مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

جفاف سد الوالة

Image 1 from gallery

خبراء: سد الموجب معرض للجفاف ومياه سد الملك طلال وصلت إلى مستويات خطرة

نشر :  
14:27 2021-09-19|

في الوقت الذي تقلل وزارة المياه والري وسلطة وادي الأردن من خطورة جفاف سد الوالة، معتبرة إياه أمرا طبيعيا وغير مقلق، أبدى خبراء تخوفا كبيرا من جراء جفاف سد الوالة والأضرار البيئية والمائية المترتبة على ذلك.

ويتخوف خبراء في الشأن المائي من جفاف سدود أخرى في الأردن بعد وصولها إلى مستويات خطرة، في ظل الارتفاع الكبير على درجات الحرارة في الصيف، وارتفاع الطلب على المياه، سبقه شح الأمطار في الموسوم الشتوي الماضي.


** سدا الموجب والملك طلال وصلا للخطوط الحمراء

ووفق مصادر مطلعة على ملف المياه في الأردن، فإن سد الموجب وصل إلى مستويات انخفاض خطرة خلافا للسنوات الماضية.

وأبدت هذه المصادر تخوفها من وصول سد الموجب الذي يغذي مزارعي الأغوار الجنوبية إلى مستويات الجفاف، كما حصل في سد الوالة.

كما انخفضت مياه سد الملك طلال إلى مستوى خطر، وفق المصادر ذاتها، إذ أشارت إلى أن السد حاليا وصلت سعته الممتلئة بالمياه إلى 25 مليون متر مكعب، بينما يفترض أن تكون في هذا الوقت من السنة 45 مليون متر مكعب.

ويؤكد خبراء أن السدود في الأردن هي مخزون استراتيجي، ولها خطوط حُمْر، خاصة فيما يتعلق بكيفية التعامل معها وادارة ملفها.

وتشير المصادر إلى أن الملف المائي في الأردن يجب أن تكون له رؤية وتخطيط واضح على مدار السنوات المقبلة، إذ إن المواسم المطرية الأخيرة كانت شحيحة من حيث التخزين، بالإضافة إلى الفاقد المائي المرتفع.

وتقول المصادر إن وزير المياه الحالي محمد النجار، ألقى باللوم على وزير مياه سابق، بعدما أمر بفتح جميع أبواب سد الوالة وتفريغ السد من المياه بحجة التساقط المطري ليمتلىء مجددا.

** محاسنة: سدود أخرى في الأردن معرضة للجفاف

الخبير المائي ورئيس مجلس إدارة جمعية إدامة الدكتور دريد محاسنة، قال إن جفاف سد الوالة أمر طبيعي جراء الارتفاع الكبير على درجات الحرارة وارتفاع السحب من السد خلال الصيف.

وأضاف محاسنة، أن هنالك العديد من السدود في الأردن معرضة لخطر الجفاف، بسبب قلة الأمطار في موسم الشتاء الماضي، والذي نتج عنه مستويات تخزين قليلة في السدود، بالإضافة إلى ارتفاع الطلب على المياه، وأسباب أخرى متعلقة بالفاقد المائي.

وأوضح أن جفاف سد الوالة سيكون له تبعات سلبية على المزارعين خاصة في محيط السد، بالإضافة إلى مربي الثروة السمكية والخسائر المترتبة على ذلك، لافتاً إلى أن الأسماك النافقة جراء جفاف السد تقدر بالآلاف.

كما لفت محاسنة، إلى الضرر الكبير الواقع على المياه الجوفية جراء جفاف السدود، وقلة الأمطار، الأمر الذي سينعكس على التزود المائي في مختلف مناطق المملكة.

وأشار إلى أن سد الملك طلال وصل هذا الصيف لمستويات مائية خطرة بسبب انخفاض سعة التخزين خلال الشتاء.

واستبشر محاسنة خيراً في الموسم المطري المقبل، داعياً إلى إدارة الموسم المقبل لاستيعاب مخزونات مائية أكثر من الموسم الماضي.


