الدكتور خالد طوقان - أرشيفية
طوقان: اقترحنا مواقع لإنشاء محطات نووية في العقبة
أكد المشاركون في منتدى عمان الأمني الثالث عشر أهمية تنسيق الجهود بين الدول العربية للتعاون في مجال الطاقة النووية، وبما يضمن توحيد الجهود والأبحاث والدراسات وتوجيه المال؛ للقيام بدراسات مشتركة تنتج مشاريع مجدية على صعيد الطاقة النووية.
وقال هؤلاء خلال جلسات المنتدى الذي اختتمت أعماله اليوم السبت، وخصصت لبحث الطاقة النووية، إن التقاء الدول العربية بشكل موحد، وتوجيه القدرات للاستثمار في الطاقة النووية لا يعني السعي إلى امتلاك السلاح النووي، معتبرين أن قوة الدول العربية وتماسكها تتطلب العمل بشكل مشترك على هذا الصعيد.
كما أكدوا أهمية توحيد الجهود المبذولة بين الدول العربية على صعيد الأمن السيبراني وبما يضمن توفير الأمن والحماية لقواعد البيانات بما في ذلك أمن المفاعلات النووية، داعين إلى توحيد الجهود العربية لمواجهة تحديات الأمن السيبراني وتوفير الحماية اللازمة للبيانات والمعلومات الحساسة الخاصة؛ عبر وضع استراتيجيات وطنية لمواجهة تلك التحديات.
وذهب الخبراء خلال مشاركتهم في فعاليات المنتدى إلى أن المعطيات التقنية المتطورة وتسارع وتيرتها وكثافة الربط الشبكي تزيد مخاطر الهجمات الإلكترونية وما يصاحبها من ضياع للخصوصية، مشيرين إلى أهمية وجود سياسات واضحة لصد الهجمات الإلكترونية المتزايدة، خاصة أن أمن المعلومات يؤثر في القطاعات العامة والخاصة وكافة المؤسسات العاملة في أي دولة.
وأشاروا إلى أن الجرائم الإلكترونية لم تعد تقتصر على الأفراد والمؤسسات، وإنما تتعدى ذلك لتهديد أمن الدول وسلامة مرافقها واقتصادها، ما يستوجب تسخير كافة القدرات التكنولوجية، وتأهيل الموارد البشرية، وتحسين القدرة على التعامل مع قضايا الأمن السيبراني، للحد من المخاطر الإلكترونية المهددة لاقتصاد الدولة والأمن الوطني، محذرين من خطورة التنظيمات الإرهابية والتهديدات التي تشكلها لأمم المنطقة، وطالبوا بتوحيد الجهود العربية المبذولة للتصدي لها على النحو الذي يضمن أمن واستقرار المنطقة.
وفي جلسة المنتدى النووي أكد رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان أن الهيئة قطعت شوطا طويلا بأقل الميزانيات، لافتا إلى أن المشاريع النووية تحتاج لنفس طويل وتمتد لسنوات.
وقال، إن الأردن هو البلد العربي الوحيد في المشرق وبلاد الشام والعراق الذي يمتلك مفاعلا نوويا بطاقة تصل الى 5 ميغا واط، مؤكدا أنه مفاعل بحثي يبني العقول والقدرات الأردنية في المجال النووي.
وأردف، أن الهيئة بدأت في توريد مستشفيات السرطان الأردنية منذ عامين، وعزم الهيئة إنتاج مادة "التكنيشيوم" التي تستخدم في تصوير وتشخيص أمراض القلب، موضحا أن البرامج النووية قائمة على 3 أركان رئيسية هي: المفاعل البحثي، المواد النووية، مفاعل توليد الطاقة لإنتاج الكهرباء، وأن اعتماد الوكالة الدولية للمفاعلات النووية المفاعل النووي الأردني يعتبر "جوهرة".
وكشف طوقان عن وجود مواقع مقترحة لإنشاء محطات نووية في العقبة، لإنشاء مفاعلات صغيرة ومتوسطة لتوليد الكهرباء وتحلية المياه، مبينا أنه سيتم مطلع العام 2030 التركيز على المفاعلات النووية والصغيرة المستخدمة في توليد الكهرباء وتحلية المياه لأغراض صناعية.
وقال إن على الدول العربية تطوير قدراتها النووية سلميا، لافتا الى أن تطوير القدرة النووية يعني وجود تطور علمي وتكنولوجي في مجال الطاقة النووية، ويعطي رسالة للعالم بأن هذه الدول متقدمة ومتطورة "وهذا رصيد لها".
وشدد طوقان على أن الطاقة النووية موجودة في الحياة لرفاه الإنسان، وليس للدمار والقتل والإرهاب كما فعل الآخرون، مؤكدا ضرورة إرسال رسالة سياسية واضحة للعالم، بأن العالم العربي يقبل على الطاقة النووية بأسلوب حضاري وذكي، وليس بأسلوب تهديدي أو ترويعي أو تخويفي.
وأشار إلى أن أول دولة في المنطقة أنتجت الطاقة النووية هي إسرائيل، معتبرا أنها "كارثة كبيرة" كونها بدأت بانتاج الأسلحة النووية، مؤكدا أن إسرائيل وضعت مثالا سيئا جدا للعالم لإنتاج الطاقة النووية في الشرق المتوسط، ما قاد إيران إلى السعي لعمل برنامج نووي.
