عندما يريد مستخدم بيجر إرسال رسالة إلى مستخدم آخر، يتم إرسالها من خلال مزود الخدمة إلى برج الإرسال القريب من المستخدم.
- ترددات مخصصة: كل "بيجر" يملك تردد محدد ورقم تعريف مخصص يسمى (Capcode) يسمح له بتلقي الرسائل الخاصة به فقط. عند إرسال الرسالة، يتم بثها عبر ترددات راديوية في المنطقة المحددة.
ما نوعية الجهاز المستهدف؟
وأوضح الريموني لـ"رؤيا" أنه من خلال متابعة حطام بعض الأجهزة المتفجرة، يظهر أن الجهاز الذي انفجر من طراز Rugged Pager AR924، وهو من تصنيع شركة (Apollo Gold) التايوانية.
وأفاد أن Rugged Pager AR924 يتميز بكونه جهاز قوي وموثوق مصمم للعمل في البيئات الصعبة.
85 يوما من العمل المتواصل
وأشار إلى أن الجهاز يتميز Rugged Pager AR924 ببطارية طويلة الأمد مصنوعة من (ليثيوم-أيون)، قابلة لإعادة الشحن توفر 85 يوم من التشغيل المتواصل.
وأكد أنه يمكن شحن البطارية كاملة خلال ساعتين ونصف فقط.
آلية اختراق الجهاز
الريموني بين إنه ليس من السهل اختراق أجهزة البيجر لأنها لا تملك اتصالا بالإنترنت، وتعتمد على الإشارات الراديوية فقط.
وأوضح أنه يمكن اختراق نظام الرسائل الداخلي والتحكم فيه.
وقال:"ما حدث هو عملية احداث ضرر مباشر والتسبب بتلف في البطارية وجعلها قابلة للانفجار من خلال الوصول إلى النظام الكهربائي الداخلي للجهاز وتعديل اشاراته الكهربائية من خلال قطعتين الاولى تسمى Anetenna وهي مسؤولة عن التقاط الاشارات والثانية تسمى RF Receiver ومهمتها تحويل الإشارات الملتقطة من الهوائي إلى إشارات كهربائية قابلة للمعالج، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع درجات حرارة البطارية بفعل التغيير الذي طرأ على الدارة الكهربائية للجهاز مما ادى إلى تفجيره بشكل متسلسل في مناطق التأثير التي تم إرسال الاشارات الجديدة إليها".
توعد بالقصاص
وكان حزب الله أوضح في بيان، الثلاثاء، أن الاحتلال الإسرائيلي، الذي وصفه بالغادر والمجرم، سينال قصاصه العادل عن هذا الهجوم، مشيرًا إلى أن الرد سيكون في الوقت والمكان الذي لا يتوقعه.
وأكد موقفه الثابت في دعم المقاومة الفلسطينية، مشددًا على أن نصرة القضية الفلسطينية ستظل مصدر اعتزاز وفخر للحزب.
وأعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، الثلاثاء، أن تفجيرات البيجر أسفرت عن استشهاد 8 أشخاص بينهم طفلة، فيما أصيب 2750 بينهم 200 حالة حرجة.
من جهتها، طلبت وزارة الصحة اللبنانية من المستشفيات الاستنفار إلى أقصى درجة رفع مستوى استعداداتها.
وطلبت الوزارة من جميع الذين يمتلكون أجهزة "pagers" أن يقوموا برميها بعيدًا عنهم فورًا.
وأهابت الصحة اللبنانية بالكوادر الطبية التوجه بشكل عاجل إلى أماكن عملهم لكي يسهموا في تقديم العلاجات الطارئة للاعداد الكبيرة من المصابين الذين يتم نقلهم إلى المستشفيات.
تأهب لدى الاحتلال
في السياق أفادت وسائل إعلام عبرية، الثلاثاء، بأن القيادة الشمالية والاستخبارات والجيش لدى الاحتلال الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى، وذلك في أعقاب تفجير أجهزة اتصالات لحزب الله في لبنان ما أدى إلى استشهاد 8 أشخاص وإصابة أكثر من 2800 آخرين.
وقالت هيئة البث العبرية إنه جرى رفع حالة التأهب في جميع الموانئ بما في ذلك إيلات، كما جرت دعوة ضباط كبار للمشاركة في المشاورات الأمنية في مقر وزارة الدفاع بتل أبيب.
من جهتها، نقلت "يسرائيل هيوم" عن مصادر إن تل أبيب تستعد لرد فعل محتمل من جانب حزب الله، فيما ناقش مسؤولون في وزارة النقل الاستعدادات في ميناء حيفا ومطار بن غوريون وسيناريوهات أخرى.
