الملك لدى وصوله مطار بغداد الدولي
التفاصيل الكاملة لقمة بغداد للتعاون والشراكة بين دول المنطقة والعالم
انطلقت فعاليات قمة بغداد للتعاون والشراكة بمشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني وعدد من قادة دول المنطقة والعالم، أبرزهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ويضمّ عدداً من الدول الإقليمية مثل إيران والسعودية، ويتوقع أن تطغى عليه التطورات في أفغانستان.
ويأمل العراق من خلال المؤتمر في الحصول على دعم لاستعادة الاستقرار الأمني والاقتصادي وتعزيز دوره الإقليمي.
ويرجّح أن تتمحور المحادثات حول التطورات المتسارعة في أفغانستان وسيطرة حركة طالبان على البلاد، وبروز تنظيم داعش الإرهابي الذي تبنى الخميس اعتداء على مطار كابول، ما يعزّز المخاوف من تصاعد نفوذه مجددا، بعد أن تمّ دحره في العراق في 2017 وفي سوريا في 2018 بدعم من تحالف دولي بقيادة أميركية.
وأسفر التفجير الانتحاري في مطار كابول عن سقوط عشرات القتلى بينهم 13 عسكرياً أمريكياً.
وتبنى "داعش في خراسان" الهجوم الذي وقع بعد أقل من أسبوعين من سيطرة مقاتلي طالبان على البلاد. ويخشى كثيرون أن يستفيد التنظيم من انهيار الدولة الأفغانية ليملأ فراغات.
وعلى الرغم من أن حركة طالبان وتنظيم داعش "عدوان"، ترى الباحثة في مركز "نيولاينز" للأبحاث في الولايات المتحدة رشا العقيدي أن "تقدّم" الحركة في أفغانستان قد "يحفّز" التنظيم على إثبات أنه "لا يزال موجوداً" في العراق.
وفيما يلوح انتهاء "المهمة القتالية" للولايات المتحدة التي تحتفظ بنحو 2500 عسكري في العراق، في الأفق، مع تحوّل مهمتهم إلى استشارية فقط بحلول نهاية العام، لا تزال بغداد تواجه عدداً من التحديات الأمنية.
فلا يزال تنظيم داعش قادراً على شنّ هجمات ولو بشكل محدود، رغم مرور أربع سنوات على هزيمته، من خلال خلايا لا تزال منتشرة في مناطق نائية وصحراوية، كالهجوم الذي أودى بحياة 30 شخصاً في حي مدينة الصدر الشيعي في العاصمة الشهر الماضي.
وتظهر تلك "الأحداث"، بحسب محيط الرئيس الفرنسي، "بأن دعم العملية السياسية الجارية في العراق وإشراك الجيران فيها، أمر ملح أكثر من أي يوم مضى، لأنه من غير عراق مستقر ومزدهر، لن تكون هناك حلول للتهديدات الأمنية في المنطقة".
وسيزور ماكرون الأحد كردستان العراق، ثم الموصل التي كان ينظر اليها على أنها بمثابة "عاصمة الخلافة" التي أعلنها داعش على أجزاء واسعة من سوريا والعراق.
وتحصل الزيارة وسط ترتيبات أمنية مشددة.
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن قمة بغداد للتعاون والشراكة هي مشروع مهم يخدم المنطقة ودول العالم ويأتي بالفائدة والاستقرار لصالح العراق.
وقال ماكرون خلال بدء فعاليات قمة بغداد للتعاون والشراكة، إن القمة تتسم بإرادة بناء الشراكات والتعاون، وحل الخلافات بين بلدان المنطقة. وتابع أن بلاده مستعدة لدعم المنطقة في مختلف المجالات وهي بحاجة لتنسيق جهودها، ونحن مدينون للشعب العراقي الذي عانى من الحروب والأزمات، وحاليا ينشد التنمية والبناء.
