شخص يعاني من الصداع النصفي - تعبيرية
أطعمة "تقهر" الصداع النصفي
خلصت دراسة حديثة إلى أن النظام الغذائي الصحيح يمكن أن يوفر الراحة لبعض الأشخاص الذين يعانون من نوبات الصداع النصفي المتكررة.
وبحسب الدراسة التي نُشرت مؤخرا في المجلة الطبية البريطانية، فإن تناول الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من أحماض "أوميغا 3" الدهنية، والزيوت الموجودة في بعض الأسماك، مع الحد من الأطعمة الغنية بأحماض "أوميغا 6" الدهنية، مثل العديد من الزيوت النباتية، يخفف من حدة نوبات الصداع النصفي.
ويعتبر كل من أوميغا 3 وأوميغا 6 أحماض دهنية أساسية، ضرورية للصحة، ولأن أجسامنا لا تستطيع صنعها، يجب الحصول عليها من الأطعمة.
ومثلما يوجد أوميغا 3 بكثرة في الأسماك، تحتوي الزيوت النباتية على نسبة عالية من أوميغا 6، التي غالبا ما تستخدم للطهي وتوجد في العديد من الأطعمة المعلبة ووجبات المطاعم.
ويعد الصداع النصفي من أكثر أسباب الألم المزمن شيوعا، حيث يصيب العديد من الأشخاص، وينتج عنه حالة من الإنهاك، تسبب ألما شديدا وغثيانا وأعراضا أخرى، ويزيد بشكل حاد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب والقلق.
ووجدت الدراسات أن نوبات الصداع النصفي يمكن أن تؤثر سلبا على الإنتاجية في مكان العمل أيضا، مما يتسبب في خسارة الأشخاص، في المتوسط، حوالي أربعة أيام عمل في السنة.
من جانبه، يقول الدكتور كريستوفر إي رامسدن، الباحث الإكلينيكي في المعهد الوطني الأميركي لبرنامج أبحاث الشيخوخة، وهو المؤلف الرئيسي للدراسة، إن النتائج تشير إلى أن التغييرات الغذائية يمكن أن تكون "مكملة" بشكل مفيد للعلاجات الحالية للألم المزمن.
ويضيف الدكتور رامسدن: "لا يزال العديد من الأشخاص الذين يشتكون من الآلام المزمنة يعانون على الرغم من تناول الأدوية. أعتقد أن هذا (النظام الغذائي) شيء يمكن دمجه مع العلاجات الأخرى لتحسين نوعية حياتهم وتقليل آلامهم".
نتائج مذهلة
في الدراسة الجديدة تم تقسيم 186 مشارك عشوائيا إلى 3 مجموعات، ومتابعتهم لمدة 16 أسبوعا، حيث اتبعت إحدى المجموعات نظاما غذائيا يحتوي على نسبة عالية من دهون أوميغا 3، ومنخفضة نسبيا في دهون أوميغا 6.
تناولت هذه المجموعة الكثير من الأطعمة مثل السلمون البري وسمك التونة والبكور والسلمون المرقط، بينما كانوا يحاولون تقليل المصادر الغنية بالدهون، كدهون أوميغا 6، مثل زيت الذرة وفول الصويا وزيت الكانولا.
ولتسهيل اتباع النظام الغذائي، تم إعطاء جميع الأشخاص وجبات خفيفة، ووصفات أعدها اختصاصي تغذية طوال فترة الدراسة.
في المجموعة الثانية، قام الباحثون بإضافة المزيد من الأسماك وغيرها من المصادر الغنية من أوميغا 3 إلى وجباتهم الغذائية دون تقليل تناولهم للأوميغا 6، مجموعة ثالثة من الناس، تعمل كعناصر تحكم، تستهلك كميات نموذجية من كلا النوعين من الدهون.
في بداية الدراسة، عانى المشاركون، في المتوسط، حوالي 16 يوما من الصداع شهريا، لكن بعد 16 أسبوعا، كان لدى المجموعة التي زادت من تناول الأسماك وتجنبت الزيوت النباتية معدل "أيام صداع" أقل بمعدل 4 أيام كل شهر، مقارنة بالمجموعة الثالثة التي استهلكت كميات نموذجية من كلا النوعين من الدهون.
بالإضافة إلى انخفاض بنسبة 30 إلى 40 بالمائة في "ساعات الصداع" لكل فرد خلال اليوم.
استفادت أيضا المجموعة الثانية التي زادت من تناول أوميغا 3 دون تقليل استهلاكها من أوميغا 6، على الرغم من تحسنها بشكل أقل لمدة يومين دون صداع كل شهر.
في كلتا المجموعتين أبلغ المشاركون عن صداع أقصر وأقل حدة من الأشخاص في المجموعة الثالثة، كما أنهم استخدموا عددا أقل من مسكنات الألم مثل عقار الأسيتامينوفين.
ولاحظ الباحثون أيضا اختلافات في المؤشرات الحيوية المهمة في الدم. كانت المجموعتان اللتان زادتا من تناول الأسماك لديهما مستويات أعلى من المركبات المعروفة باسم oxylipins، التي تساهم في تخفيف الألم.
كما تبين أن لدى المشاركين مستويات عالية بشكل خاص من 17-HDHA، وهو أوكسيلبين الذي ثبت في دراسات أخرى أنه يقلل الألم لدى الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل.