الدكتورة وفاء الخضرا
هذه قصة "بوست الأضحية" الذي أطاح بوفاء الخضرا من اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية
أثار منشور على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، لعضو اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية الدكتورة وفاء الخضرا، جدلا واسعا واستهجان كبير في المجتمع الأردني، تحدثت فيه عن شعيرة ذبح الأضحية في العيد، وأن الدين الإسلامي بريء من هذه الطقوس.
وأضافت في منشورها إن "العيد يستحق الاحتفال عندما شكل من أشكال الحياة أو ننقذها من العبث وفوضى البقاء، وليس بالضرورة عندما نخطف حياة أو نبيدها ونضحي فيها، بسبب طقوس تفتقر للرحمة والرأفة"، الامر الذي أثار حفيظة وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة، الذي نشر على صفحته الشخصية بموقع فيس بوك، الخميس، وقال إن "تعظيم شعائر الله وفهمها يحتاج الى قلوب عامرة بالتقوى والايمان".
أما دائرة الإفتاء العام فقد أكدت في بيان لها، الخميس، أنه لا يجوز لمن لا يدرك المعاني السامية للأضحية، أن تقوده العاطفة الخادعة، والانسياق وراء المزاج الواهم، لإطلاق صوت نشاز يثير الفتنة في المجتمع بانتقاد شعيرة من شعائر الله لشبهة طرأت على ذهنه.
إلى أن شعيرة الأضحية من شعائر الله العظيمة، التي تتضمن معاني التضحية في سبيل الله، وتعزيز قيم التكافل الاجتماعي، والتعاون بين الناس من خلال الحفاظ على النفس البشرية وإطعام الفقراء والمحتاجين ونشر المحبة بين الناس لقوله تعالى (لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ) .
وأوضحت الدائرة أن الإسلام هو دين الرحمة والرفق اللذين أوجبهما الله تعالى ونبيه الكريم في التعامل مع جميع عناصر الحياة، فقال صلى الله عليه وسلم " إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة، وليُحدَّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته" صحيح مسلم.
وطالب ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن اطلقوا وسمين هما #إقالة_وفاء_الخضرا و #شو_بصير_يا_سمير، طالبوا رئيس اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية العين سمير الرفاعي، بإقالة الدكتورة وفاء الخضرا من اللجنة.
بدوره قال الناطق الرسمي باسم اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية الدكتور مهند مبيضين، إن عضو اللجنة الدكتورة وفاء الخضرا قدمت استقالتها وتم قبولها من رئيس اللجنة العين سمير الرفاعي.
الرفاعي وبحسب مصادر قالت لرؤيا، وقبل قبول استقالة الخضرا، يوم الجمعة مساءً، إنه وجه رسالة إلى أعضاء اللجنة، أكد فيها على ثوابت عمل اللجنة وميثاق الشرف الذي جرى التوافق عليه، والذي قال إنه يشهد خروقات من خلال ما يقوم به بعض الأعضاء لدى تعبيرهم عن آرائهم وتواصلهم مع الرأي العام، مشددا على المضامين وتجنب الإساءة والمساس للمعتقدات والثوابت الدينية والعادات والتقاليد والقيم.
من جهتها قالت الناقدة الأردنية زليخة أبو ريشة، إن "الأضحية للحاج في أرض الحج شعيرة.. وخارج الحج ليست بشعيرة"، معتبرة وجود الخضرا في أي مؤسسة أو هيئة أو مجلس مكسب للمؤسسة والهيئة واللجنة لا العكس.
وتابعت في منشور لها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، "أما لماذا لا يقارَن ذبح الأضاحي في الأماكن العامة وأمام المساكن، بما يحدث في المسالخ، لأن المسالخ تقوم بالمهمة في شروط نظافة، وبعيداً عن الأنظار. أما ممارسات المسلمين فتتم أمام الجميع من أطفال وراشدين نباتيين وضعاف قلوب، ومناهضين لقتل الحيوان.
وأضافت إنه عدوان صريح على الفضاء العام وقيمه، وإحياء لقيم الذبح، التي شهدنا انتقالها إلى ممارستها ضد الإنسان. وإن مجرد تخيّل أن في يد كل مسلم َمن المليار الآن مديةً ينحر بها كائناً حياً لهي صورة مرعبةٌ بلا شك، وهذا حريٌّ أن يجعل الفقه الحديث والقانون الحديث ينهضان بمهمتهما في منع الذبح الفردي، وتحويله إلى المسالخ، أو الإفتاء بالتبرع المالي وإنفاقه على ما يصلح به حال الناس، في الظروف الراهنة.
وختمت وأخيراً فلتصمت الألسن والأقلام التي تحاول النيل من هذه القامة العالية في العلم والأخلاق، حيث ليتهم ينالون من علمها وخلقها ذرة رمل. "