فلسطينيات من عمر الخمسين وحتى الخامسة والثمانين يقلن تراث الاغنية المحكية عبر فرقة "الزنّار"
فلسطينيات تتراوح أعمارهن بين ٥٠-٨٥ ينقلن تراث الاغنية المحكية - فيديو
تجمع فرقة "الزنار" نساء من قرية عصيرة الشمالية قضاء نابلس، يقدمن أغاني من الفلكلور الفلسطيني؛ أغاني ترتبط بمواسم ومناسبات محددة، وهي تشكل نافذة للحياة الاجتماعية في ريف فلسطين، من وصف لموسم قطف الزيتون والأعراس واستقبال الحجاج العائدين أو استسقاء المطر وغيرها.
وعلى الرغم من العدد الهائل من الفرق الفلكلورية في فلسطين، لدى "الزنار" ما يميزها عن السواد الأعظم من الفرق.
وشهدت فرق الغناء والرقص الفلكلوري تغيرات كثيرة على مدى السنين. من فرق (أهمها "الفنون الشعبية" التي يصادف العام ذكرى تأسيسها الأربعين) استخدمت الفلكلور كأداة لترسيخ مضامين سياسية ثورية (بلغت أوجها في الانتفاضة الأولى)، ولعبت دورا في جمع وتسجيل وأرشفة هذا الموروث، وصولا إلى فترة أوسلو والفترة التي لحقت نهاية الانتفاضة الثانية، غذ تكاثرت الفرق الفلكلورية تحت مظلة "المنظمات غير الحكومية" والتمويل الأجنبي، وجمعت الشباب في إطر ثقافية تفتقر إلى المحتوى السياسي.
والميزة الأساسية لفرقة "الزنار" أنها حافظت على أصالة نادرة في المشهد الفلكلوري الفلسطيني الذي تحوّل، إلى حد بعيد، إلى مشهد متحفي ومهرجاني منفصل عن نمط العيش الريفي والطقوس الاجتماعية التقليدية، إذ تُقمع علاقة الناس بالطبيعة في فلسطين، ويتآكل حضور الطقوس الفلاحية بقدر كبير، ويفقد الريف مزايا أساسية فيه.
ميزة نساء "الزنار" أن أصواتهن وحضورهن تمتلك أصالة، بعفويتها وجماعيتها ومعرفتها الموسيقية الموروثة لا الملقنة.