ما التوقيت العادي المعمول به في دول العالم؟

هنا وهناك
نشر: 2022-03-18 18:41 آخر تحديث: 2023-06-18 15:29
ساعة - تعبيرية
ساعة - تعبيرية

التوقيت الصيفي هو تغيير التوقيت الرسمي في بلاد أو محافظة مرتين سنوياً ولمدة عدة أشهر من كل سنة، تتم إعادة ضبط الساعات الرسمية في بداية الربيع، حيث تقدم عقارب الساعة بستين دقيقة، أما الرجوع إلى التوقيت العادي، أي التوقيت الشتوي، فيتم في موسم الخريف.

ووفقا لويكيبيديا، فإن الهدف من زيادة ساعة للتوقيت الرسمي هو تبكير أوقات الشغل والفعاليات العامة الأخرى، لكي تنال وقتاً أكثر أثناء ساعات النهار التي تزداد تدريجياً من بداية الربيع حتى ذروة الصيف، وتتقلَّص من هذا الموعد حتى ذروة الشتاء.


اقرأ أيضاً : خبراء نوم: تغييرات التوقيت الموسمي تشكل مخاطر على الصحة والسلامة


تنبُعُ ظاهرة ازدياد ساعات النهار في موسمي الربيع والصيف وتقلُّصها في الخريف والشتاء من ميل محور دوران الكرة الأرضية بنسبة 23.4 درجة مقارنة بمستوى مساره حول الشمس. ويكبر الفرق بين طول النَّهار في الصيف وطوله في الشتاء تدريجياً بتلاؤمٍ مع بعد الموقع عن خط الاستواء، حيث يلاحظ ازدياد ساعات النهار بالبلاد الاستوائية بالكاد فلا تكون بحاجةٍ للتوقيت الصيفي، فيما تزداد فائدته مع الابتعاد عن الخط.

كان الأمريكي بنجامين فرانكلين أول من طرح فكرة التوقيت الصيفي في عام 1784، ولكن لم تبد الفكرة جدّيَّةً إلا في بداية القرن العشرين، حيث طرحَهَا من جديدٍ البريطاني وليام ويلت الذي بذَلَ جهوداً في ترويجها. وقد انتهت جهوده بمشروع قانون ناقشه البرلمان البريطاني في عام 1909 ورفضه. تحقَّقت فكرة التوقيت الصيفي لأول مرة أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث أجبرت الظّروف البلدان المتقاتلة على وجود وسائل جديدةٍ للحفاظ على الطاقة. فكانت ألمانيا أول بلدٍ أعلنت التوقيت الصيفي، وتبعتها بريطانيا بعد فترة قصيرة.

التبرير والتعليل

ما من فائدة للتلاعب الزمني في المناطق ذات خطوط العرض المرتفعة كالقارة القطبية الجنوبية بسبب الليل أو النهار الطّويلين فيها.

كمجتمعات حديثة تعمل على أساس التوقيت القياسي بدلاً من التوقيت الشمسي، فإنّ معظم الناس لا يقومون بضبط جداولهم وفقاً لحركة الأرض بالنسبة للشمس. فعلى سبيل المثال مواعيد العمل والدراسة والنقل تكون محددة في الوقت نفسه طوال العام، بغضّ النظر عن موقع الشمس. بينما يتفاوت إجمالي ساعات ظهور ضوء الشمس خلال اليوم في المناطق غير الاستوائية بشكل كبيرٍ بين فصلي الخريف والشتاء، والربيع والصيف، ونتيجة لذلك، إذا تم تطبيق "التوقيت القياسي" على مدار السنة، سيقع جزء كبير من ساعات ضوء الشمس الطويلة في الصباح الباكر، في حين قد تكون هناك فترة طويلة من الظلام في المساء. وعادةً ما تضيع ساعات شروق الشمس لأن غالبية الناس يميلون إلى النوم في ساعات الصباح المبكرة، بينما إذا قاموا بتغيير هذا النظام إلى المساء بواسطة التوقيت الصيفي فسيمكنهم الاستفادة منها، فمن السهل على الناس الاستيقاظ مبكراً والاستفادة من ضوء الشمس، إلا أنّها لا تعد طريقة عملية لصعوبة الاعتماد على ساعة زمنية مجدولة.


