مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

حج الكنائس الكاثوليكية إلى المغطس اليوم الجمعة

1
حج الكنائس الكاثوليكية إلى المغطس اليوم الجمعة

حج الكنائس الكاثوليكية إلى المغطس اليوم الجمعة

نشر :  
09:11 2022-01-14|

أحيت الكنائس الكاثوليكية في المملكة، الجمعة، اليوم السنوي الثاني والعشرين للحج الوطني والمسيحي إلى موقع المعمودية (المغطس)، وذلك في قداس احتفالي ترأسه بطريرك القدس للاتين ورئيس مجلس الأساقفة الكاثوليك في الأرض المقدسة غبطة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا.

وخلال مؤتمر صحفي نظمه المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، قبيل الاحتفال الديني، قال مدير المركز الأب د. رفعت بدر: أنه لمن دواعي السرور أن نعود للاحتفال في هذا العام في موقع المعمودية - المغطس بحيث لم تنقطع هذه الصلاة منذ 22 عاما في العصر الحديث، ولا ننسى أنه في العصور الأولى كان هذا الموقع – المغطس موئلا للعديد من الحجاج. وطوال هذه السنوات قد زار هذا الموقع العديد من الشخصيات والوفود الدينية القادمة من جميع أنحاء العالم، حيث أصبح جزءا أساسيا من رحلات الحج لإخوتنا القادمين من كنائس وبلدان عديدة.


وأمل الاب بدر أن يزول وباء كورونا لكي تعود وتيرة الحجاج إلى عادتها، لا بل أكثر، خاصة بعد التحديثات التي تجري على هذا الموقع الرائع، وبالأخص في استكمال العمل هذا العام بكنيسة معمودية السيد المسيح التابعة للكنيسة اللاتينية في الأردن، والتي ستكون منارة مضيئة لاستقبال الحجاج العطاش للارتواء من قدسية هذا المكان المقدس بترابه ومائه الذي أصبح اسمه مثل اسم البلد الحبيب الأردن، نهر الأردن الخالد، الذي تعمد به السيد المسيح، في هذه البقعة من الأرض، على يد يوحنا المعمدان.

وقال الأب بدر: هذا الاحتفال هو الأول من المئوية الثانية لبلدنا الحبيب الأردن، لذلك جئنا اليوم لنصلي أيضا من أجل بلدنا الغالي، ومن أجل قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الذي يولي هذا المكان أهمية خاصة، ويدعو في كل المحافل إلى زيارته والتبرك بمائه. كما لا ننسى الجهود التي يقوم بها سمو الأمير غازي بن محمد، رئيس مجلس أمناء موقع المغطس. وهذه الجهود تشترك مع جهود الكنائس ووزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة ووسائل الإعلام لكي نخرج من هذا المكان دعوة مزدوجة؛ للصلاة من أجل السلام والشفاء، ومن أجل عودة الزوار والحجاج إلى هذا المكان الفريد والمقدس.

أما البطريرك بيتسابالا فأشار إلى أن احتفالات عيد الميلاد هذا العام قد تكللت الاحتفالات بلقاء مع جلالة الملك عبد الله الثاني، ضم رؤساء الكنائس في الأردن وفلسطين، ورؤساء المؤسسات الإسلامية في الأردن وفلسطين، وقد تطرق اللقاء إلى قيم العيش المشترك، بالإضافة إلى القدس الشريف والوصاية الهاشمية على مقدساتها. كذلك لفت البطريرك الى أن الاحتفالات الميلادية لهذا العام كانت أفضل من السنة الماضية، إلا أنها كانت تفتقد للحجاج، راجيا أن تتحسن الأحوال الصحية في العالم ليعودوا لزيارة بيت لحم والقدس، والوقوف عند نهر الأردن الخالد، في موقع المغطس المقدس.

وأوضح غبطته بأن احتفال هذا العام يأتي والأردن يدخل مئويته الثانية، داعيا الله أن يكمل مسيرته في النمو والإصلاح. كما أشار إلى العظة التي ألقاها خلال قداس ليلة عيد الميلاد المجيد في مدينة بيت لحم، الشهر الفائت، حيث قال: إن الأردن قد تعرض لتحديات عدة خلال سنوات مئويته الأولى، لكنه ما يزال يعلم بلدان العالم معاني التضامن وكرم الضيافة والانفتاح، متمنيا أن يكون هذا العيد ليكون عيد رجاء وعزاء للكنيسة في الأردن حتى تستمر في الاستماع دائما إلى صوت الروح، وألا تخاف من المستقبل، بل تظل منفتحة ومرحبة بالحياة وبالمبادرات الدينية والرعوية والاجتماعية.

هذا وشكر بطريرك القدس للاتين جهود اللجنة الملكية لموقع المغطس، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير غازي بن محمد، وموقع المغطس ووزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة. كما شكر جهود مختلف الكنائس التي تقوم بدور ترويج ودعوة الحجاج إلى زيارة هذا الموقع الفريد، موضحا بأن البطريركية اللاتينية ماضية في إكمال كنيسة معمودية السيد المسيح، ليكتمل العمل، بإذن الله، هذا العام، لتكون مقصدا للحجاج وعلامة اتحاد بين مسيحيي الأردن وإخوتهم في العالم أجمع.

