الصحف الورقية
صناديق الجرائد تعيد إلى الأذهان "ذاكرة الإهتمام"
- وقف إصدار النسخ الورقية لعديد الصحف عالميا ومحليا
تحول مشهد صناديق الصحف الورقية المثبتة على جدران المنازل ومداخل العمارات في العصر الرقمي إلى مجرد خردة، تحطمت على لونها الصدئ آمال عقدت على صناعة الورق والطباعة الصحفية، وغابت رائحة الحبر التي كان يستنشقها القراء مع رشفات القهوة الصباحية بغياب الإهتمام بها.
بعد توقفه عن شراء الصحف الورقية وتجديده اشتراكاته لم يفتح أحمد أبو بكر الصندوق الذي علق على جدار منزله. ويستذكر أن توقفه عن شراء الجريدة من البقالة أو بائعها على إشارة المرور، ووصولها إلى صندوق الجريدة في منزله شكل نقلة نوعية في حياته، وكان حدثا مهما دخل تاريخه وذكرياته، ويصف ذلك بقوله "كنا نشعر بأننا ملكنا شيء ثمين، صحيفة، ورق .. أخبار".
ويفتقد أبو بكر "هذه القيمة" اليوم، وما رافقها من عقل جمعي ومشاركة بقراءة جميع أفراد المنزل أو العمل، أوراق الجريدة وما فيها من تفاصيل وما يلحقها من نقاش وتفاعل لكل مادة أو صورة، إذ كان وصول الجريدة إلى مخدعها قبل أن تشرق الشمس بحد ذاته بالنسبة لأبي بكر وجيرانه "حدث".
ووقف إصدار النسخ الورقية لعديد الصحف عالميا ومحليا والتحول الرقمي الذي أصاب كافة مناحي الحياة "أمر متوقع"، خاصة مع الخسائر الضخمة المستمرة للمؤسسات الصحفية وارتفاع كلف الطباعة وصناعة النشر والتوزيع، لكن حنين أبو بكر للماضي لم يقض مضجع حبه للثقافة والقراءة والتعلم، وإن غابت الجريدة عن صندوقها.
