كلب
مختصون يحذرون من مخالطة حيوانات ذات سلوك عدائي للحد من انتشار داء الكلب
حذر متخصصون من مخالطة أي حيوان تظهر عليه سلوكيات عدائية أو غير طبيعية للحد من انتشار داء الكلب، ما يرتب في هذه الحالة المعالجة الوقائية عن طريق المطاعيم والأمصال المضادة لتقليل نسب الوفيات الناجمة عنه.
وبمناسبة اليوم العالمي لداء الكلب الذي يصادف الثامن والعشرين من أيلول كل عام، ذكر موقع منظمة الصحة العالمية الإلكتروني أن الكلاب هي المصدر الأول لعدوى داء الكلب المسببة لوفاة عشرات الآلاف من الأشخاص سنويا حول العالم، ويمثل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما، 40 بالمئة من الذين يتعرضون لعض الحيوانات التي يشتبه بإصابتها بالمرض، وتقدر تكلفته على الصعيد العالمي بنحو 6ر8 مليار دولار سنويا.
وتتولى المنظمة قيادة مبادرة "متحدون لمكافحة داء الكلب"، الهادفة لدفع التقدم باتجاه غاية "انعدام الوفيات البشرية الناجمة عن عدوى داء الكلب المنقولة بالكلاب بحلول عام 2030"، مشيرة إلى أن عملية إشراك قطاعات متعددة باتباع نهج الصحة الواحدة، بما يشمل التثقيف المجتمعي وبرامج التوعية وحملات التطعيم، أمر بالغ الأهمية.
وبين اختصاصي الأمراض المعدية في مديرية الأمراض السارية التابعة لوزارة الصحة، الدكتور محمد الرشدان، أن داء الكلب مرض فيروسي يصيب الحيوانات من الفصيلة الكلبية، ومنها ينتقل إلى الحيوانات الأخرى أو الإنسان بواسطة اللعاب المشبع بالفيروس والممكن أن تتلوث به الجروح، وتحدث العدوى كذلك من خلال العقر (العض)، أو أثناء فحص العينات في المختبرات.
وقال: تظهر على المصاب بعد فترة الحضانة التي تستمر أسبوعين إلى ثمانية أسابيع من تاريخ العقر أعراض متعددة، منها ارتفاع درجة الحرارة، والصداع والقيء، كما يلاحظ عليه فرط النشاط وزيادة في إفراز اللعاب والخوف من شرب المياه (رهاب الماء)، ويعاني كذلك من شلل في العضلات والجهاز التنفسي، موضحا أن علاج هذه الحالات يكون من خلال حقن المريض بالمصل المضاد للداء مباشرة بعد تعرضه للعض، واعطاء اللقاح الخاص بالفيروس وفق جدول زمني مبرمج.
من جانبها، عرضت المتخصصة في الطب والجراحة البيطرية الدكتورة دنيا الرفاعي، للإجراءات الاحترازية التي تقي من الإصابة بهذا الفيروس؛ بدءا بعدم مخالطة أي حيوان تظهر عليه سلوكيات عدائية أو غير طبيعية، واعطاء الكلاب والقطط المنزلية المطاعيم الخاصة بالداء سنويا.
وأوضحت أن حجر المصاب لمدة 14 يوما هو السبيل لمراقبة ظهور الأعراض الدالة على المرض، ومنها رهاب الماء وتجمع الزبد حول منطقة الفم.
مدير مديرية البيطرة والصحة الحيوانية في وزارة الزراعة الدكتور عصام حوا، قال إن الوزارة تكافح انتشار الكلاب الضالة بالتعاون مع البلديات وأمانة عمان ومؤسسة سمو الأميرة عالية بنت الحسين، بإجراء عمليات جراحية وتطعيمها ضد داء الكلب، ما يسهم في الحد من أعدادها والتخلص منها على المدى البعيد بالنظر لطبيعة هذه الحيوانات التي تمنع بفطرتها دخول أي عنصر جديد إلى مناطقها.
وأضاف: هذه العمليات تعد بديلا يراعي تعليمات المنظمات الدولية للرفق بالحيوان، والذي تتبعه الوزارة حاليا عوضا عن عمليات التسميم والقتل بالعيارات النارية التي كانت منتهجة سابقا، مشيرا إلى الانشطة والمحاضرات التوعوية التي يلقيها الأطباء البيطريون التابعون لمديريات الوزارة، في المدارس والكليات والجامعات حول هذا الداء.
من جهته، بين مدرب الكلاب رعد مسمار، أن أهم ما يمكن أن يتصرف به المرء عند مصادفة كلب في الطريق، هو الثبات وعدم الجري لتجنب تحفيز غرائزه، وفي حال التعرض للعقر يجب تهدئة النفس وعدم الصراخ لتلافي رفع حماس الكلب وقيامه بالعض أكثر، والحذر من شد اليد أو القدم من فم الكلب لمنع زيادة الأذى الناجم عن العضة.
وحث على تعلم تقنيات حركية معينة تضمن التصرف الصحيح في مختلف المواقف ولجميع الفئات العمرية التي تختلف إذا ما كان الكلب منزليا أو ضالا.