وزير الخارجية وشؤون المغتربين - أيمن الصفدي
الصفدي: ٢٠٠ ألف سوري ولدوا في الأردن منذ بداية الأزمة
- وزير الخارجية: حوالي 155 ألف طالب سوري في المدارس الأردنية
- وزير الخارجية: نحو 50 بالمئة من السوريين تحت سن 15 عاما
- وزير الخارجية: سنقترح إنشاء صندوق لتوفير بيئة آمنة لعودة اللاجئين
قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، اليوم، إن مستقبل اللاجئين السوريين هو في بلدهم، ما يستوجب الاستثمار في هذا المستقبل في سوريا، وبناء البنية التحتية التي تشجع اللاجئين السوريين على العودة الطوعية.
وحذّر الصفدي، من تبعات تراجع دعم المجتمع الدولي للاجئين والدول المستضيفة لهم، وتقليص الخدمات التي تقدمها المنظمات الدولية للاجئين فيها، وشدّد على أن مسؤولية توفير العيش الكريم للاجئين هي مسؤولية دولية وليست مسؤولية الدول المستضيفة وحدها.
وقال الصفدي، في كلمة في مؤتمر بروكسل السابع حول مستقبل سوريا والمنطقة، إن الأردن، وهو أكبر دولة مستضيفة للاجئين نسبة إلى عدد السكان، قدم أنموذجا في النهج الذي اتبعه في توفير العيش الكريم للاجئين السوريين، ومنحهم الأمل والفرص والاحترام.
لكنه، شدّد على استمرار المملكة في تقديم خدماتها الحيوية للاجئين يستوجب أن يقوم المجتمع الدولي بدوره أيضاً، وتوفير الدعم اللازم لذلك.
قطاعات حيوية
وبعد أن استعرض العبء الذي يتحمله الأردن نتيجة استضافة مليون و 300 ألف شقيق سوري على قطاعات حيوية كالتعليم والصحة وسوق العمل وعلى مصادر المياه والطاقة، شدّد الصفدي، أن المملكة تجاوزت طاقتها الاستيعابية ولن تكون قادرة على توفير الخدمات اللازمة للاجئين من دون الدعم الدولي.
وأشار الصفدي، إلى أن المساهمة الدولية في تمويل خطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية، لتلبية احتياجات اللاجئين، تراجعت من حوالي 70% في العام 2016 إلى حوالي 33% العام الماضي، وتوقفت عند حوالي 6.8٪ هذا العام.
وقال الصفدي، الذي ترأس وفد المملكة إلى مؤتمر بروكسل السابع حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة، الذي شاركت فيه وزيرة التخطيط والتعاون الدولي زينة طوقان، أنه على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته إزاء اللاجئين.
وقال الصفدي " نقرع جرس الإنذار عالياً حول تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين."
وشدّد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية على أن حل قضية اللاجئين هو عودتهم الطوعية إلى سوريا، ما يوجب تكثيف الجهود المستهدفة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.
الدعم المالي
وإلى حين ذلك، قال الصفدي، يجب توفير الدعم المالي للاجئين، وطالب بالمحافظة على مستويات كافية ومحددة من الدعم على أسس طويلة المدى، والعمل مع الدول المستضيفة على تحديد أولويات الإنفاق.
كما دعا الصفدي إلى تأسيس صندوق لدعم العودة الطوعية للاجئين عبر تأهيل البنية التحتية للعودة في سوريا.
وقال " يجب أن تعكس المواقف السياسية الواقع؛ سواءً في إطار آلية التعافي المبكر، أو آلية تثبيت الاستقرار، أو أيّ آلية أخر، يجب توفير متطلبات العودة للاجئين."
وزاد " مستقبل اللاجئين هو في سوريا وليس في الدول المستضيفة، ويجب البدء في بناء ذلك المستقبل."
وأضاف الصفدي في المؤتمر الذي افتتحه الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، وتحدث فيه عبر كلمةٍ مسجلةٍ، الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش، إن التخلي عن اللاجئين وتركهم ضحية للعوز واليأس سينعكس سلبياً على الجميع.
هجرة اللاجئين
وقال إن وقف هجرة اللاجئين إلى سوريا لن يتحقق عبر بناء الجدران، ولكن عبر إنهاء الظروف التي دفعت اللاجئين إلى ترك بيوتهم أولاً، وتوفير العيش الكريم لهم في جوارهم ثانياً.
وبين الصفدي، إن رسالة الأردن إلى مؤتمر بروكسل قبل سنوات كانت أنه قام بما يجب إزاء اللاجئين في سياق شراكة مع المجتمع الدولي الذي قام بدوره أيضاً.
وأضاف أنه " إذا لم يقم المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة بدورهم في تحمل مسؤولياتهم في مواجهة عبء اللجوء، لن يستطيع الأردن تحمل المسؤلية لوحده. الموضوع بهذا البساطة" وتقاسم الأعباء هو الأساس، حيث يقوم الجميع بما هو مطلوب منه.