وأشار إلى أن العراقيين قاتلوا الإرهاب قبل كل شيء، ونحن هنا لتعزيز سيادته وامنه واستقراره، مؤكدا أن فرنسا ملتزمة بوقوفها إلى جانب القوات العراقية في حربها ضد الإرهاب.
وبشأن الانتخابات التشريعية، قال ماكرون نحترم جهود الحكومة العراقية في الالتزام بإجراء الانتخابات في موعد العاشر من تشرين أول المقبل، حيث ستكون نقطة تحول سياسي لصالح العراق، مؤكدا ان الاتحاد الأوربي سيرسل مراقبين على الانتخابات.
وأختتم ماكرون كلمته أمام قادة دول المنطقة والعالم، أن فرنسا تتشرف بحضور قمة بغداد للتعاون والشراكة كونها ثمرة النقاشات مع العراق ودول المنطقة.
واكد رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في كلمته خلال انطلاق أعمال مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة ان انعقاد مؤتمر بغداد يجسد رؤية العراق في إقامة أفضل العلاقات ونأمل بتحقيق مشتركات اقتصادية في مؤتمر بغداد.
وأضاف أن العراق واجه تحديات كبيرة وطموحنا كبير في إعادة إعماره وفتحنا الباب لاستقبال الشركات الاستثمارية ولمسنا جدية دولية في دعم الاستثمار في العراق ونسعى لتفعيل المشاريع وإعادة الحياة في جميع المدن العراقية.
وأشار إلى أن الإرهاب يمثل خطراً مشتركاً على الجميع والعراق يرفض استخدام أراضيه كساحة للصراعات"، موضحا أن الحكومة طلبت من المجتمع الدولي دعم انتخابات شهر تشرين الاول المقبل وتلقينا دعماً دولياً لإجراء الانتخابات.
وقال امير قطر سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن منطقتنا تمر بتحديات وأزمات معروفة لكم ، وبعض بؤر التوتر فيها تشكل تهديداً ليس فقط لشعوب المنطقة بل أيضا للسلم والأمن الدوليين، الأمر الذي يستدعي معالجة جذور القضايا التي أفضت لبروز هذه الأزمات المتتالية.
واكد أن وحدة العراق وطنا وشعبا، وتعزيز مؤسسات الدولة الشرعية بما في ذلك وحدة السلاح الشرعي في ظل سيادة الدولة ، هي من أهم الخطوات في هذا الاتجاه .
واضاف أن قطر تؤمن بأن العراق مؤهل للقيام بدورٍ فاعل في إرساء الأمن والسلم في المنطقة، مؤكدا الحرص على دعمه لاستعادة دوره ومكانته التي يستحقها على المستويين الإقليمي والدولي، وأن أمن العراق واستقراره هو من أمن واستقرار بقية دول المنطقة، وسنواصل دعم الشعب العراقي الشقيق ومساندته في تحقيق تطلعاته في السلام والأمان والتنمية.
ودعا المجتمع الدولي لتقديم الدعم اللازم لهذا البلد، ليتمكن من استكمال إعادة بناء المؤسسات المدنية والعسكرية لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المنشودة للشعب العراقي الشقيق بعد طول المعاناة.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته بالمؤتمر إن العراق واجه تأثيرات بالغة السلبية من إرهاب وحروب جلبت المعاناة له ولدول الجوار، داعيا إلى التوحد واعتماد سياسات تنموية حقيقية تسهم في نجاح العراق للوفاء بالاستحقاق الانتخابي المقبل.
واكد مساندة مصر ودعمها للحكومة العراقية بما يمكنها من صون أمن واستقرار العراق والحفاظ على وحدة أراضيه واستعادة دوره في المنطقة، مبينا أن هذا اللقاء يشكل فرصة لتبادل وجهات النظر والتشاور في مواجهة أزمات المنطقة والتعاون لمواجهة التحديات.