** مربو الأسماك: مئات الآلاف من الأسماك نفقت جراء جفاف السد

بدوره، قال رئيس جمعية مربي الأسماك والأحياء البحرية المهندس محمد شاهين، إن مئات الآلاف من الأسماك في سد الموجب نفقت بسبب جفاف السد.

وأوضح أن مربي الثروة السمكية من المزارعين في محيط السد، سيتضررون بشكل كبير، كونهم يعتمدون اعتمادا كليا على مياه سد الوالة.

وأشار شاهين إلى الضرر الكبير الذي سينتج عن جفاف سد الوالة، إذ إن ذلك له بعدين؛ أولهما الأثر البيئي الذي لا يمكن إصلاحه جراء جفاف سد إلا بعد نحو 5 سنوات، والآخر هو الأثر المباشر، المتمثل بالخسائر التي ستلحق بالمزارعين في المنطقة، والتي تقدر بملايين الدنانير.

واعتبر شاهين أن جفاف سد الوالة هو بمثابة كارثة بيئية حلت في المنطقة، محذراً من جفاف سد الموجب، ووصول سد الملك طلال لمسويات خطرة.

وحمّلت جمعية مربي الأسماك والأحياء البحرية مسؤولية جفاف سد الوالة، إلى سلطة وادي الأردن، التي قررت إفراغ جزء من مياه السد بداية العام الجاري.

وانتقد شاهين موضوع إدارة ملف المياه في الأردن والقرارات المتخذة بشأن السدود وملف إدارتها.

واعتبر أن التبخر والسحب الجائر ليسا السببان الرئيسان في جفاف السد، مضيفاً أن السحب الجائر لا يعفي سلطة وادي الأردن من المسؤولية.

** محافظ مأدبا: تفريغ مياه السد كانت جائرة

وقال محافظ مأدبا علي الماضي، إن سد الوالة أنشئ في عام 2003، وتم تعلية السد في العام الماضي.

وأضاف، أنه تم تفريغ مياه من السد من أجل تعبئته بمياه جديدة من الأمطار، لكن الموسم المطري لم يستمر حتى يتم تعبئة السد.

وأكد على أهمية إزالة الشوائب من محيط السد، واجراء تحسينات عليه ليتم تعبئته بطاقته الاستيعابية الكاملة.

ولفت إلى أن كميات التفريغ من السد كانت بكميات جائرة، وشح مياه الأمطار، كانت أبرز الأسباب الرئيسة لجفاف السد.

** “وادي الأردن”: جفاف سد الوالة لن يؤثر على مياه شرب مأدبا

من جهتها، أكدت أمين عام سلطة وادي الأردن منار المحاسنة، أن جفاف مياه سد الوالة يعود إلى انخفاض الهطل المطري والسحب الجائر للمياه من السد.

وأوضحت أن أغلب السدود في الأردن تعتمد بشكل كبير على الموسم المطري في تغذيتها، مبينة أن سدود الوالة والموجب والتنور تعتمد بشكل كامل على مياه الأمطار، بسبب عدم وجود رافد مائي لها من ينابيع أو سيول أو أنهار.

وقالت إن الموسم المطري لهذا العام جاء متواضعا جدا، حيث سجل انخفاضا مقداره 80 مليون متر مكعب من المياه مع بداية موسم الصيف مقارنة مع بداية الموسم الماضي.

ولفتت إلى أن مياه سد الوالة تستخدم لتغذية الآبار الجوفية في وادي الهيدان، والتي تستخدم لتزويد محافظة مأدبا بمياه الشرب، مؤكدة أن جفاف المياه في السد لن يؤثر على مياه الشرب في مأدبا.

ووضعت سببا آخر لجفاف مياه السد تمثل بسحب جائر للمياه من قبل المزارعين في وادي الهيدان والذين يقومون بسحب المياه من البحيرة مباشرة بشكل مخالف.