اقرأ أيضاً : "صباح الخير بالليل" .. واقع الأردنيين مع التوقيت الصيفي


يقصر النهار مرَّةً أخرى في الخريف والشتاء، حيث يتأخر شروق الشمس أكثر فأكثر، وهذا يعني أنّ الناس يمكن أن يستيقظوا ويقضوا جزءً كبيراً من صباحهم في الظلام، لذا فالسَّاعات تُعَاد إلى التوقيت القياسي. تختلف تأثيرات التوقيت الصيفي بشكل كبيرٍ اعتماداً على خط العرض والموقع نسبةً إلى وسط منطقتها الزمنية. كمثالٍ لذلك، لا تكون للتوقيت الصيفي حاجةٌ في المواقع النائية شمالاً وجنوباً، لأن النهار الطويل كثيراً أو القصير كثيراً يعني أنّ أثر التلاعب البشري بالزّمن الفعليّ سيكون بسيطاً أو غير موجود مطلقاً.

في بعض الدول الإسلامية يُترَك التوقيت الصيفي مؤقتاً أثناء شهر رمضان، لأنَّ استخدام التوقيت الصيفي سيؤجّل وجبة الفطور للصَّائمين. ويتمّ العمل بهذا الأمر على الأقلّ في المغرب وفلسطين، ويمثّل هذا أحد أسباب عدم استعمال معظم الدول الإسلامية للتوقيت الصيفي، إلا أنَّ بعض الدول - كإيران - تبقي بالمقابل على التوقيت الصيفي حتى خلال رمضان.

 

النزاع حول الايجابيات والسلبيات

 

 

إن مؤيدي نظام التوقيت الصيفي غالباً ما يناقشون مسألة فائدة النظام في حفظ الطاقة وملائمته لأوقات الخروج للاستمتاع بالأنشطة في المساء، فهو مفيدٌ للصِّحَّة بدنياً وصحياً. بالإضافة إلى أنَّ النظام يساعد في تخفيف حركة السير والجرائم، كما أنَّه يساعد أصحاب الأعمال. إن المجتمعات التي تشجُّع هذا النظام هي المجتمعات المدنية وتلك التي تعمل في المدن، بالإضافة إلى أصحاب الأعمال ورياضيّي الهواء الطلق ومشغلي الشركات السياحية وغيرهم ممَّن يستفيدون من استمراريَّة ضوء الشمس في المساء. أما المعارضون، فيقولون أن مسألة توفير استهلاك الطاقة من خلال اتِّباع النظام ليست بالمفنِّدة. فالنظام يعكِّر أنشطة الصباح، والقيام بتغيير الساعة مرَّتين في السنة يُسبِّب اختلالاً في الأمور الاقتصادية والاجتماعية، وبالتَّالي أيُّ إيجابية هناك ما يقابلها من سلبية، وبالتالي ليس هناك فائدة. المجتمعات التي تميل إلى معارضة هذا النظام هي مجتمعات المزارعين وشركات النقل وأعمال الترفيه في الأماكن المغلقة.

 

الإجماع الشائع هو أنَّ تنظيم اليوم بتخطيط الوقت أو جدولته هي الطريقة المثلى لاستثمار الوقت، ولذلك فقد تمَّ تصميم جدولٍ نموذجيٍّ للتوقيت الصيفي لجعل الناس يستيقظون أبكر ولاستثمار الوقت بشكل أفضل. على الرغم من هذا، فإنَّ مزايا التوقيت العادي بالمقابل ممتازةٌ لدرجةٍ تجعل الكثير من الناس يتجاهلون ما إن كان التوقيت الصيفي جاري المفعول، عن طريق تعديل جداول أعمالهم لتتناسق مع إذاعات التلفاز وأوقات الشروق والغروب. لا يستعمل التوقيت الصيفي عادةً خلال فصل الشتاء، إذ أنَّ الصَّباحات تُصبِحُ أكثر عتمة: فقد لا يتمكَّن العمَّال من الحصول على ساعات راحةٍ مضاءةٍ بنور الشمس، وقد يُضَطَّر الأطفال إلى الذهاب إلى مدارسهم في الظلام. وبما أنَّ التوقيت الصيفي يُطبَّق في مجتمعاتٍ متفاوتة، فإنَّ تأثيره قد يختلف بحسب اختلاف ثقافة المجتمع وشدَّة الضوء والموقع الجغرافي والمناخ، ولهذا يُصبِح من الصَّعب تحديد رأيٍ معمَّمٍ عن التأثير المطلق لاستخدام هذا التوقيت. وقد تتبنَّى بعض المناطق التوقيت الصيفي لغرض الاتساق مع الآخرين فضلًا عن فوائده المباشرة.

