مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

كابول والقضايا الأمنية وعقود مستقبلية أخرى محتملة

1
كابول والقضايا الأمنية وعقود مستقبلية أخرى محتملة

مراسلة رؤيا ترصد التحديات التي يتعرض لها الشعب الأفغاني - فيديو

نشر :  
19:58 2021-08-20|

أفغانستان، في وضعها الحالي، ليست بمعزل عن المشكلات التي كانت تمر بها قبل الانسحاب الأمريكي: البطالة، وأزمة فيروس كورونا، وانخفاض قيمة العملة المحلية، والمخاوف الأمنية التي ابتليت بها البلاد منذ عقود.


تتصدر قائمة الاهتمامات قوة الجماعات العسكرية. قال كل شخص تحدثت إليه تقريبا إنه لم تكن هناك ميليشيات أكثر نشاطا في البلاد مما هي عليه الآن، التي يقول كثيرون إنها نتيجة للغزو الأجنبي الفاشل، والدعم من باكستان المجاورة، التي تربطها بأفغانستان علاقة حساسة.

من بين الجماعات المسلحة الأكثر نشاطا في البلاد باستثناء طالبان، داعش، ووفقا للتقديرات الأخيرة، يمكن أن يكون للجماعة ما يقرب من 10 آلاف مقاتل داخل أفغانستان، موزعين على جميع المحافظات. تتجلى بصمتهم على البلاد عبر الهجمات الأخيرة.


لم تتسبب الصواريخ التي أطلقتها المجموعة على مجمع القصر الرئاسي، في عيد الأضحى، بوقوع إصابات أو أضرار مادية، لكنها كانت استعراضا للقوة والوحشية على حد سواء، فأقدس الأيام لم تمنعهم من إثارة الخوف في نفوس الشعب الأفغاني.

في أيار/مايو، استهدفت داعش مدرسة للبنات في حي الهزارة في كابول، مما أسفر عن مقتل 85 شخصا، وغرس فكرة مفادها بأن مجتمع الهزارة، الذي استهدف لمدة طويلة خارج كابول، لن يكون آمنا في المدينة.

في أثناء تصوير لقطات بحديقة بابور في كابول، التقينا بائعة هزارة تبلغ من العمر 36 عاما تدعى وحيدة، تتحدث عن تجربتها في المناخ السياسي المتغير في أفغانستان في العشرين عاما الماضية، بعد أن أصبحت أرملة وتركت لتربية بناتها بمفردها، عن التحديات التي طرحتها ليس فقط طالبان، بل عن افتقار الحكومة إلى الدعم. "عموما، لم تدعمنا الحكومة. وإلا فكيف ستتمكن طالبان من استهدافنا؟ أنا غير مرتاحة، مكتئبة، عقلي بائس. ماذا سيفعلون لي ولعائلتي؟" تتساءل وحيدة.

تقول وحيدة إن نساء الهزارة خصوصا مستهدفات، بسبب عملهن الشاق وعزيمتهن. وعلى الرغم من وضعها، فإنها عازمة على أن ترى بناتها مستقبلا أفضل. "لن أسمح لبناتي بالعمل؛ إنهن في المدرسة ويتعلمن اللغة الإنجليزية. لم أكن أكسب الكثير، لكن عندما كنت بحاجة إلى المال لتعليم ابنتي، بعت إحدى ماكينات الخياطة الخاصة بي، للتأكد من أنهن سيواصلن تعليمهن".

يؤكد أعضاء آخرون في المجتمع نفس النقاط؛ "الوضع كارثي، لكن ما الحل؟" تقول فريشتا، وهي ناشطة مدنية، إنها تريد البقاء في أفغانستان، ولكن إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فلن يكون أمامها خيار إلا المغادرة.

وتقول إن الأمر معقد، إذ إن التعليم في ازدياد بالنسبة إلى النساء، لكن أفغانستان أصبحت أقل أمانا. في أيار/مايو الماضي، وفي أثناء حملها بطفلها الثاني، هاجم داعش جناح الولادة الذي كانت فيه، وأجبرت على حبس نفسها في الحمام مع طبيب لساعات.

وفي أثناء سرد التفاصيل المروعة للهجوم، تغفلت، وقالت إن ذلك جعلها تفكر مرتين بشأن نوع العمل الذي تقوم به، لأنه يجعلها وأسرتها أقل أمانا بكثير. لقد كان لأفغانستان ماض مضطرب، وعقود من الخسارة أرعبت البلاد وشعبها. لكن هذه الندوب ليست فطرية، والعنف بعيد عن روح البلد وقلبه.

رحب الناس بنا بأذرع مفتوحة، وكانوا سعيدين لأن طاقم الأخبار الأجنبية أراد معرفة المزيد عن الثقافة الأفغانية الغنية والمتسعة، التي غالبا ما تكون مخفية وراء عناوين الأخبار المثيرة للقلق. إن تهدئة وضعهم ستكون رفضا للظروف المروعة التي يواجهها الكثيرون، لكن التظاهر بأنه لا يمكن أن يكون هناك مستقبل غير محدود للبلد، لولا العنف، فسيكون مختزلا بنفس القدر.

إن الشعب الأفغاني يستحق على الإطلاق المستقبل الذي سلب منهم، ويأملون في استعادة هذا المستقبل في هذا الجيل، الذي، كما يقولون، يرى -إن شاء الله- أفغانستان موحدة وأكثر إشراقا.

 

  • افغانستان
  • كابول
  • طالبان