وقال الصفدي " ثمّة حد لما نستطيع القيام به، ويجب أن يكون هناك حد لما هو متوقع منا."
وزاد " لنتحمل جميعاً المسؤولية إزاء اللاجئين. وتفجر أزمة جديدة لا يعني انتهاء تبعات ومسؤوليات الأزمات السابقة. الأزمة السورية لم تنته. المعاناة التي سببتها مستمرة" واللاجئون ما زالوا موجودين، واحتياجاتهم تتزايد.
وقال الصفدي، الذي أشار إلى استيعاب النظام التعليمي الرسمي الأردني إلى حوالي ١٥٥ ألف طالب سوري ما استدعى اعتماد نظام دوام الفترتين في المدارس، إنه "لا نريد أن نجد أنفسنا مضطرين إلى الاختيار بين تقديم مقعد دراسي لطالب أردني أو لاجئ سوري."
الدور العربي
وأكد الصفدي، أهمية الدور العربي الذي انطلق بعد اجتماعي جدة وعمان للإسهام في جهود التوصل لحل سياسي للأزمة السورية وفق منهجية الخطوة مقابل الخطوة وبما ينسجم مع القرار الأممي 2254.
وأكد الصفدي، استحالة التعايش مع منهجية إدارة الأزمة التي تستمر في مفاقمة معاناة الشعب السوري الشقيق، وإنتاج التهديدات لأمن المنطقة.
وقال إنه من غير المعقول أن يجلس الجميع على طاولة محادثات سبل حل الأزمة السورية ويغيب الدور العربي الجماعي.
وشكر الصفدي الاتحاد الأوروبي، والممثل للأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، على تنظيم المؤتمر الذي وصفه بالهام، ويمثل انعقاده تأكيداً على أن عبء اللجوء هو مسؤولية جماعية.
إلى ذلك التقى الصفدي على هامش المؤتمر نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، ووزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبدالله بوحبيب.
كما أجرى الصفدي محادثاتٍ مع الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أكدت أهمية علاقات الشراكة بين الأردن والاتحاد الأوروبي وتناولت الجهود المبذولة لمواجهة التحديات الإقليمية.
والتقى الصفدي وطوقان، المفوض الأوروبي لشؤون التوسع والجوار في الاتحاد الأوروبي، أوليفر فارهيلي، في اجتماعٍ بحث الأوضاع والتحديات الإقليمية، وركز على مشاريع التعاون بين الأردن والاتحاد الاوروبي في قطاعات حيوية تشمل المياه والطاقة والتعليم وقطاعات أخرى.
وثمّن الصفدي الدعم الذي يقدمه الاتحاد الاوروبي للمملكة.
كما التقى الصفدي ووزيرة التخطيط والتعاون الدولي، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا، جير بيدرسون، والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي.
وجرى خلال الاجتماع بحث الجهود المبذولة لحل الأزمة السورية وخطر تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين.
وأكد الصفدي، أهمية تنسيق الجهود العربية والأمنية في مساعي إنهاء الأزمة السورية ومعالجة تبعاتها الإنسانية والامنية والسياسية.
وأجرى الصفدي، على هامش المؤتمر محادثات مع وزير الدولة للشؤون الخارجية الياباني كينجي يامادا، أكد قوة علاقات الصداقة بين البلدين الصديقين، وسبل تنفيذ مخرجات زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى اليابان في نيسان الماضي.
وأكد الصفدي تثمين الأردن لعلاقات الصداقة مع اليابان، والدعم الذي تقدمه اليابان للأردن لمساعدته على مواجهة التحديات الاقتصادية وانعكاسات الأزمات الإقليمية على المملكة.
والتقى الصفدي، على هامش مؤتمر بروكسل ممثلي منظمات المجتمع المدني المشاركين في المؤتمر، ووضعهم في صورة الموقف الذي قدمه الأردن خلال المؤتمر وشكرهم على جهودهم في خدمة الأردن ومصالحه.
المجتمع المدني
وأكد الصفدي، أهمية دور المجتمع المدني وجدوى تبادل الأفكار والانخراط الدائم.
وفي تصريحات صحافية قبيل بدء أعمال المؤتمر، أكد الصفدي أن المملكة ترتبط بشراكة وثيقة مع الاتحاد الأوروبي ودوله، وتعاونٍ كبيرٍ على مدى السنوات الماضية لم يقتصر على ملف اللاجئين، ولكن شمل عديد قضايا أخرى.
وأشار الصفدي إلى أن هناك تراجعاً خطيراً في الدعم الدولي للاجئين والدول المستضيفة، ولافتاً إلى أن منظمات أممية مثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة قلصوا خدماتهم في الأردن على سبيل المثال، وأن وبرنامج الأغذية العالمي سيتوقف عن تقديم مساعداتٍ لمئات الآلاف من اللاجئين في شهر أيلول القادم، مما يعني أن عبء توفير احتياجاتهم سينتقل إلى المملكة التي لا تستطيع تحمله في ظل ظروف اقتصادية صعبة تعيشها، لافتاً إلى أن 50% من اللاجئين السوريين في الأردن تحت سن الـ 15 عاماً، وهناك حوالي 200 ألف طفلٍ سوري ولدوا في الأردن منذ بدء الأزمة، و10% من اللاجئين السوريين فقط يعيشون في مخيمات اللجوء، والبقية منتشرون في كل أنحاء المملكة ومع ذلك يقدم الأردن التعليم مجاناً. وهناك أكثر من 150 ألف طالب يدرسون في المدارس الأردنية الحكومية.
