جانب من الحرائق التي تسبب بها جيش ميانمار في قرية "كين ما"
المجلس العسكري في ميانمار يحرق قرية بالكامل.. النيران التهمت الحيوانات والمنازل والأهالي يهربون
أحرقت قوات المجلس العسكري في ميانمار، الأربعاء 16 يونيو/حزيران 2021، معظم قرية "كين ما" وسط البلاد؛ في محاولة لقمع المقاومة المحلية ضد الانقلاب العسكري، وذلك وفق ما نقلته وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية عن وسائل إعلام محلية وشهود عيان.
إذ أظهرت صور ومقاطع مصورة نُشرت على نطاق واسع بوسائل التواصل الاجتماعي، أجزاء كبيرة من القرية وقد دمرتها النيران، وتظهر بها جثث الحيوانات المتفحمة. وقال أحد سكان القرية للوكالة الأمريكية عبر اتصال هاتفي، إن "10 منازل فقط من بين 237 منزلاً بقيت قائمة".
انتقام قوات الأمن
أضاف القروي، الذي طلب عدم ذكر اسمه؛ خوفاً من انتقام قوات الأمن، أن "معظم السكان فروا بالفعل عندما أطلق الجنود النار على القرية، قبل ظهر الثلاثاء".
أشار إلى أنه يعتقد أن "القوات كانت تبحث عن أفراد من المقاومة المحلية في القرية، التي تم إنشاؤها للتصدي لقوات المجلس العسكري والشرطة".
أوضح: "أنذرت قوة دفاع القرية الأهالي قبل وصول القوات، ولم يتبق سوى 4 أو 5 أشخاص في القرية عندما بدأوا في تفتيش المنازل، وعندما لم يعثروا على شيء، بدأوا في إشعال النار بالمنازل". وتابع: "هناك بعض الغابات بالقرب من قريتنا، هرب معظمنا إليها".
قال القروي إنه يعتقد أن "هناك 3 قتلى، بينهم صبي أصيب برصاصة في الفخذ، وزوجان مسنان لم يتمكنا من الفرار"، غير أن تقارير إعلامية عديدة ذكرت أن الزوجين مفقودان.
العودة إلى القرية
عند سؤاله عما إذا كان يعتزم العودة إلى القرية، قال: "لا نجرؤ على ذلك، فالأمر لم ينته بعد، وحتى لو عُدنا إلى قريتنا، فلا مكان نبقى فيه"، مضيفاً: "كل شيء احترق".
الإثنين، أعلنت الأمم المتحدة أن 861 امرأة وطفلاً ورجلاً على الأقل قُتلوا في جميع أنحاء ميانمار منذ الأول من فبراير/شباط، بينما أصيب آلاف آخرون.
مطلع فبراير/شباط 2021، نفذ قادة بالجيش في ميانمار انقلاباً عسكرياً تلاه اعتقال قادة كبار في الدولة، بينهم الرئيس وين مينت، والمستشارة أونغ سان سوتشي.
من جانبه قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة السفير فولكان بوزكير، الثلاثاء، إن "النظام القائم على الوحشية وإراقة الدماء في ميانمار لا يمكن استمراره".
جاء ذلك في مناقشة عبر تقنية الاتصال المرئي، لأعضاء الجمعية العامة (193 دولة) بشأن الوضع في ميانمار، وتداعياته على أقلية الروهينغا.
قلق بسبب ما يحدث في ميانمار
أثنى بوزكير على "حكومة بنغلادش، والبعثات الدائمة لتركيا وكندا والسعودية، والمركز العالمي لمسؤولية الحماية، لعقد هذا الحدث".
أعرب عن "القلق الحاد بشأن الحالة بميانمار، في ظل الاضطرابات السياسية الأخيرة بهذا البلد". ولفت بوزكير إلى ضرورة "عدم نسيان محنة مسلمي الروهينغا والأقليات الأخرى".
أكد "أهمية وصول المساعدات الإنسانية غير المقيد إلى ولاية راخين ومناطق أخرى بميانمار". وأردف: "نتيجة لتدهور الوضع السياسي، تتزايد الاحتياجات الإنسانية في ميانمار حيث نزح نحو 46 ألفاً بالجزء الجنوبي الشرقي من ميانمار بين أبريل/نيسان ومايو/أيار الماضيين، بسبب النزاع وانعدام الأمن".
عبَر نحو مليون لاجئ من الروهينغا، معظمهم من النساء والأطفال، إلى بنغلادش بعد أن شنت قوات ميانمار حملة قمع وحشية ضد الأقلية المسلمة في أغسطس/آب 2017.