استخدام الطاقة

قدرة التوقيت الصيفي على حفظ الطاقة تأتي أساساً من تأثيره على إضاءة المنشآت، والتي تحفظ ما يقارب 3.5% من الكهرباء في الولايات المتحدة وكندا. ويقلّل تأجيل أوقات الشروق والغروب من استخدام الإضاءة الصناعية في المساء، إلا أنه يزيدها بالمقابل في الصباح، وكما قال بنيامين فرانكلين متهكّماً، فإنَّ تكاليف الإضاءة تقلُّ عندما يتغلب تقليل ساعات المساء على الزيادة المتنامية في ساعات النهار، كما في صيف المناطق عالية الارتفاع عندما يستيقظ الناس بوقت متأخّرٍ جداً بعد طلوع الشمس. وقد كان من الأهداف الأساسية للتوقيت الصيفي تقليل استخدام الأنوار الكهربائية في المساء، لأنه كان من أبرز أسباب استهلاك الطاقة الكهربائية. وعلى الرغم من أن توفير الطاقة لا زال هدفاً مهماً للتوقيت الصيفي، إلا أنَّ أنماط استهلاك الطاقة تغيَّرت إلى حدٍّ كبيرٍ منذ ذلك الحين، والبحوث التي أجريت مؤخراً ما زالت قاصرةً وتُقدِّم نتائج متضاربة. يتأثر استهلاك الكهرباء بالجغرافيا، والمناح، والاقتصاد بشكل كبير، بما يجعله من الصعوبة بمكانٍ وضع قواعده ضمن إطار عالمي واحد.

توصَّل قسم المواصلات بالولايات المتحدة (بالإنجليزية: DOT)‏ في عام 1975 بعد دراسةٍ أجراها إلى أنَّ التوقيت الصيفي قد يُقلِّلَ استخدام الدولة للكهرباء بقدر 1% خلال شهري مارس وأبريل، ولكن المكتب الوطني للمعايير (بالإنجليزية: NBS)‏ راجع هذه الدراسة في عام 1976 ولم يجد - على عكسها - حدوث فرقٍ بارزٍ في استهلاك الكهرباء. في عام 2000 عندما بدأت أجزاءٌ من أستراليا باستخدام التوقيت الصيفي في أواخر الشتاء لم ينخفض استهلاك الكهرباء عموماً، بل على العكس زاد حِمْل الذروة الصباحية وزادت الأسعار. وقد زاد التوقيت الصيفي من استهلاك الكهرباء في غرب أستراليا خلال صيف 2006-2007 في أيَّام الصيف الحارَّة، فيما قلَّل من استخدامه بالمقابل في الأيام الباردة، وككلٍّ ازدادت نسبة الاستهلاك نتيجة استعمال التوقيت الصيفي بمقدار 0.6%.

توقَّعت دراسة أجريت في اليابان عام 2007 أن تطبيق التوقيت الصيفي سيقلّل من استهلاك الكهرباء، وقد قدَّرت دراسةٌ أخرى أجريت في نفس العام أنَّ التوقيت الصيفي سيزيد من إجمالي استهلاك الطاقة الكهربائية في مدينة أوساكا اليابانية بنسبة 0.13%, مع تقليل تكاليف الإضاءة بمقدار 0.02% مقابل زيادة 0.15% في تكاليف التكييف; وكلاتا الدراستين لم تتطرَّق للجانب التجاري أو غير السكني. وهذا على الأرجح بسبب تأثير التواقيت الصيفية على استخدام الطاقة الضوئية الملاحظ غالباً في المناطق السكنية. وقد وُجد في دراسة عام 2007 أنَّ تأثير تطبيق التوقيت الصيفي على استهلاك الكهرباء بولاية كاليفورنيا كان ضئيلاً أو معدوماً. وقد قُدِّر في دراسة عام 2007 أن التوقيت الشتوي من شأنه أن يمنع زيادةً بنسبة 2% في متوسط الاستهلاك الكهربائي في بريطانيا العظمى، وقد رُوجِعَت هذه الورقة في شهر أكتوبر عام 2009.