دعم اللاجئين
وشدّد الصفدي على أن انعقاد هذا المؤتمر خطوة مهمة في ضوء التراجع اللافت والخطير بالدعم الدولي للاجئين والدول المستضيفة لهم والمنظمات الأممية المعنية في مساعدتهم، مؤكداً أن المملكة أكبر دولة مستضيفة للاجئين نسبة لعدد السكان في العالم، وأن هناك حوالي 1.3 مليون سوري يعيشون في الأردن، قدم الأردن لهم كل الخدمات التي توفر العيش الكريم، محذراً من التراجع الكبير في الدعم الدولي، ما يعني أن عبء اللجوء ينتقل تدريجياً إلى الدول المستضيفة فقط، وهذا حال لا يمكن قبوله، ويجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته كاملة إزاء اللاجئين، مؤكداً بأن اللجوء هو مسؤولية المجتمع الدولي برمته وليست مسؤولية الدول المستضيفة فقط.
وتقدم الصفدي بالشكر لشركاء المملكة على الدعم الذي كانوا قدموه في السابق، لافتاً إلى أن ثمة تراجعاً كبيراً في الدعم المقدم، الأمر الذي لا بد من التعامل معه، داعياً إلى أن يكون هناك التزامات واضحة تسهم في توفير العيش الكريم للاجئين، وأن يكون هناك دعماً واضحاً، وعلى مدة سنواتٍ، حتى يكون هناك معرفة بالدعم المتوفر.
صندوق لتأهيل البيئة
وأضاف "سنطرح فكرة أن يكون هناك صندوق لتأهيل البيئة التي تسمح بالعودة الطوعية للاجئين داخل سوريا، حل مشكلة اللاجئين في النهاية يكون في عودتهم الطوعية لبلدهم، ومن أجل ذلك يجب أن نعمل على إنهاء الازمة وتوفير الظروف التي توفر العيش الكريم للاجئين في بلدهم"
وزاد "من هنا رسالتنا اليوم واضحة نحن نقوم بدورنا كاملاًٍ في المملكة إزاء اللاجئين ووفرنا العيش الكريم لهم لكن قلقون جدا من تراجع الدعم الدولي"، وأضاف أن المملكة قدمت "خدمات طبية بالمساواة مع المواطن الأردني، وأعطينا أكثر من 370 ألف تصريح عمل للاجئين السوريين رغم أن معدل البطالة بلغ 24% في الأردن."
وفي معرض إجابته على سؤال أحد الصحفيين بخصوص الدعم المقدم من الاتحاد الأوروبي للمملكة، أكد الصفدي أن المملكة تقوم بدورها كاملاً، لكن تحمل عبء اللجوء هي شراكة بين الدول المانحة والدول المستضيفة، وإذا لم تقم الدول المانحة بدورها لا يجب أن يتوقع من الدول المستضيفة أن تقوم بدورها أيضاً، وقال الصفدي " هذه معادلة تقف على رافدين والرافدان يجب أن يستمرا في العمل وإذا لم يكن ذلك نحن في مواجهة أزمة صعبة مع قدراتنا على توفير العيش الكريم ومتطلبات هذا العيش الكريم للاجئين".
وفي إجابة على سؤال حول وجود خلافات بين الوفود العربية والأوروبيين حول عودة سوريا للبيت العربي ، أكد الصفدي أن جامعة الدول العربية اتخذت قرار عودة سوريا للجامعة ، وهذا قرار سيادي للدول العربية/ حيث أن هذه العودة جاءت ضمن الجهود العربية في إطار عملية سياسية فاعلة وقادرة على أن تسهم في حل هذه الأزمة التي طالت والتي تستمر في تسبيب في معاناة كبيرة للشعب السوري وتنتج تهديدات لأمن المنطقة برمتها بما فيها الأردن كدولة مجاورة .
تهريب المخدرات
وأكد الصفدي أن الخطر الأكبر الذي يواجه المملكة عبر الحدود السورية هو خطر تهريب المخدرات، ومشيراً إلى إطلاق دور عربي قيادي لحل الأزمة السورية، حيث أصبح من غير الممكن التعايش مع منهجية إدارة الأزمة التي اتبعت على مدى السنوات الماضية . وقال الصفدي "نحن من يتأثر أكثر من غيرنا بتداعيات الأزمة وبالتالي نحن مطلوب منا أن نسهم بشكل أكبر في حل الأزمة، والمطلوب هو حل لهذه الأزمة يعالج كل تبعاتها الإنسانية والأمنية والسياسية."