شاب يضع سماعات في أذنيه - تعبيرية
مفاهيم خاطئة أم حقائق مسكوت عنها.. هل تسبب السماعات السرطان؟
تتردد بين الحين والآخر تحذيرات من أن سماعات الرأس يمكن أن تتسبب في الإصابة بمرض السرطان، لكن لا يناقش الأمر باستفاضة وحسم في أغلب الأحوال. وعادة، لا تولد وتنتشر بعض المفاهيم الخاطئة الشائعة من فراغ، وربما لها بعض الحقائق المرتبطة بها. وبالفعل من المرجح أن يكون هناك مع التطور المستمر للتكنولوجيا، جنبا إلى جنب مع الفوائد العديدة، احتمالات لحدوث آثار صحية جانبية بسبب أجهزة التكنولوجيا الحديثة مثل الهواتف والكمبيوترات المحمولة وما إلى ذلك، والتي يمكن أن تكون كثيرة وخطيرة في كثير من الأحيان، بحسب ما ورد في تقرير نشهره موقع "بولدسكاي" Boldsky، المعني بالشؤون الصحية
وينصح الخبراء حول العالم الناس باستخدام التكنولوجيا والأدوات بشكل مسؤول لتجنب أو تقليل المخاطر الصحية المرتبطة.
ومن بين العديد من الابتكارات التكنولوجية، التي يتم التحذير بشأن كثرة استخدامها يأتي على رأس القائمة الهواتف المحمولة يليها سماعات الأذن وسماعات الرأس وأخيرا انضمت إلى القائمة أجهزة إير بودز.
الأسباب الحقيقية
كانت هناك العديد من الادعاءات والتقارير التي تشير إلى أن الاستخدام المستمر لسماعات الرأس، وخاصة سماعات البلوتوث وإير بودز وسماعات الأذن يمكن أن يكون ضارا بصحة دماغ الإنسان، حتى أنه يؤدي إلى الإصابة بالسرطان، بحسب المعطيات والتسلسل التالي:
• زعمت بعض التقارير أن الإشعاع الكهرومغناطيسي EMR الذي تسببه أجهزة إير بودز وسماعات الرأس بلوتوث في قناة الأذن يمكن أن يتسبب في تلف الخلايا وتكون الأورام.
• ادعت العديد من الدراسات أن الاستخدام المستمر لأجهزة البلوتوث أثناء الحمل يمكن أن يسبب آثارا ضارة، من بينها زيادة خطر فقدان الحمل أكثر من المعتاد أو إنجاب أطفالا يعانون من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط ADHD.
سماعات لاسلكية
• في عام 2015، كانت الشائعات القائلة بأن سماعات الرأس اللاسلكية يمكن أن تسبب السرطان قد اكتسبت اهتمام الجمهور.
• تم إصدار أول سماعات رأس لاسلكية تعمل بتقنية البلوتوث في عام 2004 واستغرقت الافتراضات نحو 11 عاما، مما يمكن أن يعد دليلا على عدم صحة هذه الادعاءات.
• في عام 2015، كتب أكثر من 200 عالم حول العالم إلى منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة للمطالبة بتثبيت إرشادات دولية للإشعاع الكهرومغناطيسي.
• زعمت الرسالة أن العديد من الدراسات وجدت أن مستويات الإشعاع الأقل من تلك المنبعثة من أجهزة البلوتوث يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسرطان ومشاكل صحية أخرى.
إير بودز
• في وقت لاحق، في عام 2019، بدأت الادعاءات بأن إير بودز يمكن أن تتسبب بالإصابة بالسرطان.
• زعمت الادعاءات أن الإشعاع الناتج عن هذه الاختراعات اللاسلكية يمكن أن يتلف خلايا الدماغ بل ويؤدي إلى فقدان السمع.
فرضيات علمية
تشير الدراسات إلى أن الإشعاع الصادر عند استخدام أجهزة لاسلكية/بلوتوث مثل إير بودز وسماعات الرأس يكون أقل بكثير من أشكال الإشعاع مثل الهواتف المحمولة أو الأشعة السينية أو الأشعة فوق البنفسجية.
يُطلق على الإشعاع الناتج عن الأجهزة اللاسلكية أو بلوتوث اسم الإشعاع غير المؤين، أي أن الإشعاعات ضعيفة للغاية ولا يمكن أن تسبب أو تسبب أي مشاكل صحية أو أمراض خطيرة، مثل السرطان. كما أن كمية الإشعاع في سماعات لاسلكية تعمل بالبلوتوث، على وجه الدقة، أقل من 10 إلى 400 مرة.
مصدر الخطر
ويبقى نقطة واحدة، يجب أخذها في الاعتبار، وهي أن الخبراء أشاروا إلى أن الاستخدام طويل المدى لسماعات الأذن التي تعمل بتقنية البلوتوث بسبب قربها من المخ، كما أوضحت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، أنه تم ادراج الإشعاع الكهرومغناطيسي المنبعث من الهواتف المحمولة وأجهزة البلوتوث على مصادر مسببة للسرطان.
ولكن تتحدث التحذيرات الرسمية عن أن الإشعاع وEMR من أجهزة البلوتوث تكون منخفضة للغاية بحيث تقتصر احتمالية المخاطر فقط على الحالات التي يكون فيها المستخدم الفرد على اتصال مباشر بالإشعاع لفترات مكثفة.
قواعد السلامة بدلا من الندم
إن هناك بعض الاحتياطات التي يمكنك اتخاذها على الرغم من عدم وجود روابط مباشرة بين استخدام جهاز يعمل لاسلكيا بأشعة بلوتوث والسرطان، يرجح الخبراء أن الأشخاص الذين يستخدمون أجهزة بلوتوث يجب أن يتخذوا بعض الاحتياطات البسيطة لتقليل مخاطر المشاكل الصحية المحتملة، كما يلي:
• الاحتفاظ بالهاتف الذكي على بعد ربع متر على الأقل من الوجه.
• إذا كانت مدة مكالمة الهاتف المحمول طويلة، يمكن استخدام خاصية مكبر الصوت.
• استخدام الهواتف المحمولة فقط عندما تكون قوة الإشارة جيدة لأن الاستقبال الضعيف أو النطاق المنخفض يبعث المزيد من الإشعاع.
• عند شراء أجهزة بلوتوث، ينبغي الاستثمار في الصحة والسلامة بشكل غير مباشر عن طريق اختيار العلامات التجارية الموثوقة والتي تشتهر بجودتها.
• تجنب استخدام إير بودز أو سماعات الرأس طوال اليوم؛ إذا كان المستخدم في المنزل، فيمكنه الاستماع إلى الموسيقى من خلال مكبر صوت.
• يتم إبعاد الأجهزة عن السرير وقت النوم.
• إزالة الأجهزة اللاسلكية من الأذنين أو الرأس عندما لا تكون قيد الاستعمال.
كلمة السر للنجاة من الآثار السلبية
وعلى الرغم من التأكيدات بأهمية أن يتم إجراء مزيد من الدراسات حول الصلة بين استخدام الأجهزة التي تعمل بخاصية بلوتوث والإصابة بمرض السرطان، فإن الخبراء يرجحون أن استخدام إير بودز أو أجهزة بلوتوث الأخرى مثل سماعات الرأس لا يعرض المستخدم لخطر الإصابة بالسرطان، طالما أنه توخى عدم الافراط في الاستخدام المطول بما يمكن أن يشكل مخاطر على السمع ويؤدي إلى الصداع لدى بعض الأشخاص.