أجرت دراسة في عام 2008 فحصاً على بيانات الفواتير في إنديانا قبل وبعد اعتماد التوقيت الصيفي عام 2006، واستنتجت أن التوقيت الصيفي زاد الاستهلاك السكاني العامَّ للكهرباء بنسبة تتراوح من 1% إلى 4% بسبب التكييف الإضافي فترة الظهيرة والتدفئة الإضافية فترة الصباح؛ وقد كانت الزيادات الأساسية في فصل الخريف. تُقَدَّر التكلفة السنوية لاستعمال التوقيت الصيفي في منازل إنديانا بنحو 9 ملايين دولار، مع ما يتراوح من 1.7 إلى 5.5 ملايين دولارٍ كتكاليفٍ إضافيَّةٍ عائدة إلى التزايد السكاني. في الآن ذاته، خلص قسم الولايات المتحدة للطاقة (بالإنجليزية: DOE)‏ في تقريرٍ عام 2008 إلى أنَّ تمديد الولايات المتحدة لاستعمال التوقيت الصيفيَّ عام 2007 وفَّر 0.5٪ من استهلاك الكهرباء في خلال فترة طويلة. وقد حلَّل هذا التقرير فترة التَّمديد فقط دون احتساب ما سبقها، كما أنه لم يأخذ بعين الاعتبار استعمال وقود التدفئة.

اقترحت عدة دراساتٍ أنَّ التوقيت الصيفي يزيد من استهلاك الوقود للمركبات، وقد أشار نقرير وزارة الطاقة الأمريكية في عام 2008 إلى أنه لا توجد زيادةٌ في استهلاك المركبات للوقود نتيجةً لتمديد العمل في التوقيت الصيفي في الولايات المتحدة عام 2007.

التأثيرات الاقتصادية

 

يستفيد تُجَّار التجزئة وصانعو السلع الرياضية وغيرها من الشركات من زيادة وقت النهار بعد الظهر، لأن العملاء يقضونه في التسوُّق والمشاركة بالألعاب الرياضية في الهواء الطَّلق بعد الظهر. وقد قدَّرت مجلة فورتشن في عام 1984 أن زيادة سبعة أسابيعٍ من التوقيت النهاري (استعمال التوقيت الصيفي بعبارةٍ أخرى) ستعود بريع 30 مليون دولار أمريكي إضافي على متاجر "7-Eleven" وحدها، كما قدَّرت مؤسسة ناشيونال غولف أن الزيادة ستزيد من عائدات صناعة الغولف ما بين 200 مليون إلى 300 مليون دولار أمريكي. وقدَّرت دراسةٌ في عام 1999 أن التوقيت الصيفي يزيد من عائدات قطاع الاستجمام في الاتحاد الأوروبي بما يقارب 3٪.

 

وعلى النقيض من ذلك، فمن المُمكِن أن يؤثر التوقيت الصيفي سلباً على الفلاحين وآخرين ممَّن يعتمدون في عملهم على الشمس، وذلك ما جعلهم أعداءً له في الغالب، وذلك بالرغم من أن الكثير من الفلاحين في الوقت الحالي هم إما محايدون أو ممَّن يفضّلون التوقيت الصيفي. ومن أمثلة أسباب معاداة الفلاحين للتوقيت الصيفي: أن حصد الحبوب يُفَضَّل أن يتم بعد تبخّر الندى، ولذا حين تصل الأيدي العاملة وتغادر الحقل مبكِّراً في أيام الصيف، يُصبِح عملهم ذو قيمة أقلّ. ويشتكي عاملو الألبان أيضاً من هذا التغيير، إذ إنَّ الأبقار حساسَّة لوقت حلبها، لذا حين يتقرَّر حلبها في وقتٍ أبكر يتسبَّب ذلك في عرقلة نظامها. وقد أصبحت المعارضة السَّابقة خاضعةً للتقنية والتغيُّرات الاجتماعية حالياً، لذا أصبح بعض المزارعين مؤيدين للتوقيت الصيفي. يَضُرُّ التوقيت الصيفي أيضاً بتقييمات البث في أوقات الذروة ومختلف أنواع المسارح.

