إجلاء السكان من المناطق المتضررة بطائرات هليكوبتر مستمر
بعد حرائق الغابات .. قتلى ودمار هائل بسيول تجتاح شمال تركيا "صور"
أعلنت إدارة الطوارئ والكوارث الخميس إن أربعة أشخاص لقوا مصرعهم في سيول اجتاحت قسطموني في منطقة البحر الأسود في تركيا فضلا عن اعتبار واحد في عداد المفقودين.
كما حدثت سيول في إقليمي بارتين وسينوب في منطقة البحر الأسود، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وذكرت قناة (تي.آر.تي خبر) الرسمية الأربعاء أن شخصا توفي بعد إصابته بأزمة قلبية وسط السيول في بارتين.
وذكرت إدارة الطوارئ والكوارث أن إجلاء السكان من المناطق المتضررة بطائرات هليكوبتر مستمر، مضيفة أن بعض الطرق مغلقة بسبب تضرر أو انهيار جسور.
وأظهرت مقاطع بثها التلفزيون أن السيول جرفت عشرات السيارات وأكواما من الحطام في الشوارع. وقالت إدارة الطوارئ إن الأمطار الغزيرة ستخف شدتها في المنطقة غدا الجمعة وفقا لبيانات من هيئة الأرصاد الجوية.
وتكافح تركيا أيضا حرائق غابات مستعرة أتت على مساحات شاسعة من الغابات على طول الساحل الجنوبي للبلاد في الأسبوعين الماضيين.
مع انتقال موجة "حرائق الغابات" من دول شرق البحر الأبيض المتوسط، تركيا اليونان وإيطاليا، إلى دول أخرى جنوبها وغربها، في الجزائر والجزر الإسبانية، حذر تقرير أصدرته هيئة تابعة للأمم المُتحدة من خطورة التطورات المناخية التي ستشهدها دول منطقة المتوسط خلال السنوات القليلة المنظورة، حيث ستتجاوز التغيرات المناخية في هذه المنطقة حسب التقرير بنسبة 20 بالمائة من التغيرات التي ستشهدها باقي مناطق العالم.
التقرير الذي صدرت معطيات أولية عنه، بنى نتائج بعد خمسة سنوات من التقييم الذي أجرته الهيئة الأممية المعنية بتغير المناخ IPCC، والذي سيتم نشره مفصلاً العام القادم، بعنوان "الآثار المستقبلية لتلوث الكربون على منطقة البحر المتوسط"، حيث اشتدت درجات الحرارة في هذه المنطقة خلال هذا الصيف إلى مستويات قياسية.
التقرير الذي يُشير إلى المخاطر التي قد تطال سكان المتوسط الذين تبلغ أعدادهم أكثر من نصف مليار نسمة، والتي سماها بـ"مخاطر مناخية شديدة الترابط" ستظهر خلال العقود القادمة بشكل متسارع، حيث صنفها إلى "أسباب القلق المرتبطة بخطر ارتفاع مستوى سطح البحر، إلى جانب فقدان التنوع البيولوجي البري والبحري، وجميع المخاطر المتعلقة بالجفاف، بالذات الحرائق الهائلة، وتغيرات دورة المياه، وإنتاج الأغذية المهددة بالانقراض، والمخاطر الصحية في كل من المستوطنات الحضرية والريفية بسبب الحرارة، وتغير نواقل الأمراض".
ويتوقع الخبراء أن ترتفع درجات الحرارة عبر البحر الأبيض المتوسط بوتيرة أسرع من المتوسط العالمي في العقود القادمة، مما يهدد قطاعات الزراعة ومصايد الأسماك والسياحة الحيوية في المنطقة.
ويحذر التقرير من أن عشرات الملايين من السكان الآخرين سيواجهون مخاطر متزايدة من نقص المياه والفيضانات الساحلية والتعرض للحرارة الشديدة القاتلة.
رقمياً، أعطت المسودة توقعات شديدة التشاؤم. إذ أكد أن المنتوجات الزراعية البعلية في منطقة البحر المتوسط ستنخفض بنسبة 64 بالمائة خلال السنوات القادمة، كنتيجة لهذه الظاهرة. كذلك حدد 71 بالمائة من الناتج المحلية لسكان هذه المنطقة سيكون مهدداً بالفقدان نتيجة تراجع مستويات المياه العذبة.