رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي - أرشيفية
ميقاتي: نحن مع بقاء ملف انفجار مرفأ بيروت في يد القاضي البيطار
جدد رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، التأكيد على وجوب استكمال التحقيق في قضية انفجار مرفأ بيروت، من قبل المحقق العدلي الذي يتولى الملف القاضي طارق البيطار.
وقال ميقاتي خلال لقائه مطران بيروت للروم الأرثوذكس، المتروبوليت إلياس عودة، "نحن مع بقاء الملف في يد القاضي البيطار، ولا نتدخل في عمل القضاء"، وذلك في رد على المطالبات المستمرة من قبل حركة أمل وحزب الله بتنحية القاضي بعد ادعائه على نواب ووزراء ينتمون إلى حركة أمل.
ونورد هنا تسلسلا زمنيا لأبرز المحطات السياسية التي عاشها لبنان بعد انفجار المرفأ، وتداخل الأحداث المحلية والإقليمية، معطوفة على انهيار اقتصادي ومعيشي غير مسبوق، دفع نحو 75% من السكان إلى الطبقات الفقيرة.
ويرى مراقبون أن تراكم الأحداث وتراتبيتها والفاصل الزمني بينها، تحديدا بالشأن السياسي، هو تأسيس لمرحلة ما، تتجلى مفاعيله في الشارع.
الثلاثاء 4 أغسطس/آب 2020: عند الساعة 6:08 مساء، وقع الانفجار الأول إثر نشوب حريق في العنبر 12، وتلاه انفجار هائل، نتج عنه دائرة دخانية ضخمة كسحابة الفطر، وهزت ارتداداته الصادمة بيروت، وسمعت أصداؤه في قبرص، وقدّر علماء أن ضغطه يوازي قوة 3.3 درجات على مقياس ريختر.
ونتج ذلك عن انفجار أطنان من مادة "نترات الأمونيوم"، هي جزء من حمولة تُقدر بـ2750 طنا، مخزنة منذ 2014، ولم تكشف السلطات عن مصير المواد المتبقية، ولا ملابسات رسو حمولة تلك الباخرة وأسباب مجيئها.
وتسبب الانفجار بمقتل نحو 217 شخصا، وأكثر من 6 آلاف جريح، وشرّد نحو 300 ألف عائلة من منازلها المدمرة، وسبب دمارا هائلا ببيروت، وقدرت الخسائر بمليارات الدولارات.
6 أغسطس/آب 2020: الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كان أول مسؤول أجنبي يزور بيروت لتفقد مسرح الانفجار، وقد تجول في الأحياء المنكوبة، وخاطب الناس عاطفيا.
10 أغسطس/آب 2020: قدّم رئيس الوزراء آنذاك حسان دياب استقالة حكومته، وسبقتها استقالة النواب بالبرلمان. وقبل يوم واحد من انفجار المرفأ، استقال وزير الخارجية السابق ناصيف حتي، معللا ذلك بأن لبنان "ينزلق للتحول إلى دولة فاشلة".
13 أغسطس/آب 2020: تسلم قاضي التحقيق العسكري الأول بالإنابة فادي صوان مهامه محققا عدليا بجريمة الانفجار، باقتراح وزيرة العدل السابقة ماري كلود نجم، وموافقة مجلس القضاء الأعلى.
18 أغسطس/آب 2020: المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، أدانت سليم عياش (تابع لحزب الله) بجريمة الاغتيال.
31 أغسطس/آب 2020: توافقت القوى السياسية على تعيين السفير السابق بألمانيا مصطفى أديب، رئيسا مكلفا لتشكيل حكومة تكنوقراط.
1 سبتمبر/أيلول 2020: وصل ماكرون بزيارة ثانية إلى بيروت، تزامنت مع ذكرى مئوية لبنان الكبير الأولى، واستمرت يومين. وقد دعم تكليف أديب، والتقى ممثلي 8 قوى سياسية أساسية -منها حزب الله- في قصر الصنوبر.
وأعلن ماكرون عن مبادرته الفرنسية، ورآها البعض تعزيزا لدور فرنسا بلبنان. وفي غضون أشهر استنفدت مضمونها، نتيجة عجز القوى عن الالتزام بها.
9 سبتمبر/أيلول 2020: أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على وزيرين سابقين، هما وزير الأشغال السابق يوسف فنيانوس (تيار المردة)، ووزير المالية السابق علي حسن خليل (حركة أمل)، فتعقّد المشهد السياسي، ورأت بعض القوى أن الضغوط الأمريكية ساهمت في عرقلة إنجاز المبادرة الفرنسية بعد انفجار المرفأ.
26 سبتمبر/أيلول 2020: اعتذر مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة، بعد فشل مساعيه في جعلها حكومة اختصاصيين غير حزبيين.
22 أكتوبر/تشرين الأول 2020: الرئيس ميشال عون كلّف سعد الحريري بتشكيل حكومة جديدة، وأتى ذلك بعد نحو عام من استقالة حكومته على وقع الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019.
6 نوفمبر/تشرين الثاني 2020: فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على رئيس التيار الوطن الحر جبران باسيل (صهر الرئيس عون)، ورأى كثيرون أن خطوة واشنطن شكلت عاملا إضافيا في تأزيم الأوضاع السياسية بين القوى العاجزة عن التوافق تحت مظلة المبادرة الفرنسية.
نهاية يناير/كانون الثاني 2021: شهدت طرابلس شمال لبنان، مواجهات بين مئات المتظاهرين وقوات الأمن، أسفرت عن سقوط قتيل وجرحى، إثر حالة الغضب الشعبي من تدهور الأوضاع. وحذرت قوى عديدة من جرّ البلاد إلى الفوضى والفتنة.
