الطفل نارت ليث الزيادين
"أنا بدي أموت".. تفاصيل مؤلمة لوفاة الطفل "نارت" غرقا
براءة طفولته ما زالت في ذاكرة والديه، ووجهه الملائكي ما زال حاضرا في أركان منزله، وابتسامته الدافئة ما زالت تعطر غرفته أريجا طيبا ومكان في مدرسته، فالطفل "نارت" ذو الـ6 أعوام، رحل غرقا في بئر بمنطقة السماكية في محافظة الكرك "انقر هنا".
ليث الزيادين، والد الطفل تحدث لـ"رؤيا" عن تفاصيل الفاجعة التي عاشتها العائلة منذ رحلة البحث إلى أن وجدوه حتى اليوم وقد رحل مفارقا ليس غائبا.
والدته بحثت في ذات البئر الذي سقط فيه ولم تشاهده
يروي الزيادين تفاصيل الحادثة التي حصلت قبل نحو أسبوع ، ويقول "خرج ولدي يلعب كعادته في تمام الساعة الرابعة والخمس دقائق عصرا وفي الأثناء خرجت والدته تبحث عنه في أحد البساتين المجاورة فلم تعثر عليه"، وبعدها توجهت إلى البئر الذي وقع فيه نارت فنظرت إلى البئر فلم تجد شيئا، وقامت بتغطية البئر وأكملت البحث.
بحسرة أب يستذكر طفله المدلل الذي كان يعاني من صعوبات في التعلم وكان في إحدى المدارس الخاصة، يضيف "بعد أن علم أهالي المنطقة بالحادثة انتفضوا كرجل واحد يبحثون عن طفلي وأنا كنت في عملي ولم أعلم بالحادثة حينها وكانت هنالك فزعة ليس لها مثيل، حتى أن المصلين توجهوا في صلاة التراويح بالدعاء لعودة ابني، حيث استمر البحث عنه لساعات".
قصة فقدان الطفل بات كابوسا لوالدته التي كانت تعيش وما زالت في ذاكرة الحنين لطفلها، وظن أهالي المنطقة أن كلابا نهشته وتسببت بوفاته.
القدر كان الموت لطفل فقد غرق بعد نحو دقيقتين من تواجد والدته في البستان المجاور للبئر، فقد كانت تبحث عنه في الجهة المجاورة إلى أن تلقفه الموت في البئر بعد دقيقتين وفق كاميرات وثقت الحادثة.
ويشير الزيادين ابو صائب بصوت معكوس بالصبر إلى أن عمق البئر نحو 5 أمتار، مبينا أنه تم إبلاغ الدفاع المدني بالحادثة بعد ساعات مضنية من البحث يتابع" تم إبلاغي بالحادثة في تمام الساعة السابعة والنصف مساء ذات اليوم ولم أصدق هول الخبر، وتوجهت مسرعا من مكان عملي فوجدت كوادر الدفاع المدني تبحث عن طفلي في كافة الأماكن ، وقد عثروا عليه في تمام الساعة 8 إلا ربع، في ذات البئر الذي قامت والدته بتغطيته".
نارت: أنا بدي أموت
أبو صائب تحلى بالصبر والإيمان بالقدر ليواجه المصاب بقلب ممتلئ بحب ابنه وبقلب سلم ذلك للقضاء والقدر يتابع "لقد خرج طفلي من البئر وكان في ذات الوضعية التي ينام بها، فحضنته مطولا وودعته بلهفة اب يودع صغيره الوداع الأخير".
الزيادين يسترجع ما قاله طفله له قبل نحو شهر من وفاته حيث كان يقول انا بدي أموت، كما أرسل رسالة صوتية عبر الوتساب قال فيها: بابا انت مداوم يلا روح، وأخر رسالة الجمعة قال فيها: بابا أنا كويس.
وذكر أبو صائب أن شقيقته - عمة الطفل- التي كان نارت يذهب إليها بعد انتهاء دوامه من مدرسته صدمت وتعيش في حالة حزن يصعب تصديقها كما أن معلمته بكت عليه، لافتا إلى أن أهالي المنطقة فُجعوا بالحادثة مسترجعين طفلا يصعب نسيان ملامح براءته.
شكر على جهود
وتوجه الزيادين إلى أهالي السماكية والقرى المجاورة وسلاح الجو الملكي حيث يعمل به بموفور الشكر، لوقفتهم معه، سواء بالبحث عنه أو الدعاء لمساهمتهم في التخفيف عن العائلة وطأة الحادثة.
شقيقا نارت، طفلان جمعتهما بالطفل الغائب الحلضر، طفولة عنوانها أخوة إلى الأبد.
نارت إن غبت فلن تغب كما الشمس التي لن تغب عن الأرض، وإن غابت ملامحك ستبقى ابتسامتك شعاعا يمد حياة عائلتك أملا.
نم قرير العين أيها الطفل فاسمك معناه روح الحياة، والحياة روحها ذكرى معطرة بعبق من نحب.