جانب من الندوة
وزير المالية: الأردن اتخذ إجراءات ساهمت في مواجهة تحديات الفترة الأخيرة
- ثارمان: المهام الرئيسية التي على الجميع تحقيقها أينما كانوا في العالم، "هو بناء المنعة والتفاؤل
- العسعس: الأردن في عام 2019 قرر المضي بخطط الإصلاح
قال وزير المالية الدكتور محمد العسعس، إن الإجراءات والسياسات التي اتخذها الأردن ساهمت للتصدي للعديد من التحديات والأزمات في الفترة الأخيرة من أبرزها جائحة كورونا، كذلك تجاوز أزمة القمح العالمية، إذ أن الأردن لم يتأثر بأزمة القمح لأنه عمل على هذا الأمر مبكرا.
اقرأ أيضاً : السعودية تقرر استئناف استيراد "الخراف" الأردنية
وأوضح العسعس في ندوة نظمها منتدى شومان الثقافي، تحدث فيها حول الإصلاحات المالية العالمية، وارتباطها ببرامج التنمية الوطنية التي تنفذها الحكومات، الأحد أن الأردن عمل على إيجاد المنعة والتصدي للأزمات وعمل بجهد على هذه المنعة للوصول إلى الاستقرار وجعله ازدهارا، مؤكدا أنه تم بناء السياسات بشكل تقدمي مع الحرص الشديد عندما يتعلق الأمر بالمصروفات.
وأضاف أن الأردن في عام 2019، قرر المضي بخطط الإصلاح وذلك قبل حدوث الصدمات والتحديات التي أثرت على المنطقة والعالم، حيث جاء برنامج الإصلاح على أساس منطقي ويساعد على النمو، مبينا أن الأردن حقق بعض الإصلاحات في عدة مجالات.
وقال الوزير الأول السنغافوري ثارمان شانموجاراتنام، ، في الندوة التي استضافتها مؤسسة عبد الحميد شومان، ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، إن الإجراءات ساهمت في التخطي للأزمات الماثلة، مشددا على أهمية تحويلها إلى فرص لتحقيق النمو والأمن البيئي
وركز ثارمان شانموجاراتنام خلال الندوة التي جاءت بعنوان " تحويل الأزمة إلى فرصة، إصلاح النظام المالي العالمي من أجل النمو والأمن البيئي"، وأدارها الدكتور عمر الجازي، وحضرها عدد من رؤساء الوزراء السابقين، والعديد من الوزراء العاملين والسابقين، إضافة إلى شخصيات سياسية وحزبية، على قضايا تمويل المناخ وفرص الابتكار في المناخ والمياه والتنوع البيولوجي.
وقال إن المهام الرئيسية التي على الجميع تحقيقها أينما كانوا في العالم، "هو بناء المنعة والتفاؤل في العالم الذي يتسم اليوم بالضبابية، وعدم التفاؤل، نتيجة العديد من التحديات والأزمات التي ظهرت مؤخرا".
إعادة توجيه السياسات الوطنية
وأضاف، أن هذا الأمر يتطلب إعادة توجيه السياسات الوطنية والطريقة التي نتعاون فيها عالميا، الأمر الذي يستوجب العمل الجماعي على المستوى الوطني والعالمي بحيث نعيش بازدهار وتطوير مجتمعات شمولية والتصدي للأزمات بشكل مشترك في نفس الوقت.
وأوضح أن العالم تعرض خلال العشرين عاما الماضية إلى العديد من الأزمات والجوائح والصدمات البيئية والتي ازدادت وتكررت أكثر بكثير من قبل، مما يجعلنا نعي بأننا لا نتعامل مع نماذج عشوائية، بل مع نمط انتقل من شكل مستقر إلى آخر غير منتظم، مما يؤثر على العالم من النواحي الجغرافية والاقتصادية، وهذا الأمر يضعنا أمام تحد بضرورة التصدي لهذه الأحداث قبل حدوثها وذلك من خلال إعادة توجيهات رئيسية على المستوى المحلي والعالمي.
منع الصدمات
وبين ثارمان شانموجاراتنام أهمية أن نعي منع الصدمات من الحدوث بدلا من الاستجابة لتلك الصدمة بعد حدوثها، وذلك من خلال إعادة النظر في السياسات الاقتصادية والسياسية وكذلك نمو السكان، إضافة إلى تجنب السياسات الاقتصادية الصغيرة التي تبنى على المخاطر، والتصدي للأزمات والصدمات والتحديات بشكل جماعي لأنها ذات طبيعة عالمية مثل مشكلة المياه، وهي ليست مشكلة الأردن لوحده، حيث ان دورة المياه أصبحت غير آمنة ومستدامة مما سيقود إلى المزيد من المشاكل والتحديات في العالم.
كما أشار إلى أهمية أن تتعاون كل مؤسسات التمويل العالمية مع بعضها البعض بشكل جماعي أو ثنائي كنظام متكامل لتنسيق العمل مع السلطات المحلية بطريقة منسقة ومتناغمة، حتى يتم حشد كل رؤوس الأموال الخاصة لخدمة المنفعة العامة العالمية والوصول إلى رفع وتعظيم التمويل والاستثمار العالمي وعلى إحداث أثر تنموي للدول.
الاستدامة
الدكتور الجازي أشار في بداية الندوة إلى توجه العالم للوصول إلى هدف الاستدامة بكل أنواعها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مشيرا إلى أن العالم تعرض خلال السنوات السابقة للعديد من الأزمات التي ألقت بآثارها على التخطيط مما أثر على تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول العام 2030، خصوصا ما يتعلق منها بالقضاء على الفقر والجوع، وتعزيز المساواة بين الجنسين، والتعليم والصحة.
يشار إلى أن ثارمان شانموجاراتنام هو خبير اقتصادي وسياسي وقد شغل العديد من المناصب الحكومية ويشغل حاليا منصب رئيس مجلس إدارة السلطة النقدية ورئيس البنك المركزي في سنغافورة، وقد عرف عنه عمله في الميدان وخبرته الاجتماعية بعلم الاقتصاد.