من حرائق الغابات حول العالم
حرائق مستعرة وتقرير يحذر من مناخ خطر لدول المتوسط
مع انتقال موجة "حرائق الغابات" من دول شرق البحر الأبيض المتوسط، تركيا اليونان وإيطاليا، إلى دول أخرى جنوبها وغربها، في الجزائر والجزر الإسبانية، حذر تقرير أصدرته هيئة تابعة للأمم المُتحدة من خطورة التطورات المناخية التي ستشهدها دول منطقة المتوسط خلال السنوات القليلة المنظورة، حيث ستتجاوز التغيرات المناخية في هذه المنطقة حسب التقرير بنسبة 20 بالمائة من التغيرات التي ستشهدها باقي مناطق العالم.
التقرير الذي صدرت معطيات أولية عنه، بنى نتائج بعد خمسة سنوات من التقييم الذي أجرته الهيئة الأممية المعنية بتغير المناخ IPCC، والذي سيتم نشره مفصلاً العام القادم، بعنوان "الآثار المستقبلية لتلوث الكربون على منطقة البحر المتوسط"، حيث اشتدت درجات الحرارة في هذه المنطقة خلال هذا الصيف إلى مستويات قياسية.
التقرير الذي يُشير إلى المخاطر التي قد تطال سكان المتوسط الذين تبلغ أعدادهم أكثر من نصف مليار نسمة، والتي سماها بـ"مخاطر مناخية شديدة الترابط" ستظهر خلال العقود القادمة بشكل متسارع، حيث صنفها إلى "أسباب القلق المرتبطة بخطر ارتفاع مستوى سطح البحر، إلى جانب فقدان التنوع البيولوجي البري والبحري، وجميع المخاطر المتعلقة بالجفاف، بالذات الحرائق الهائلة، وتغيرات دورة المياه، وإنتاج الأغذية المهددة بالانقراض، والمخاطر الصحية في كل من المستوطنات الحضرية والريفية بسبب الحرارة، وتغير نواقل الأمراض".
ويتوقع الخبراء أن ترتفع درجات الحرارة عبر البحر الأبيض المتوسط بوتيرة أسرع من المتوسط العالمي في العقود القادمة، مما يهدد قطاعات الزراعة ومصايد الأسماك والسياحة الحيوية في المنطقة. ويحذر التقرير من أن عشرات الملايين من السكان الآخرين سيواجهون مخاطر متزايدة من نقص المياه والفيضانات الساحلية والتعرض للحرارة الشديدة القاتلة.
رقمياً، أعطت المسودة توقعات شديدة التشاؤم. إذ أكد أن المنتوجات الزراعية البعلية في منطقة البحر المتوسط ستنخفض بنسبة 64 بالمائة خلال السنوات القادمة، كنتيجة لهذه الظاهرة. كذلك حدد 71 بالمائة من الناتج المحلية لسكان هذه المنطقة سيكون مهدداً بالفقدان نتيجة تراجع مستويات المياه العذبة.
كذلك حدد التقرير درجة 87 بالمائة زيادة في مساحات الغابات التي ستتعرض للحرائق في هذه المنطقة، فيما لو ارتفعت درجة حرارة هذه المنطقة درجتين مئويتين خلال السنوات العشرين القادمة، كما توقع التقرير، وأن ترتفع تلك الزيادة إلى ثلاثة أضعاف المساحات التي تتعرض للحرائق راهناً، فيما لو ارتفعت درجة الحرارة ثلاثة درجات.
حالات التلوث الشديد التي ستنتج عن ذلك التغير المناخي في منطقة البحر المتوسط، ستؤثر على كامل محيطها الجغرافي، حيث لاحظ العلماء مثلاً أن تلوث الغابات التركية قد وصلت لجزيرة قبرص.
وقال التقرير إن 657 مليون نسمة من سكان هذه المنطقة سيعيشون تلوثاً دائماً، وأن ذلك التلوث سينتشر لمئات الكيلومترات في المناطق المحيطة بها.
أستاذ الجغرافيا المناخية جمال ياردلي، وأحد المشاركين في إعداد مسودة اتفاقية باريس للمناخ عام 2015، شرح مخاوف الخُبراء الدوليين من التغيرات المناخي في هذه المنقطة بالذات "تنوع الدول في هذه البقعة الصغيرة عامل أساسي لعدم ضبط الالتزام بالمعايير والسياسات التي تنص عليها الاتفاقيات الدولية بشأن المناخ.
كذلك ثمة عامل مرتبط بالأوضاع السياسية في تلك المنطقة، حيث انهيار شبكات الدولة يساعد على اتباع أساليب بدائية في استخدام الطاقة، خصوصاً المناطق الجنوبية من البحر المتوسط. كذلك فأن هذه المنطقة هي الأقل اتباعاً لسياسات استراتيجية لتنمية الزراعة وزيادة وتائر الغطاء الزراعي".