يرجع تغيير قوانين الوقت والتوقيت الصيفي بتكلفةٍ اقتصاديَّةٍ مباشرة، حيث يتطلَّب جهداً كبيراً لتنظيم الاجتماعات عن بعد (بين أشخاصٍ في بلدان وقارات متباعدة) ودعم برامج الحاسب الآلي وما شابهها. وعلى الرغم من أنَّ البعض يرى أنَّ تأخير أو تبكير التوقيت يرتبط بتدهور الكفاءة الاقتصادية، وأنه في عام 2000 قُدِّرت الخسائر الناتجة عن استعمال التوقيت الصيفي بحوالي 31 مليار دولار يومياً في البورصات الأمريكية، فإنَّ الأرقام المُقدَّرة لا زالت محلَّ خلافٍ وجدلٍ كبيرين.

 

السلامة العامة

في عام 1975 أفادت وزارة النقل الأمريكية بتحفُّظٍ حدوث انخفاضٍ بنسبة 0.7٪ في الوفيات المرورية خلال فترة استعمال التوقيت الصيفي، فيما قدَّرت النسبة الحقيقية بنحو 1.5٪ إلى 2٪، إلا أنَّ المراجعة التي أجراها المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا عام 1976 لهذه الدراسة لم تجد - على النقيض من الدراسة نفسها - أي اختلافٍ فعلي في وفيات الحوادث خلال تلك الفترة. في عام 1995 قدَّر "معهد التأمين للسلامة على الطرقات السريعة" حدوث انخفاضٍ في الحوادث المرورية بنسبة 1.2٪ جرَّاء استعمال التوقيت الصيفي، يشمل انخفاض 5٪ في وفيات المشاة. وقد وجدت دراسات أخرى حدوث انخفاضٍ مماثل، فقد كان من المتوقع أن التوقيت الصيفي المنفرد/المزدوج (وهو بديل للتوقيت الصيفي يتقدَّم فيه الوقت الشمس بساعةٍ في فصل الشتاء واثنتين في الصيف) سيحدُّ من ضحايا حوادث المرور بنسبة 3٪ إلى 4٪ في المملكة المتحدة، مقارنةً بالتوقيت الصيفي العاديّ. وليس من الواضح ما إذا كان اضطراب النوم هو الذي يتسبَّب في زيادة الحوادث المميتة على الفور بعد إعادة الساعة إلى طبيعتها في فصل الربيع. وقد لوحظ وجود علاقةٍ بين تحويلات الساعة والحوادث المرورية في أمريكا الشمالية والمملكة المتحدة، ولكن ليس في فنلندا أو السويد. وإن كان ثمَّة فعلاً ارتباط بين التوقيت والحوادث المرورية، فهو يظلُّ أصغر بكثيرٍ من الانخفاض الذي تحدثه إجراءات أخرى. أظهرت دراسة أمريكية في عام 2009 أنه يوم الاثنين بعد التبديل إلى التوقيت الصيفي ينام العمال في المتوسط أقلَّ بنحو 40 دقيقة من الأيام العادية، ويصابون في العمل أكثر من الأيام العادية وبإصابات بالغةٍ أكثر.

 

في السبعينيات لاحظت "الإدارة الأمريكية لدعم فرض القانون" (بالإنجليزية: LEAA)‏ حدوث انخفاضٍ بنسبة 10٪ إلى 13٪ بمعدَّلات الجرائم في واشنطن العاصمة خلال فترة تطبيق التوقيت الصيفي. ومع ذلك، فإن الإدارة لم تحتسب العوامل الأخرى التي يمكن أن تكون قد أثَّرت على هذا التغير، ولم تشمل دراستها سوى مدينتين بالبلاد فقط، ووجدت انخفاضاً في واحدة منهما فقط، وعلى صعيد بعض تصانيف الجريمة فقط وليس كل الأصناف. وقد صرَّحت وزارة النقل بخصوص هذه الدراسة بأنه "من المستحيل القول بثقةٍ بوجود مثل هذه المزايا لاستعمال التوقيت الصيفي على مستوى البلاد كلِّها". قد يكون للإضاءة في الشوارع تأثير هامشي ومبهم أحياناً على الجريمة والخوف منها.

