وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي
الصفدي: السبب الرئيس للصراع هو الاحتلال
- الصفدي: البعض يتصور أن المشكلة الوحيدة هي حماس إلا أن المشكلة الوحيدة هي الاحتلال
قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، إن السبب الرئيس للصراع هو الاحتلال الذي يشكل انتهاكاً لكل حق من حقوق الإنسان.
وأضاف الصفدي خلال مشاركته في جلسة حوارية ضمن أعمال مؤتمر ميونخ للأمن، أن البعض يتصور أن المشكلة الوحيدة هي حماس، إلا أن المشكلة الوحيدة هي الاحتلال، الذي لم يكن هنالك أي آفاق لإنهائه.
وتابع الصفدي، "نحن في العالم العربي قلنا منذ عام ٢٠٠٢ إننا على استعداد لإقامة علاقات طبيعية كاملة مع "إسرائيل: مقابل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، إلا أن تل أبيب لم تفكر في ذلك حتى".
وأكد الصفدي على ضروة وضع الأمور في سياقها الصحيح؛ لافتا إلى أن ما نراه في غزة هو حرب مدمرة، وإبادة جماعية، وتدمير لسبل عيش مليوني شخص، ودفع بالناس إلى الهاوية، وتدمير للمستشفيات، وقتل للصحفيين والمسعفين وعمال الإغاثة، والسبب الرئيس لكل هذا هو الاحتلال الذي ليس هنالك آفاق لانتهائه، والذي يتم ترسيخه يومًا بعد يوم".
وأضاف الصفدي "انظروا إلى عدد المستوطنات وزيادة عددها الذي شهدناه خلال السنوات القليلة الماضية، انظروا إلى الوضع قبل السابع من تشرين الأول، كان هناك غياب كامل للأفق السياسي، كان هنالك حكومة تضم وزراء متطرفين وعنصريين يدعون بوضوح إلى قتل الفلسطينيين، ويصفونهم بالحيوانات البشرية، ولا يحترمون حقوقهم، وكان هنالك نهج حاولت فيها هذه الحكومة الإسرائيلية بيع فكرة زائفة بأنها يمكنها تخطي القضية الفلسطينية لتحقيق سلام إقليمي وتجاهل الفلسطينيين كما لو أنهم غير موجودين".
وزاد الصفدي "انظروا إلى الحقائق والأرقام. ماذا رأينا قبل السابع من تشرين الأول؟ انظروا إلى عدد المستوطنات، ومصادرة الأراضي، ومحاصرة وخنق الاقتصاد الفلسطيني، والاعتداءات على المواقع المقدسة، والسردية السياسية التي كانت تخرج عن هذه الحكومة الإسرائيلية. رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي قال أن مهمته هي إحباط تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولة".
وأكد الصفدي "كلنا أدنا قتل المدنيين الإسرائيليين في السابع من تشرين الأول، كل الدول العربية أدانت ذلك، إلا أنني لم أسمع بعد مسؤولًا إسرائيلياً واحداً يدين قتل 30 ألف إنسان في غزة، 75 بالمئة منهم نساء وأطفال".
وأكد الصفدي أن تل أبيب لا يمكن أن تنعم بالأمن ما لم ينعم به الفلسطينيون. وقال "جميعنا لن ننعم بالسلام ما لم ينعم الفلسطينيون بحقوقهم المشروعة بإقامة دولتهم، والحرية والكرامة".
وشدد الصفدي على رفض الأردن المطلق لتهجير الفلسطينيين. وقال "الأردن ومصر كانتا واضحتين بشكل جلي بشأن رفض التهجير، إنه انتهاك للقانون الدولي، وجريمة حرب، كما أنه لن يحل أي شيء، وسوف يمهد الطريق لمزيد من الصراع". وزاد "من يريد السلام، فإن الطريق إلى السلام معروف وهو حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية يمكنها أن تعيش بسلام وأمن مع إسرائيل".
وقال الصفدي "لا شيء يمكن أن يبرر استمرار تدمير سبل عيش مليوني شخص، لا شيء يمكن أن يبرر مهاجمة المستشفيات، لا شيء يمكن أن يبرر قتل 12,000 طفل، لا شيء يمكن أن يبرر جعل 17,000 طفل في غزة يتيماً. هذا غير مقبول بأي معيار من المعايير"، مؤكداً بأن تل أببيب تجاوزت كل القوانين والقيم الأخلاقية والإنسانية.
وزاد "من غير المقبول الاستمرار في الالتفاف حول الأمور وعدم الاعتراف بأن المشكلة تكمن في السياسة الإسرائيلية، حيث أن إسرائيل لا تريد الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الوجود، وهم ليسوا فقط يقولون ذلك ولكنهم يفعلون كل ما من شأنه أن يجعل حل الدولتين غير قابل للتحقيق والواقع يشير إلى ذلك".