4 فبراير/شباط 2021: اغتيال الناشط السياسي المناهض لحزب الله لقمان سليم، ولم تكشف التحقيقات هوية المتورطين بمقتله، وهو ما أثار سجالا سياسيا وشعبيا واسعا.
18 فبراير/شباط 2021: كفّت محكمة التمييز الجزائية يد القاضي صوان، على خلفية دعاوى الارتياب بحقه، بعد أن ادعى في ديسمبر/كانون الأول على حسان دياب و3 وزراء سابقين، هم: علي حسن خليل وغازي زعيتر ويوسف فنيانوس، ولم يمثلوا أمامه.
27 فبراير/شباط 2021: توافد آلاف اللبنانيين إلى الصرح البطريركي، تأييدا لمواقف البطريرك الراعي، الداعية إلى "تدويل الملف اللبناني"، و"حياد لبنان" بالمنطقة. وهتف البعض بالشعارات المنددة بالتدخل الإيراني.
8 مارس/آذار 2021: أعلن قائد الجيش اللبناني جوزيف عون -خلال اجتماع عسكري- رفضه وضع الجيش بصدام مع المتظاهرين، ووجه انتقادات للسلطة السياسية متسائلا: "إلى أين نحن ذاهبون؟ حذرنا من خطورة الوضع وإمكان انفجاره.."، وقال إن "العسكريين يعانون ويجوعون مثلهم مثل بقية الشعب".
21 مارس/آذار 2021: برزت إشكالية التدخلات السياسية بالقضاء، بعد إصدار النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، قرارا بكف يد المدعية العامة الاستئنافية القاضية غادة عون التي وصفت بالقاضية المتمردة، وانتقل الإشكال إلى الشارع بين فريقين: الأول يدعم القاضية عون من أنصار باسيل، والثاني يدعم القاضي عويدات من أنصار الحريري.
15 يوليو/تموز 2021: أعلن الحريري الاعتذار عن تشكيل الحكومة، بعد نحو 9 أشهر من التكليف وزيارة الرئيس عون نحو 19 مرة، مما ساهم في تدهور أوضاع البلاد اقتصاديا وسياسيا، نتيجة الاستقطاب الحاد بين فريقي عون والحريري.
26 يوليو/تموز 2021: أعلن الرئيس عون تكليف نجيب ميقاتي، وكان الثالث بعد دياب والحريري.
5 أغسطس/آب 2021: قصفت اسرائيل لأول مرة منذ انتهاء حرب تموز 2006، مواقع جنوبي لبنان، ردا على إطلاق 3 صواريخ من الجنوب، لم يتبناها أحد، فسقط اثنان بكريات شمونة.
18 أغسطس/آب 2021: أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله انطلاق قافلة الناقلات للمشتقات النفطية الإيرانية، وحذر أميركا وإسرائيل من استهدافها بحرا، لتصل تباعا إلى مرفأ بانياس السوري، وتُنقل إلى لبنان برا عبر المعابر غير الشرعية.
4 سبتمبر/أيلول 2021: زار وفد رسمي حكومي لبناني سوريا لأول مرة منذ اندلاع النزاع قبل 10 سنوات، بهدف البحث في استجرار الطاقة والغاز من مصر والأردن عبر سوريا.
8 سبتمبر/أيلول 2021: اتفق وزراء الطاقة باجتماع رباعي بعمّان على إمداد بيروت بالغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر سوريا، بضوء أخضر أميركي، كرد غير مباشر على ناقلات الوقود من إيران.
10 سبتمبر/أيلول 2021: أعلن نجيب ميقاتي تشكيل حكومته، بعد شهرين من تكليفه وأكثر من عام على الفراغ الحكومي، ووضع على سلم أولويات حكومته التفاوض مع صندوق النقد الدولي والتحضير للانتخابات البرلمانية الربيع المقبل.
8 أكتوبر/تشرين الأول 2021: زار وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبد اللهيان بيروت، وذلك بعد زيارة رئيس الحكومة الأردني بشير الخصاونة، وحركة دبلوماسية غربية كثيفة في بيروت دعما لحكومة ميقاتي.
11 أكتوبر/تشرين الأول 2021: وجه نصر الله انتقادات لاذعة للقاضي طارق البيطار، واتهمه بالانحياز وتسييس الملف، وطالب الحكومة بعزله.
13 أكتوبر/تشرين الأول 2021: إرجاء جلسة حكومة نجيب ميقاتي بعد رفض الوزراء المحسوبين على حركة أمل وحزب الله حضورها إلا إذا تدخلت لإقالة القاضي البيطار، وفي اليوم عينه دعا أنصار الثنائي الناس للنزول إلى الشارع ضد القاضي.
الخميس 14 أكتوبر/تشرين الأول 2021: توافد أنصار حزب الله وحركة أمل للمطالبة بعزل البيطار، وسرعان ما وقعت مواجهات مسلحة، استخدمت فيها الرشاشات الخفيفة وقذائف "آر بي جي" في منطقة الطيونة الواقعة بين الشياح ذات الأغلبية الشيعية وعين الرمانة ذات الغالبية المسيحية، واستمرت نحو 5 ساعات، وأسفرت عن مقتل 6 أشخاص و33 جريحا، والجيش يطارد المسلحين المطلوبين.
وفي اليوم عينه، رفضت الغرفة الأولى لدى محكمة التمييز المدنية في بيروت طلب عزل البيطار، وهي المرة الثالثة على التوالي، بعد استدعائه دياب والوزراء السابقين، الذين يرفضون المثول أمامه ويطالبون بعزله.