رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي والمبعوث الأمريكي الخاص آموس هوكستين
تقرير - مخاطر اشتعال حرب موسعة تعيد الموفد الأمريكي الى بيروت
- هوكشتاين و "الإنذار الأخير" قبل انفجار مرتقب
- حزب الله عند موقفه الرابط بين تهدئة الجنوب ووقف العدوان على غزة
التصعيد العسكري المتبادل بين حزب الله وجيش الإحتلال الإسرائيلي على الجبهة الشمالية حرك الدبلوماسية الأمريكية مجدداً في مساع لاحتواء التصعيد. فبعد تل أبيب حط آموس هوكشتاين كبير مستشاري الرئيس الأمريكي في بيروت حاملاً رسالة وُصِفت بأنها واضحة وحاسمة إلى المسؤولين اللبنانيين لمنع تفجر الصراع وتوسيعه.
لم يكن لبنان ينتظر عودة المبعوث الأمريكي آموس هوكستين إلى بيروت بهذه السرعة، هو الذي سبق وأبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه سيعود فور الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة. لكن التداعيات الميدانية الخطيرة على جبهة الجنوب، دفع بهوكشتين على الأرجح إلى كسر معادلة حضوره فحط في بيروت للمرة الرابعة منذ السابع من تشرين الأول /أكتوبر.
من اليرزة حيث التقى قائد الجيش العماد جوزف عون استهل هوكشتين محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين بلقاء بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب.
معطيات استقتها "رؤيا" من أكثر من مصدر، تقاطعت عند الخُلاصة بأن هوكشتاين حمل معه في جولته رسالة شديدة اللهجة وأكثر خطورة من الرسائل الماضية بضرورة التفاوض ووقف إطلاق النار على الحدود وإلا فإن التصعيد سيصبح حتمياً.
ومن عين التينة كان هوكشتاين واضحا بالتأكيد على أن المنطقة تمر بأوقات صعبة قائلاً :"نريد حلولا حاسمة للوضع على الحدود والتهدئة ستسمح بعودة السكان لجنوب لبنان" وشمال الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وإذ أشار إلى قبول الوسطاء مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن للتهدئة وكذلك تل أبيب حثّ هوكشتاين حماس على قبوله. ورأى هوكشتاين "أن النزاع حول جانبي الخط الأزرق بين حزب الله وتل أبيب إستمرّ وقتًا طويلاً ومن مصلحة الجميع وقفه لأن الوضع دقيق جدا في لبنان".
وتعليقاً على ذلك، تقول مصادر متابعة لرؤيا إن هوكشتاين حمل من تل أبيب إلى القيادات اللبنانية "إنذارا أخيرا" حول الوضع على الجبهة الجنوبية، وشدد على أهمية العودة إلى ما قبل الثامن من تشرين الأول مع التزام كلي بتنفيذ القرار الدولي 1701؛ أي انسحاب حزب الله من منطقة عمل قوات اليونيفيل، أو ما تسمى منطقة جنوب الليطاني، لأن البديل هو تصاعد التوتر والانغماس في حرب واسعة.
وفي هذا السياق أكد ميقاتي خلال لقائه هوكشتين أن لبنان لا يسعى بل إلى استتباب الأمن والاستقرار ووقف الخروقات وتهديدات الاحتلال التي لن تثني لبنان عن مواصلة البحث لإرساء التهدئة.
يعلم المبعوث الأمريكي ومعه المجتمع الدولي جيداً أن أي حرب في لبنان لن تكون نزهة، وأن أي هدنة على جبهة الجنوب ستكون امتدادا للهدنة في غزة. هذا ما أعاد "حزب الله" تأكيده قبيل وصول المبعوث الأمريكي، مؤكدا رفضه أي منطقة عازلة شمال الخط الأزرق، وإن كانت تقارير غربية تحدّثت عن مفاوضات غير مباشرة أجراها هوكشتاين قبل توجهه إلى المنطقة مع "حزب الله" عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري.
فهل تنجح المساعي الأمريكية بلجم الانفجار؟