أما وزير الشباب ووزير السياحة والآثار بالوكالة، معالي السيد محمد سلامة النابلسي، فحيا باسم كوادر وزارة السياحة، كافة الجهود الكبيرة التي تبذل في هذا المكان المقدس الذي أصبح على مدار السنوات مقصدا للزوار والحجاج من مختلف أنحاء العالم. ولفت إلى أن الوزارة تقوم بجهد كبير، لاسيما في هذه الأيام، للنهوض بالواقع السياحي، رغم كافة الظروف التي فرضتها الجائحة وأضعفت هذا القطاع الهام لدرجة كبيرة، مشيرا إلى أن المغطس، ورغم الأوضاع الصحية في المنطقة والعالم، قد زاره العام الماضي أكثر من 50 ألف زائر وحاج.

وأكد بأن جلالة الملك عبدالله الثاني يولي المكان أهمية خاصة، حيث بادر جلالته العام الماضي بإصدار إرادة ملكية سامية بتشكيل المجلس الاستشاري الدولي لتطوير الأراضي المجاورة للمغطس، وتم تعيين رئيس ومجلس أمناء المؤسسة الخيرية غير الربحية لتطوير الأراضي المجاورة لمنطقة المغطس، محييا في هذا السياق الجهود التي يبذلها سمو الأمير غازي بن محمد، رئيس مجلس أمناء موقع المغطس.

من جهته، أشار مدير عام هيئة موقع المغطس المهندس رستم مكجيان إلى الجهود المذولة لتطوير موقع المعمودية، لافتا في هذا الشأن إلى القانون الذي أتاح بإنشاء مؤسسة الأراضي المجاورة للمغطس الخيرية. وشدد بأن التطوير سيعزز من مكانة موقع المغطس من دون الإخلال بهويته الروحية، كما لمكانته المسجلة على قائمة اليونيسكو كتراث إنساني عالمي، وكمركز إنطلاق لمواقع عدة هامة على خارطة الحج المسيحي في المملكة.

هذا وانطلق الموكب، تتقدمه الفرق الكشفية، من بيت الحجاج الروسي نحو كنيسة المعمودية، ليترأس البطريرك بيتسابالا القداس الحاشد في يوم الحج، بمشاركة رئيس أبرشية بترا وفيلادلفيا للروم الكاثوليك المطران جوزيف جبارة، والنائب البطريركي للسريان الكاثوليك المطران يعقوب أفرام سمعان، والمطران بولس ماركوتسو، والنائب البطريركي للاتين في الأردن الأب جمال خضر، وراعي الكنيسة المارونية الأب جوزيف سويد، والقائم بأعمال السفارة البابوية المونسنيور ماورو لالي، وكهنة من جميع الكنائس الكاثوليكية، وحضور ألف شخص من مختلف المحافظات، وعدد من النواب وسفراء الدول الشقيقة.

وعلى وقع الترانيم الدينية رش بطريرك القدس للاتين الحضور بمياه نهر الأردن المباركة. وألقى المطران جبارة عظة الاحتفال تطرق فيها لمعاني المعمودية الروحية، مشيرا إلى أن المسيحي ليس من ينال سر المعمودية فحسب، بل من يحيا حياة جديدة منسجمة مع معنى سر المعمودية ونعمته. كما تليت الأدعية والصلوات من أجل ديمومة الأمن والاستقرار والإزدهار في الأردن، وإحلال العدل في القدس وفلسطين، والسلام للدول التي تتوق إليه في المنطقة والعالم، والشفاء للبشرية جمعاء.


وفي ختام الاحتفال، وجه النائب البطريركي للاتين في الأردن الأب جمال خضر كلمة شكر لجميع المشاركين في هذا اليوم البهيج، مشيدا بالجهود الحكومية على دعمها ورعايتها للحج المسيحي المحلي والعالمي، مشددا بأن الكنائس في المملكة تسعى دائما مع وزارة السياحة لجعل موقع المعمودية إرثا للعالم بأسره، ومفتوحا لاستقبال الحجاج والزوار من مختلف أنحاء العالم.

كما شكر الأب خضر هيئة المغطس وإدارة هيئة المغطس، والقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي والأجهزة الأمنية، والشخصيات النيابية والدبلوماسية على حضورها، ولوسائل الإعلام المتعددة على تغطيتها للاحتفال، مشيدا بالتعاون القائم بين جميع اللجان الكنسية المنظمة لإنجاح هذا اليوم، كمجموعة كشافة ومرشدات مطرانية اللاتين، والأمانة العامة للشبيبة، وجوقة الترنيم، وخدام الهيكل، واللجنة الليتورجية، ولجميع المشاركين فيه سواء عبر الحضور الشخصي أو عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.

  • المغطس