بينوي "المخزن الغذائي" لنيجيريا مهددة بانعدام الأمن

عربي دولي
نشر: 2021-08-23 15:18 آخر تحديث: 2023-06-18 15:30
في ولاية بينوي أكثر من 200 ألف نازح
في ولاية بينوي أكثر من 200 ألف نازح

 

اعتاد دونالد أموكاها على إزالة الأعشاب الضارة من أرضه الواقعة على ضفاف نهر بينوي في وسط نيجيريا، لكنه اضطر للتخلي عن مزرعته الواقعة على مسافة بضع كيلومترات فقط من العاصمة الإقليمية ماكوردي، خوفا من أن تصبح هدفا للهجمات وعمليات الخطف التي تتزايد في المنطقة.


اقرأ أيضاً : متحور "خطير" لكورونا يعاود الظهور بولاية هندية


وعلى غرار دونالد أموكاها، فإن العديد من المزارعين في "الحزام الأوسط" الذي يعبر نيجيريا من الشرق إلى الغرب، يفرون من العنف في المناطق الريفية ما يؤدي إلى عواقب وخيمة على المحاصيل وزيادة كلفة الأغذية المرتفعة أصلا.

منذ سنوات، كانت هناك منافسة شرسة على الموارد الطبيعية بين الرعاة العابرين والمزارعين المقيمين، مع اتهام المزارعين الرعاة بأن مواشيهم تدمر أراضيهم.

مع تفاقم عواقب تغير المناخ والارتفاع الحاد في عدد سكان هذا البلد الذي يبلغ 200 مليون نسمة، أدت أعمال العنف إلى أزمة أمنية خطرة، بين هجمات يشنها قطاع طرق مدججون بالسلاح وعمليات انتقامية لا نهاية لها بين الجماعات المختلفة.

وروى دونالد أموكاها لوكالة فرانس برس "عادة ما أزرع الأرز والدُخن وبذور السمسم على مساحة 100 هكتار في منطقة غوما في ومقاطعة بينوي، لكنني هربت هذا العام من هجمات الرعاة. حرثت 40 هكتارا لكنني لم أتمكن من زرعها".


اقرأ أيضاً : "الدولية للهجرة": مصرع نحو ألف مهاجر في البحر المتوسط خلال 2021


وبالإضافة إلى انعدام الأمن، يشير العديد من الاقتصاديين إلى الوضع الاقتصادي الصعب لهذا البلد المنتج للنفط، في مواجهة تداعيات جائحة كوفيد-19 وانهيار الطلب على الذهب الأسود.

وبحسب مكتب الإحصاءات النيجيري، بلغ تضخم أسعار الأغذية ذروته عندما بلغ 21,83 في المئة في حزيران.

في ولاية ناساوارا في ضواحي العاصمة الفدرالية أبوجا، قال بائع الخضر باداماسي بيلو إنه قلق جدا لأنه يفقد يوميا زبائنه الذين تحبطهم الأسعار الباهظة للمنتجات الأساسية.

وأضاف "كنت أبيع الطماطم والفلفل، كل شيء أصبح أكثر كلفة الآن. كنت أبيع عشرة أكياس في اليوم، لكن الزبائن لا يأتون كما كانت الحال في السابق (...) لا أبيع أكثر من كيسين في اليوم".

في تموز، حذّرت وكالة إدارة الطوارئ الإقليمية من أخطار نقص الغذاء مع عدم تمكّن عدد من المزارعين الذين لجأوا إلى مخيمات نازحين، من العودة إلى أراضيهم.

في أيار، كان في ولاية بينوي أكثر من 200 ألف نازح، بحسب المنظمة الدولية للهجرة، وهي أرقام تعتبرها السلطات المحلية أقل من الأرقام الفعلية إلى حد كبير.

بالنسبة إلى المحافظ سامويل أورتوم، وهو عضو في الحزب المعارض "بي دي بي"، فإن انعدام الأمن يهدد إنتاج الغذاء والنمو الاقتصادي في كل أنحاء البلاد.

وقال أورتوم لوكالة فرانس برس إن "هذه الازمة تشكل خطرا كبيرا على نمو نيجيريا وتنميتها. من دون أمن كاف، لا يمكن أن تكون هناك زراعة لإنتاج ما يكفي لإطعام شعبنا".

أخبار ذات صلة

newsletter