مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

مولودة تحت النار خلال حرب الإبادة في قطاع غزة

Image 1 from gallery

معجزة الحياة في غزة.. ولادة تحت النار وقصة أم تصارع الموت بابتسامة

نشر :  
11:35 2024-07-15|
  • ميلاد في قلب الجحيم في قطاع غزة

في غزة، حيث تستمر الحرب بلا هوادة منذ عشرة أشهر، وُلِد خمسون ألف طفل وسط الدمار والخراب، وفقًا لتقارير من مؤسسات دولية. هؤلاء الأطفال جاؤوا إلى الحياة من رحم الإبادة، محققين معجزة البقاء في ظل ظروف أشبه بالجحيم.
نساء غزة الصامدات يرون في هذه الولادات رحمة إلهية ومعجزات تتجلى وسط الدمار والآلام.

ميلاد معجزتي الصغيرة

تروي آلاء النمر، وهي إحدى الأمهات اللواتي أنجبن خلال الحرب، قصتها التي تجسد معاني الصبر والإيمان. تقول آلاء بابتسامة ملؤها الثقة والاطمئنان: "لأني شفت رحمة ربنا بعنيا ومسكتها بإيدي، رحمة ربنا تُرى بالعين المجردة يا دكتورة الحمدلله". هذه الكلمات كانت ردها على سؤال الطبيبة التي استقبلتها وصغيرتها التي ولدت في طريق رحلتها المرعبة إلى المستشفى.


وتصف آلاء كيف عانت النساء في غزة خلال الحمل والولادة في ظل الحرب. تقول: "في الرابع عشر من يناير، كنت على موعد لأن أضع مولودتي الجديدة بعيدًا عن بيتي المدمر. اعتقدت واهمة أني سأضعها بعد انتهاء الحرب".

الرحلة المرعبة

تحكي آلاء عن شهور المخاض: "نزحتُ أحد عشر مرة على الأقل. قفزت من النوافذ هروبًا من طلقات النار، وتسلقت مبنى مدمّرًا، وقطعت مسافة أربع ساعات نزوحًا". وتتابع: "كانت ليلة باردة جدًا وماطرة، ملبدة بالطائرات الحربية، ومضاءة بضربات الصواريخ".

الأب يقص الحبل السري

في لحظة المخاض، بدأت آلاء تشعر بآلام الولادة وهي في الشارع. تقول: "بدأ ميلادها بعدما أطلقت مولودتي 'نعمة' صرخة الحياة بين يدي أبيها، الذي قص الحبل السري وأطلق سراحها لتبدأ رحلتها مع الحياة". لم يكن هناك غرفة استقبال ولا سرير مخصص، بل قطعة قماش وبقايا ملابس.

الرحلة إلى المستشفى

تكمل آلاء: "رغماً عن الخطر، دبّر لي زوجي سيارة لنقلي إلى مستشفى 'الصحابة'. لكن بعد بضع أمتار، فرغت جرة الغاز من السيارة". قررت آلاء إكمال الطريق سيرًا على الأقدام، مسترشدة بابن خالتها الذي كان يحمل كشافًا صغيرًا ويهتف لها بالتوجيهات.

الابتسامة في وجه الخطر

تصل آلاء إلى المستشفى أخيرًا، حيث تستقبلها الطبيبة على الباب. "مين الوالدة فيكم؟" تسأل الطبيبة، وتجيب آلاء بابتسامة: "أنا الحمدلله". تسأل الطبيبة عن سر ابتسامتها، فترد آلاء: "لأني شفت رحمة ربنا بعنيا ومسكتها بإيدي".

الختام بمعجزة

تختتم آلاء قصتها بقولها: "أنجبت صغيرتي في مرحلة العدم. وسط الجوع والدمار، خبأ لي زوجي في حقيبة الميلاد علبة حلاوة صغيرة. كانت تلك الحلاوة رمزًا للأمل والرزق المخبأ".


في غزة، حيث الحياة معجزة وسط الموت، تجد الأمهات الصامدات رحمة الله تتجلى في كل ولادة جديدة، وكل ابتسامة أمل، وكل نفس يُؤخذ رغم الصعاب.