مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

فلسطينيون أمام المسجد الأقصى المبارك

Image 1 from gallery

ناشط فلسطيني يحذّر من أدلجة القضية الفلسطينية ويؤكد على "وطنيتها"

نشر :  
13:47 2023-04-15|
  •  جواد بولس: "القدس عروسنا نحن لا عروس عروبتكم"
  • يتوقع الناشط الفلسطيني تصاعد انتهاكات الاحتلال "المستفزّة والمتعبة" للمصلين في الأقصى

 طالَب ناشطٌ فلسطيني بإعادة قضية بلاده إلى مربعها الوطني القائم على قدسية التحرر القومي وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني على أرضه وفي وطنه، وحذّر من منزلقات تسييس الدين وحصر الصراع داخل أسوار الحرم المقدسي. 


وشرح المحامي والكاتب جواد بولس - رئيس الدائرة القانونية في نادي الأسير- التحوّلات التي صبغت الصراع بالبعد الديني في العقدين الأخيرين، وأرجع ما وصفه ب سقم  "الحالة المقدسية" إلى "غياب دور القيادات السياسية الوطنية". 

"يتمحور (الجدال) الآن"، بحسب تشخيص بولس في مدونته، "حول ما إذا ستكون القدس عاصمة الخلافة الإسلامية المقبلة لا محالة أم مهد هيكل إسرائيل الثالث الموعود"؟ ويردف في مقالة مطولة: "حين يختلف البشر على تعاليم السماء تضيع الأوطان، فما بالك إذا كان الاختلاف داخل أبناء الشعب الواحد".   

"فلاش باك" 

وبينما يستذكر بأن البعد الديني لم يغب عن واقع الصراع الفلسطيني/العربي- الإسرائيلي منذ بداياته، يؤكد بولس أن "معظم القيادات الفلسطينية بخاصة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية حرصت على أن يبقى الصراع مع الحركة الصهيونية صراعًا فلسطينيًا وطنيًا".

وكان الراحل فيصل الحسيني - الذي كان يلقب ب"أمير القدس" حتى وفاته بشكل غامض عام 2001 - "أكثر من حافظ على ميراث من سبقوه وحرص على إبقاء مركّبات هذه المعادلة الوطنية الجامعة، رافضًا حصرها بعمقها الديني أو زجّها داخل أسوار الحرم المقدسي". إذ يستذكر الناشط الفلسطيني كيف "طوّر الحسيني موقفه الوطني الشامل ومعه جميع أهل القدس وسائر الفلسطينيين دون أن  يتخلّوا طبعًا عن واجبهم، في الدفاع عن المسجد الأقصى وسائر المقدّسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء". 

ويذهب إلى وصف عشق القدس في "قلب الحسيني وفي ذهنه" على قاعدة "صونها بالعزم والجوارح دون أن يرهنها قربانًا على أي مذبح أو عند عتبات الغيب". وهكذا "أحبّها قدسًا لا تقبل التأويل ولا الشعوذة، تمامًا كما كنّا نحبّها قبل أن نأتيها ونزور شوارعها القديمة في الخيال"، وفق ما يستذكر الناشط الفلسطيني. 

"القدسُ عروسُنا"     

"كانت القدس عروسنا نحن لا ‘عروس عروبتكم‘، يؤكد بولس في إشارة إلى أيقونة الشاعر العراق مظفّر النوّاب، الذي قرّع فيها العرب على خذلانهم المدينة المقدسة حين قال: "القدس عروس عروبتكم؟! فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها ووقفتم تستمعون وراء الباب لصرخات بكارتها.."؟

بالنسبة لبولس ومواطنيه، كانت القدس وستظل "منجلنا و مطرقتنا (..) قدسنا لم تكن بالنسبة لنا ذات يوم معبدًا أو كنيسة أو هيكلا، بل كانت مرفأ الروح ومنبت فكرة سرمدية".

ويتوقع الناشط الفلسطيني تصاعد انتهاكات الاحتلال "المستفزّة والمتعبة" للمصلين في الأقصى بما يتماشى مع "مخطّطات التيارات الدينية المتزمتة" التي تسعى إلى "مواجهة ساخنة (..) داخل منطقة الحوض المقدس (في محاولة) لإحياء أساطير بناء هيكلهم" المزعوم.

"فرّق تسد" 

الناشط الفلسطيني يؤكد أنه لم ينتبه ومثله "أتراب ذلك الزمن، أن بعض الناس يحسبون أن للقدس ديناً وأن لها أكثر من رب وشفيع، إلا وأنا في الجامعة"، في منتصف سبعينيات القرن الماضي. في ذلك الزمان، مثُل هذا الناشط أمام قاض يهودي فرض عليه غرامة مضاعفة عن رفاقه المسلمين عقب اعتقالهم بسبب دفاعهم عن المسجد الأقصى. وينقل عن القاضي قوله آنذاك: "أما أنت، يا سيد بولس، فأولا، أنت طالب في كلية القانون وعليك أن تعرف حدودك، وثانيًا، وهذا الأهم، أنت مواطن مسيحي فما لك وللأقصى؟ زملاؤك مسلمون وقد نفهم رغبتهم بالدفاع عن مسجدهم، أما أنت المسيحي، فمشاغب ومحرّض". 


ويستذكر الكاتب اليوم وصية والده وتماهيها مع حبّه للقدس "بالجملة، بكل عتباتها وأزقتها (..) لأنها كانت وسادة أحلامنا ولأن جرحها كان غصتنا وكان ليلها صلاتنا، وخاصرتها كخواصرنا تنزف حبًا، وقبابها كانت عيون التاريخ الساهرة".

ويخلص إلى القول: "أما ذلك القاضي، فلا يعرف أن قدسنا فكرة جامحة وقطعة من روح لا لعنة أو بركة من سماء؛ إنها الصفحة الأولى في الهوية وسائر الكلام باطل وهباء". وهي لم تكُ بالنسبة "لنا - مسلمين ومسيحيين - مجرد وعد منقوش على حجر (..) بل كانت هي قلب القضية وعصبها، وكانت كالقدر".