الاحتلال الإسرائيلي يؤكد أولى ضرباته الجوية على لبنان منذ سنوات
الاحتلال الإسرائيلي يؤكد أولى ضرباته الجوية على لبنان منذ سنوات
أعلن سلاح جو الاحتلال الإسرائيلي الخميس أنه شن أولى ضرباته الجوية على لبنان منذ سنوات مؤكدا استهداف مواقع أطلقت منها صواريخ باتجاه شمال الدولة العبرية من جنوب لبنان الذي حذرت رئاسته من "وجود نوايا (إسرائيلية) عدوانية تصعيدية".
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان مقتضب إن مقاتلاته "استهدفت بنى تحتية ومواقع إطلاق صواريخ من لبنان أطلقت منها صواريخ لأهداف إرهابية". وأضاف أنه تم قصف "هدف في المنطقة أيضا كانت قد أطلقت منه صواريخ في الماضي".
ويأتي هذا الإعلان غداة إطلاق ثلاثة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الدولة العبرية الأربعاء، حسب جيش الاحتلال الاسرائيلي الذي قال إن اثنين منها سقطا في الكيان المحتل في حين لم يتعد الثالث الحدود.
وقال الرئيس اللبناني ميشال عون في بيان إن "استخدام إسرائيل لسلاحها الجوي في استهداف قرى لبنانية هو الأول من نوعه منذ 2006". ورأى عون في البيان الصادر عن مكتبه أن هذا "يؤشر إلى وجود نوايا عدوانية تصعيدية تتزامن مع التهديدات المتواصلة ضد لبنان وسيادته".
وأكد الرئيس اللبناني أن ما حصل "هو انتهاك فاضح وخطير لقرار مجلس الأمن 1701 وتهديد مباشر للامن والاستقرار في الجنوب".
وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن آخر غاراته الجوية المعلنة على لبنان تعود للعام 2014 ووقعت في أعقاب تبادل لإطلاق النار شهدته الحدود بين البلدين حينها. ونفذت تلك الغارات بالقرب من الحدود مع سوريا.
ولم تستهدف تل أبيب منذ 2006 معاقل لحزب الله في الجنوب اللبناني. لكن يشتبه بأنها شنت غارات جوية على لبنان نفذت في 2019 استهدفت منظمات فلسطينية موالية لسوريا، لكن الدولة العبرية لم تعلن مسؤوليتها عنها رسميا.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي بانتظام غارات جوية على مواقع يشتبه في أنها تابعة لحركة حماس الإسلامية الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة. كذلك تطال ضرباتها الجوية سوريا حيث تقول إنها تستهدف مواقع لعناصر موالية لإيران.
وذكرت قناة المنار اللبنانية التابعة لحزب الله المدعوم من إيران أن "طائرات العدو الإسرائيلي أقدمت عند الساعة 12,40 دقيقة من فجر الخميس على تنفيذ غارتين استهدفتا منطقة الدمشقية في خراج بلدة المحمودية جنوب لبنان".
من جهتها، أكدت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية الرسمية الغارات من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
من جانبه اعتبر حازم قاسم المتحدث باسم حركة حماس في غزة في بيان صحافي ان "القصف الصهيوني الهمجي على لبنان الشقيق، يعد عدوانا سافرا وسلوكا إرهابيا يعكس سياسة العربدة الصهيونية ضد كل مكونات الأمة وشعوبها".
وتابع أن "العدوان الصهيوني الذي يواصل استفزازه وعربدته على الأمة، يلزمه توحيد كل الجهود، وتجميع الطاقات لمواجهته، ولجم عدوانه، ووضع حد لسلوكه الإرهابي".
وردت إسرائيل على الصواريخ التي أطلقت من لبنان بقصف مدفعي وتنفيذ ثلاث غارات خلال ساعتين.
وقال الجيش اللبناني إن إسرائيل أطلقت 92 قذيفة مدفعية سقطت في جنوب لبنان وتسببت بحرائق في الغابات في ظل موجة الحر التي تشهدها المنطقة. لكن لم ترد معلومات عن إصابات.
وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب أن "هذا العدوان الجديد والخطير يشكل تهديدا كبيرا للهدوء على حدود لبنان الجنوبية".
- وقف إطلاق النار -
جاء التصعيد بين الجانبين بالتزامن مع إحياء اللبنانيين الذكرى السنوية الأولى للانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت وأدى إلى سقوط 214 قتيلا وأكثر من 6500 جريح وتدمير أحياء عدة في العاصمة اللبنانية.
واستقالت الحكومة اللبنانية آنذاك في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي ولم تشكل وزارة جديدة منذ ذلك الحين على الرغم من تفاقم انهيار الوضع الاقتصادي.
وحذر غانتس من تصدير أزمة لبنان إلى الحدود وقال في وقت سابق "لن نسمح للأزمة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في لبنان بأن تتحول إلى تهديد أمني لإسرائيل".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه "يعتبر لبنان مسؤولا عن جميع الأعمال التي تحدث داخل أراضيها ويحذر من محاولات أخرى للإضرار بالمدنيين الإسرائيليين وسيادة إسرائيل".
ودعا وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى توجيه "رسالة قوية" إلى قوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) والمنتشرة عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية على ما أعلنت وزارته.
ودانت واشنطن من جهتها إطلاق النيران على إسرائيل. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس "ندين الهجمات بالقذائف التي تشنها جماعات مسلحة متمركزة في لبنان على إسرائيل. وعبّرنا عن موقفنا بأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها".
واضاف "سنواصل مراقبة الوضع"، مؤكدا حثّ الادارة الاميركية المسؤولين الاسرائيليين واللبنانيين على "تهدئة الوضع".
تنتشر اليونيفيل في لبنان منذ 1978 وتتولى منذ 2006 مراقبة الحدود بين بيروت وتل أبيب بالتنسيق مع الجيش اللبناني والسهر على تطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي والذي أقر بعد حرب دارت بين إسرائيل وحزب الله في صيف ذاك العام.
وحث قائد قوات اليونيفيل ستيفانو ديل كول الطرفين على "وقف إطلاق النار وممارسة أقصى درجات ضبط النفس". وقال ديل كول في بيان إنه "على اتصال مباشر مع الطرفين".