العمال الثمانية الذين قضوا في حادث سير شمال أريحا
فلسطين تودع "شهداء لقمة العيش" في موكب جنائزي مهيب - صور
شيعت جماهير غفيرة من الفلسطينيين، اليوم الجمعة، ضحايا حادث السير الثمانية إلى مثواهم الأخير في بلدة عقربا جنوب نابلس.
وانطلق صباح اليوم الجمعة، موكب تشييع جثامين العمال الثمانية، من مدينة نابلس باتجاه بلدة عقربا إلى الجنوب الشرقي منها.
وحمل المشاركون في التشييع جثامين الضحايا التي لفت بالعلم الفلسطيني، وأدوا عليها صلاة الجنازة، وسط أجواء من الحزن الشديد، قبل مواراتها الثرى في مقبرة البلدة.
وشهدت البلدة استعدادات واسعة لدفن الضحايا، وسط حالة من الحزن الشديد خيمت على سكانها.
وخاطب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أهالي عقربا والجماهير المشاركة في التشييع، متقدما منهم بأحر التعازي والمواساة.
وقال الرئيس: "إن المصاب مصابنا جميعا والألم ألمنا جميعا، وأتقدم لذوي الشهداء وإلى آبائهم وأمهاتهم بخالص المواساة وحسبنا وحسبهم أننا مرابطون في أرضنا المباركة، ثابتون صامدون في وجه الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين وإرهابهم وإجرامهم، حتى يأتينا أمر الله ونصره وهو آت لا محالة، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، وتقوم دولة فلسطين وعاصمتها القدس، أعظم الله أجرنا وأجركم ورحم شهداءنا الأبرار، وكتب الخلاص والحرية لأسرانا البواسل".
وقال وزير الداخلية زياد هب الريح، بدوره، إنه بناء على تعليمات الرئيس محمود عباس، تم اعتبار الضحايا شهداء، مضيفا "نحن موجودون في عقربا وبين الأهالي في كل المناسبات، ونحن أمام مأساة ألمت بشعبنا، نعزي عائلاتهم وأهالي البلدة بهذا المصاب الجلل".
وأكد وزير العمل، نصري أبو جيش، من جانبه، أن كل القوانين تحرم عمالة الأطفال، موضحا أن 4 من بين الضحايا دون السن القانونية، وهذا تتحمل مسؤوليته حكومة الاحتلال الإسرائيلي لتشغيلها إياهم.
وشدد على متابعة القضية بحسب القوانين المحلية والدولية، مؤكدا سنلاحق ونعاقب سماسرة العمال عموما والأطفال خصوصا.
وفي وقت سابق، قالت مصادر فلسطينية رسمية إن 8 فتية تتراوح أعمارهم بين 14 عاما و17 عاما، لقوا حتفهم في حادث سير بين مركبة خاصة وشاحنة لنقل الأسمنت، على طريق سريع شمال مدينة أريحا في الضفة الغربية، في أثناء عودتهم من العمل.
وأعلن إبراهيم ملحم، المتحدث باسم الحكومة في بيان: "بقلوب تتفطر ألما، مؤمنة بقضاء الله وقدره، وبأوجاع تهز النفس من أقطارها لفداحة المصاب الجلل، تودع بلدة عقربا جنوب شرق مدينة نابلس بمراسم حزينة الفتية الثمانية، ضحايا حادث السير المفجع، الذي وقع في قرية فصايل شمال أريحا.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أعلن أن اليوم الجمعة هو يوم حداد وتنكيس الأعلام حدادا على أرواح العمال، شهداء لقمة العيش، الذين قضوا في حادث السير قرب قرية فصايل شمال أريحا.