في العديد من البلدان، حثَّ مسؤولو السلامة من الحرائق المواطنين على استعمال التوقيت الصيفي بتبديليه السنويَّين للساعة كتذكير لاستبدال البطاريات في أجهزة الكشف عن أول أكسيد الكربون والدُّخان، وخاصة في فصل الخريف، قبل موسم التدفئة مباشرةً، وذلك يسبب الزيادة في الحرائق المنزلية. ومن الأمور الأخرى التي يمكن استغلال أوقات التبديل إلى التوقيت الصيفي للتذكير بعملها: التدرُّب على الهرب من النيران والكوارث المنزلية الأخرى، والتحقق من أضواء السيارة، والتحقق من مناطق تخزين المواد الخطرة، وإعادة ضبط منظّمات الحرارة، وأخذ التطعيم الموسميّ.

الصحة

 

للتوقيت الصيفي آثارٌ مختلفةٌ على الصحَّة في المجتمعات التي تعتمد على جداول عملٍ ثابتة. يُوفِّر التوقيت الصيفي المزيد من الوقت لعمل نشاطاتٍ خارج المنزل بعد الظهيرة في ضوء الشمس، وهو يؤدي إلى تغيير آلية التعرض لضوء الشمس (وكون هذا التغيير مفيداً أم لا يعتمد على المكان وجدول الأعمال اليومي)، حيث إنَّ أشعة الشمس تحتوي على فيتامين دي المفيد للصحة والذي يمتصَّه الجلد عن طريق أشعة الشمس، ولكن التعرض المفرط لأشعة الشمس يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بسرطان الجلد. تُؤثِّر أشعة الشمس تأثيراً قوياً في الاضطرابات النفسية الموسمية، سواءً الاضطرابات المصاحبة للتغيُّر السنوي الفصلي صيفاً أو شتاءً بسبب غروب الشمس في وقت متأخرٍ من اليوم. إنَّ استخدام التوقيت الصيفي لثلثي العام وجعل توقيت غروب الشمس غير طبيعيٍّ له تأثيرٌ على الذين يعانون من الاضطرابات النفسية الموسمية الصيفية، أكبر حتى من تأثير قصر النهار في الشتاء بالتوقيت الطبيعي على هؤلاء المرضى. قد يزيد التوقيت الصيفي من حالات الاكتئاب من خلال التسبب في استيقاظ الناس مبكِّراً، ولكن البعض يقولون عكس ذلك. كما يُمكِن أن يُضِرَّ التوقيت الصيف بالمصابين بالعشى.

 

تتسبَّب تحوُّلات الساعة والتوقيت بتعطيل النوم وتقليل منفعته للجسم. يُمكِن لآثار تغيير التوقيت على التكيف الموسميّ لإيقاع الساعة البيولوجية أن تكون بالغة وأن تستمر لأسابيع عدَّة. فقد وجدت دراسة أجريت عام 2008 أنه على الرغم من ارتفاع معدَّلات انتحار الذكور في الأسابيع التالية للانتقال الربيعي، وفقد ضعف ارتباط المعدَّل بالتوقيت كثيراً بعد تغيير فصل الانتقال. وقد وجدت دراسة سويدية أجريت عام 2008 أن النوبات القلبية كانت أكثر شيوعاً بكثيرٍ في أيام الأسبوع الثلاثة الأولى بعد الانتقال الربيعي، وأقلَّ بكثيرٍ في نهاية الأسبوع الأولى بعد الانتقال الخريفيّ. أفادت حكومة كازاخستان بأنَّ حدوث مضاعفاتٍ صحيَّةٍ بسبب تحويلات الساعة كان سبباً لإلغاء العمل بالتوقيت الصيفي في عام 2005. وقد ادَّعى ديمتري ميدفيديف - رئيس روسيا - في شهر مارس عام 2011 أنَّ: "الضغط الناتج عن تغيير الساعة" كان دافع روسيا لتطبيق التوقيت الصيفي على مدار السنة، وقد تحدَّث مسؤولون في ذلك الوقت عن زيادة سنوية في معدلات الانتحار خلال فترة تطبيق التوقيت.

البلدان التي تستعمل التوقيت الصيفي

البلدان العربية

هناك دول عربية عديدة لا تتبع التوقيت الصيفي، وفي البلدان العربية التي تتبعه ليست مواعيد بداية تطبيقه ونهايته ثابتة، وقد تتغير من سنة إلى أخرى حسب الظروف الزمنية، مثل حلول شهر رمضان أو ضرورة خاصَّةٍ لتوفير الطاقة في سنة معينة. تشير القواعد الواردة في القائمة التالية إلى المواعيد العادية في الدول العربية التي تتبع التوقيت الصيفي:

الأردن: تم العودة لاستعمال التوقيت الشتوي في ليلة 19-20 من شهر كانون الأول (ديسمبر) لعام 2013.

