جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال وجلالة الملك عبدالله الثاني
الأردنيون يحيون الذكرى الـ٢٣ ليوم الوفاء والبيعة الاثنين
يحيي أبناء الأردن وبناته غدا الاثنين، السابع من شباط، الذكرى الثالثة والعشرين ليوم الوفاء والبيعة: الوفاء للمغفور له بإذن الله، جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، والبيعة لجلالة الملك عبدالله الثاني، عاقدين العزم على المضي قدما في مسيرة البناء والتقدم والإنجاز.
ففي مثل هذا اليوم من العام 1999، تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، ملكا للمملكة الأردنية الهاشمية، ليعلن، بقسمه أمام مجلس الأمة، العهد الرابع للمملكة، التي تدخل المئوية الثانية من تأسيسها، حاملا أمانة المسؤولية من أجل نهضة الوطن وإعلاء شأنه.
ويستذكر الأردنيون في يوم الوفاء للراحل الكبير الملك الحسين، طيب الله ثراه، زعيما عظيما، وقائدا فذا ومتفانيا، نذر نفسه لخدمة وطنه وشعبه وأمته على مدى سبعة وأربعين عاما.
وفي الحادي عشر من آب عام 1952، اعتلى جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، العرش، وفي الثاني من أيار عام 1953، تولى جلالته سلطاته الدستورية.
وسار الأردن، في عهد الراحل الكبير، بكل قوة وإصرار، ليثبت أبناؤه، يوما بعد يوم، أنهم على قدر المسؤولية في رحلة بناء دولة المؤسسات، والمضي قدما في مسيرة النهضة الشاملة والتطوير.
واتخذ جلالة الملك الحسين، خطوات مؤثرة ومهمة، أبرزها؛ تعريب قيادة الجيش الأردني في العام 1956، وإلغاء المعاهدة البريطانية عام 1957 لإكمال السيادة الوطنية، كما حقق الأردن بقيادة الملك الراحل، انتصارا كبيرا في معركة الكرامة الخالدة في العام 1968، والتي تم فيها كسر أسطورة "الجيش الذي لا يهزم".
واضطلع الأردن في عهد الراحل الكبير، بدور محوري في دعم جامعة الدول العربية وتعزيز التعاون العربي، ودعم جميع القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وكان الملك الحسين رجل حرب وسلام، فمثلما كانت معركة الحرب بكل شرف وشجاعة وإقدام، كانت معركة السلام التي توجت بتوقيع معاهدة في عام 1994، إذ أكد الأردن على ثوابته الأساسية، المتمثلة في تحقيق سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط، وبما يضمن تلبية جميع حقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولتهم المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني.
وفي رسالته الأخيرة، يقول الراحل الكبير، طيب الله ثراه، لنجله جلالة الملك عبدالله الثاني "عرفت فيك، وأنت ابني الذي نشأ وترعرع بين يدي، حب الوطن والانتماء إليه، والتفاني في العمل الجاد المخلص، ونكران الذات، والعزيمة وقوة الإرادة وتوخي الموضوعية والاتزان والاسترشاد بالخلق الهاشمي السمح الكريم، المستند إلى تقوى الله أولا، ومحبة الناس والتواضع لهم، والحرص على خدمتهم والعدل والمساواة بينهم".
واليوم، بعد 23 عاما من تولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، يواصل الأردن مسيرة البناء والتحديث، والمضي قدما بالمسيرة الوطنية، وتعزيز ما بناه الآباء والأجداد.
ومنذ اعتلائه العرش، كان جلالة الملك عبدالله الثاني حريصا على تحويل الأردن إلى أنموذج حيوي في المنطقة، فكانت التنمية المستدامة، والنمو الاقتصادي، والرعاية الاجتماعية، في مقدمة أولويات أجندة عمل جلالته، والتي يتم تحقيقها في مناخ يكفل الإصلاحات السياسية والديمقراطية والترابط الاجتماعي، من أجل تمكين الأردنيين من المساهمة في تطوير بلدهم.