وقال السيسي إن "مصر تنظر للإنجازات المتحققة برئاسة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وترحب بنقل تجربتها للعراق للسير معاً على الطريق نحو المستقبل".
وتمنى نجاح الانتخابات المبكرة التي ستفتح الباب أمام الشعب العراقي للتقدم بخطى ثابتة نحو المستقبل الذي يستحقه، وتساند الحكومة في استعادة مكانة العراق التاريخية وترسيخ موقعه في العالم العربي ودوره في المنطقة وعلى صعيد المجتمع الدولي.
وقال رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، في كلمته بالمؤتمر إن العراق يعد أحد الركائز الأمنية والاقتصادية في المنطقة.
وأضاف أن العراق مقبل على مرحلة مهمة تتمثل بالانتخابات، مجددا التزام الكويت بمساندة العراق لتجاوز الصعاب التي تعترض استقراره وأمنه، مطالبا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق.
وبين أن العراق مقبل على مرحلة مصيرية من تاريخه في ظل الانتخابات المقبلة، وأن العلاقات مع العراق تسير بخطى ثابتة، معربا عن تطلع الكويت لتنفيذ الاتفاقات الموقعة بين البلدين.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في كلمته إن "استقرار العراق أمر حيوي لتحقيق السلام في المنطقة، وإذا لم يكن العراق مستقراً فلن تنعم دول الجوار بالاستقرار"، معلناً عن نية بلاده للاستمرار بتقديم جميع أنواع الدعم للعراق.
وأضاف أن العراق ليس ساحة للتنافس، بل بلد نتعامل معه من أجل التعاون والشراكة، لافتاً إلى تأييد تركيا للنهج الشامل لرئيس الوزراء العراقي الذي يحتضن جميع الفئات".
وأعلن عن استعداد تركيا لتحقيق بعض مشاريع البنى التحتية الاستراتيجية في نطاق التزام أنقرة في مؤتمر الكويت 2018 لإعادة إعمار العراق، والاستعداد للتعاون مع دول المنطقة لتعزيز استقرار العراق.
وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في كلمته بالمؤتمر، إن الرياض لا تدخر جهدا عن دعم العراق اقتصاديا وسياسيا في المحافل والصعد والمستويات كافة، مشددا على أهمية العلاقات السعودية العراقية والتعاون بين الطرفين.
وأشار إلى تأسيس صندوق سعودي عراقي بإسهامات تبلغ 3 مليارات دولار والتعاون في مجال الطاقة، مضيفا أن "ترسيخ الأمن والتنمية في المنطقة يستلزم عراقا مستقرا وآمنا".
ولفت إلى استمرار المملكة بالتعاون مع العراق ودول المنطقة في محاربة التطرف والإرهاب.
وأعلن عن دعم المملكة لحكومة مصطفى الكاظمي، لتحقيق ما يتطلع إليه الشعب العراقي، وبما يضمن استقرار العراق ووحدة أراضيه.
وقال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان في كلمته بالمؤتمر، إن العراق يسعى إلى توفير مجالات التعاون بين دول المنطقة، ويحتاج كذلك إلى إعادة الإعمار وتنمية علاقات التعاون مع دول المنطقة.
وأشار إلى مساهمة إيران في دعم أمن واستقلال ووحدة أراضي العراق وفي مواجهة الإرهاب.
وأضاف أن ظهور تنظيم داعش من أكبر المخاطر التي تعرضت لها المنطقة، وتضرر العراق من ظهور الجماعات الإرهابية، لافتا إلى أن طهران سارعت لمد يد العون للعراق على مسار مكافحة الإرهاب ولم تدخر جهدا في هذا السبيل.
وأكد أن طهران تسعى دوما لتحقيق السلام عبر الحوار والتباحث وما نحتاج إليه هو الوصول للأمن الإقليمي المستدام، مشيرا إلى أن الأمن لا يستتب إلا عبر الثقة المتبادلة بين دول المنطقة وعدم تدخل الدول الأجنبية فيها.