 

المغرب: من أول أحد في مايو إلى 27 أكتوبر.، تم تأكيد العمل بالتوقيت الصيفي على مدار السنة يوم 27 أكتوبر سنة 2018.

سوريا: يبدأ في آخر جمعة من شهر آذار (مارس) وينتهي في الجمعة الأخيرة من شهر تشرين الأول (أكتوبر).

العراق: تم إلغاءه في عام 2008.

فلسطين : من آخر جمعة من شهر آذار (مارس) وينتهي في الجمعة الأخيرة من شهر تشرين الأول (أكتوبر).

مصر: تم إلغاءه في 20 أبريل عام 2011 من قبل حكومة عصام شرف. في حينِ تطبيقِه كان يبدأ في آخر جمعة من شهر أبريل وينتهي في آخر جمعة من شهر سبتمبر. ثم قُرر إعادة العمل بالتوقيت الصيفي مرة أخرى من قبيل إنتخابات رئاسة الجمهورية 2014 بناء على قرار مجلس الوزراء بتاريخ 7 مايو 2014 وذلك اضطرارياً بسبب أزمة الطاقة المتكررة وانقطاع التيار الكهربي، مشيرة إلى أن القرار سيدخل حيز التنفيذ في الخامس عشر من مايو 2014 "كوسيلة للتقليل من استهلاك الكهرباء" على أن ينتهي بالخميس الأخير من سبتمبر مع إستثناء شهر رمضان كونه يقع خلال فصل الصيف ولتقليل مدة الصوم ثم تم إلغاؤه نهائيا مرة أخرى منذ 2015.

لبنان: من الأحد الأخير في مارس (آذار) حتى الأحد الأخير في أكتوبر (تشرين الأول).

تونس: تم العمل به بين عامي 2005 و2008، وكان يبدأ في الأحد الأخير من شهر مارس ويستمر حتى الأحد الأخير في أكتوبر.

ليبيا: أعيد العمل بالتوقيت الشتوي بدءاً من نوفمبر عام 2012. حتى أكتوبر من عام 2013.

 

في باقي العالم

 

التوقيت الصيفي يختلف من ولاية إلى أخرى ومن سنة إلى أخرى في البرازيل.

الاتحاد الأوروبي وروسيا وتركيا وأغلبية بلدان أوروبا الشرقية والقوقاز: من الأحد الأخير في مارس حتى الأحد الأخير في أكتوبر.

الولايات المتحدة وكندا: حتى 2006 كان يُطبَّق من الأحد الأول في أبريل حتى الأحد الأخير في أكتوبر. وابتداءً من عام 2007 أصبح يطبق من الأحد الثاني في مارس حتى الأحد الأول في نوفمبر.

إسرائيل: من الجمعة التي قبل الأحد الأخير من شهر مارس حتى الأحد الأخير من شهر أكتوبر (بدءًا من يوليو 2013).

إيران: من 20 أو 21 مارس حتى 21 سبتمبر (يتم تحديد المواعيد حسب التقويم الفارسي).

في نصف الأرض الجنوبي

في نصف الكرة الأرضية الجنوبي يبدأ موسم الربيع في نهاية سبتمبر، أما ذروة الصيف فتحلُّ في يناير. لذلك تختلف مواعيد التوقيت الصيفي في البلدان الواقعة فيه تماماً عن مواعيد التوقيت الصيفي في باقي البلدان:

 

 

البرازيل: من نهاية أكتوبر أو بداية نوفمبر حتى منتصف فبراير، وذلك في الولايات الجنوبية فقط (يتم تحديد المواعيد كل سنة من جديدٍ لجميع الولايات الأخرى).

أستراليا: من الأحد الأول في أكتوبر حتى الأحد الأول في أبريل، ما عدى ولايتي أستراليا الغربية والمقاطعات الشمالية.

نيوزيلندا: من الأحد الأخير في سبتمبر حتى الأحد الأول في أبريل.

 

أخبار ذات صلة

newsletter