ومضى الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وتوجيهاته للحكومات المتعاقبة، نحو إصلاحات جذرية شملت مختلف مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإدارية.
ومنذ توليه مقاليد الحكم، تصدر رفع مستوى معيشة المواطن والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة له، جوهر أولويات جلالة الملك، مثلما يؤكد أهمية تكريس مبدأ الشفافية والمساءلة وسيادة القانون، وتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص وتعزيز منظومة مكافحة الفساد.
ويحرص جلالة الملك على ترسيخ الثقافة الديمقراطية في المجتمع، وتوسيع أدوار السلطة التشريعية والارتقاء بها كركن أساس في البناء الديمقراطي للدولة الأردنية.
ففي حزيران الماضي، شكل جلالة الملك لجنة ملكية لتحديث المنظومة السياسية، حدد مهمتها في وضع مشروع قانون جديد للانتخاب، ومشروع قانون جديد للأحزاب السياسية، إلى جانب النظر بالتعديلات الدستورية المتصلة حكما بالقانونين وآليات العمل النيابي، وأن تترجم توصيات اللجنة ومخرجاتها على أرض الواقع ضمن برنامج عمل، في خطوة ملكية لتعزيز الحياة الديمقراطية وتجذيرها في الأردن.
وفي تشرين الثاني الماضي، أكد جلالة الملك في خطاب العرش السامي، الذي افتتح به الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة التاسع عشر، أن الأردن أمام "محطة جديدة في مسيرة التحديث الشامل، لتحقيق المستقبل الذي يستحقه شعبنا الكريم ووطننا العزيز"، مشددا جلالته على أننا "عازمون على السير في هذا الاتجاه بمسؤولية ودون تردد أو تأخير لتعزيز مصادر قوة الدولة مجتمعا ومؤسسات" . وبمناسبة عيد ميلاده الستين، وجه جلالة الملك رسالة إلى أبناء الوطن وبناته، تناول فيها ملامح مستقبل الأردن في إطار رؤية وطنية شاملة عابرة للحكومات يشارك فيها الجميع، حيث أكد جلالته أن هذه الرؤية تتطلب جهودا مكثفة تبني على مواطن القوة وتعالج نقاط الضعف في التخطيط والتنفيذ، وبما يرفع سوية الأداء في مختلف القطاعات، ويوفر الفرص والخدمات لكل الأردنيين.
ويحرص جلالته على زيارة مختلف مناطق المملكة ولقاء المواطنين فيها، أما الشباب، فتستند رؤية جلالة الملك إلى أهمية مشاركتهم والتواصل معهم وتنمية قدراتهم، ورعايتهم وترسيخ جذور الثقة لديهم.
ويولي جلالة القائد الأعلى، القوات المسلحة الأردنية/ الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، جل اهتمامه، إلى جانب تحسين أوضاع منتسبيهما العاملين والمتقاعدين.
ويواصل الأردن، كما كان دوما، بقيادة جلالة الملك دوره التاريخي في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها، كما يكرس جلالته جهوده للتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية وضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفق حل الدولتين.
وقد حرص جلالة الملك عبدالله الثاني وبشكل متواصل، على إدامة التنسيق والتشاور مع زعماء وقادة الدول العربية والإسلامية الشقيقة والأجنبية الصديقة، وكذلك المنظمات الدولية، والعمل على تقوية علاقات التعاون وتمتينها في مختلف المجالات .
واليوم، إذ يحيي أبناء الأردن وبناته الذكرى الثالثة والعشرين للوفاء والبيعة، فإنهم يتطلعون بفخر وعزيمة الى مواصلة مسيرة البناء والتقدم التي انتهجها قائدهم، لتحقيق الأهداف والطموحات التي ترتقي بالوطن والمواطن.