وقال أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في كلمته بالمؤتمر إن العراق عانى كثيرا عبر العقود الماضية، ودفع أثمانا باهظة لمغامرات وصراعات عطلت انطلاقته وأبطأت مسيرته.
وأضاف "نريد أن يكون العراق جسرا للتواصل وليس ساحة للصراع، وبناء علاقة جديدة مع الإقليم على أساس المنفعة والاحترام".
وتابع أن الإمكانية العراقية في المورد البشري والمادي على حد سواء ضخمة، والتاريخ والحاضر شاهدان على ما يمكن أن يحققه الشعب العراقي إن توافرت له ظروف مواتية".
وزاد، نحن نرى العراق وهو يسعى إلى صناعة هذه الظروف بإرادة جديدة وعزم، وخاض حربا شريفة ضد الإرهاب الأسود منذ 2014، كابد خلالها تضحيات هائلة، وتكبد كلفة تفوق الوصف في الأنفس والأموال".
ولفت إلى أن العراق خاض المعركة دفاعا عن قيم الحضارة والإنسانية في كل مكان، وليس في العراق وحده، ونحن اليوم جميعا نجتمع هنا في مدينة السلام لنقول للعراق أنه لا يقف في هذه المعركة وحيدا.
وأكد أن الشعب العراقي يستحق أن ينعم بالسلام والاستقرار والأمن، وأن يجني ثمار التنمية والرخاء بعد طول معاناة، فمساندة العراق ودعمه في هذا النضال هو واجب علينا، وحق لشعبه".
وقال أمين عام منظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين، في كلمته بالمؤتمر إن العراق مقبل على مرحلة جديدة تتمثل بالبناء والتنمية، داعيا إلى دعمه إقليميا ودوليا دون التدخل في شؤونه الداخلية.
واضاف في كلمته أن المؤتمر يمثل فرصة للمشاركة والحوار مع جميع الدول، وفي وقت يحتاج فيه العراق لكل الدعم والمساندة لمواجهة التحديات، مشيرا إلى أن استقرار العراق وأمنه يصبان في مصلحة الجميع، معبرا عن دعم المنظمة لوحدة العراق وسلامة أراضيه. وقال إن "السعودية تشجع جهود الشراكة بمختلف انواعها مع العراق، وإعادة الإعمار ودحر الإرهاب والتطرف، والتعاون مع الجميع في القضايا التي يشترك فيها مع المجتمع الدولي.
ودعا العثيمين دول المنطقة العربية والإسلامية والمؤسسات الدولية إلى دعم العراق في اطار احترام سيادته على ارضه وشعبه والاستجابة الجادة لدعوته الصادقة في المشاركة.
وفي كلمة ألقاها بالمؤتمر، قال أمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، إن المجلس يدعم العراق ويتطلع لتعزيز علاقته الاستراتيجية بين الجانبين.
وأضاف أن المجلس يعد العدة لعقد مؤتمر الإعمار والاستثمار الخليجي – العراقي في الفترة المقبلة في إطار دعم مجلس التعاون للعراق.
وشدد على ضرورة متابعة مخرجات مؤتمر الكويت التي نصت على دعم العراق اقتصاديا.
وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، في كلمته بالمؤتمر، إن المؤتمر يجسد روح التعاون والسلام والوفاق التي تحتاجها المنطقة، وأن الإمارات لن تدخر جهدا عن دعم العراق.
وأضاف أن المؤتمر خطوة مهمة على طريق عودة العراق لدوره الطبيعي المأمول في محيطه الإقليمي والدولي، مشيرا إلى أن الحضور الرفيع يعبر عن اهتمام المنطقة بالعراق والمرحلة المفصلية التاريخية التي يمر بها.
واختتمت أعمال الجلسة العلنية لمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، بعد إلقاء المشاركين كلماتهم.