وقال، "لا أعتقد أن إيران ستفجر سلاحا نوويا، لكنها تريد أن تعلن للعالم أنها قادرة ومقوماتها موجودة ولديها وقود مخصب"، معتبرا أن انتاج إيران لسلاح نووي "تطور سريع جدا"، وهذا ما سيجعل المنطقة ساحة للأسلحة النووية وهذه كارثة.
وأضاف، أن العالم لن يسمح بتفجير نووي، لأنه سيكون له عواقب وخيمة على إيران والعالم ككل، مشيرا الى أنه "عندما نتحدث عن الطاقة النووية يرى العالم أننا سننتج أسلحة نووية تدمر إسرائيل، وهو ما يوجب علينا إرسال رسالة إيجابية للعالم بأننا لسنا المشتبه بهم فيما يتعلق بالأسلحة النووية، وأن لدينا إمكانية للعمل بها".
وطالب بتحديد من يهدد السلام في المنطقة (بوجود أسلحة نووية)، وهو بالتأكيد ليس الدول العربية".
جاء ذلك في رده على طرح قدمه مدير عام المركز الوطني العراقي للتخطيط المشترك علي الياسري، بشأن تعاون أردني عراقي مصري في مجال الطاقة النووية، حيث رحب طوقان بالتعاون الثلاثي وأكد ضرورة أن تعمل الدول الثلاث بشكل دامج على إنتاج الطاقة النووية.
وتوقع طوقان، أن يكون الأردن في مستوى متقدم في مجال تصنيع اليورانيوم خلال الأعوام المقبلة، مضيفا أن الهيئة وخلال 8 أعوام ستقوم باستخدام كميات صغيرة من المياه لإنتاج كميات كبيرة من الطاقة.
وحول توليد المياه، أشار إلى أنه سيتم إقامة محطة على بعد 60 كيلو متراً عن شاطئ العقبة، ستقوم بإنتاج نحو 189 ميجا واط من الطاقة لضخها إلى عمّان، موضحا أن عنصر اليورانيوم وجد في الكربونات في الأردن، وقامت الهيئة بالتحقق من وجوده، وتقدر الكمية المتوفرة لدينا بـ 1.3 طن وهي كمية كافية.
ورجح طوقان أن تكون الكمية المتوفرة بالأردن كافية للتصدير والاستخلاص، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تدرس دمج الطاقة النووية مع طاقة الشمس والمياه، أي العمل على الطاقة الهجينة.
وأكد أن البرنامج النووي التدريبي الأردني يهدف إلى انتاج 1.2 ميغاواط من الطاقة لأغراض التعليم، مضيفاً أن الهيئة ابتعثت نحو 175 طالبا وعاد جزء كبير منهم ليتخصصوا في مجال العلوم النووية.
وقال بأن المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب يعد منجزا حضاريا اردنيا للدولة الاردنية وهي اكثر اصرارا وعزيمة على المضي قدما في دروب التطوير والانجاز ومحاكاة روح العصر وأدواته في المجالات كافة.
وأكد طوقان ان هذا المنجز يبعث على الاعتزاز والفخر لكل أردني بما تم إنجازه في الحقل النووي على أرض الواقع حتى الآن فهو صرح علمي شامخ يشار إليه بالبنان في المحافل والمنتديات العلمية والدولية باعتباره منصة عالمية متطورة لأغراض البحث العلمي والتدريب ويسهم في تطوير ودفع عجلة التقدم في الأردن في كافة النواحي المعرفية والاقتصادية والتقنية.
واشار الى ان المفاعل النووي الأردني يعتبر منارة علمية في مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية المتخصصة الحديثة ونافذة الأردن على الطاقة النووية في العالم المعاصر ويدار من قبل كوكبة من علماء وخبراء ومهندسين أردنيين في كافة الاختصاصات المدربة تدريبا دقيقا ومتخصصا وبكل الكفاءة العالية، مؤكدا أنه حجر الأساس في تسخير الطاقة النووية للأغراض السلمية ضمن تطبيقات متعددة طبية وصناعية وبحثية.
رئيس اللجنة التحضيرية للمنتدى الدكتور أيمن خليل أكد أن المنتدى نجح في ترسيخ اسمه على خارطة المنتديات الامنية العالمية المتخصصة في مجال مناقشة القدرات غير التقليدية ليصبح واحدا من أبرز المنتديات عالية المستوى المتخصصة والمستدامة على مستوى المنطقة، ما يرسخ دور العاصمة عمان كحاضنة للحوار الدولي اضافة لدورها المهم كنواة للعمل العربي المشترك.
ونوه الى أن هذا التجمع السنوي من الخبراء الدوليين وصناع القرار يهدف لمناقشة التحديات الأمنية الناشئة على الصعيدين الدولي والإقليمي.
وأشار خليل الى أن منتدى عمان الأمني حاز على مشاركة عدد من خبراء الأمن والدبلوماسيين والملحقين العسكريين ومنتسبي الأجهزة الأمنية والعسكرية وعدد من المنظمات الدولية، ومستشارين وخبراء قانونيين ومحللي مخاطر وكوادر القطاع الأكاديمي والبحثي إلى جانب ممثلي وسائل الإعلام.