ارشيفية
تقرير: كورونا يتلف الدماغ ولا تتوقف إصاباته على الرئتين
كشف تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، أنه في حالات عديدة لا يؤثر الفيروس في القلب والرئتين فقط، بل "يصيب الجهاز العصبي" بطرق مختلفة.
حيث لاحظ الأطباءُ أنّ آثار وأعراض الفيروس "لا تقتصر على إحداث الضرر بالجهاز التنفسي فحسب"، إذ يُظهر بعض المصابين شكلاً نادراً من "تلف الدماغ، وفقدان حاستي الشم والتذوق، والنوبات، وحالات الهلوسة"، وهو ما انعكس في تسجيل الأطباء ارتفاعاً في المشكلات العصبية، مثل التهابات الدماغ، والهلوسة، وفقدان حاستي الشم والتذوق، لكنه من غير المعلوم إلى الآن، ما إذا كان حدوث الأعراض بسبب "تسلل الفيروس إلى الجهاز العصبي، أم إثر استجابة الجسم المناعية للعدوى".
وشخّص الأطباء أحد المرضى من اليابان الذين عانوا نوبةً بمشكلة في الدماغ، وأفاد آخرون بحالات هلوسة سمعية وبصرية، وفقدان بعض الحواس، ويعدُّ العامل المشترك بين هؤلاء هو أنهم جميعاً ضمن الحالات المشتبه بها، أو المؤكدة بفيروس كورونا.
وتكمنُ أهمية التقارير، المُسجّلة في تسريع التشخيص، لتفادي مخاطر جهل الناس بالأعراض العصبية، إذ يقول بعض المرضى إنهم كانوا يخرجون إلى الأماكن العامة نتيجة لقلة وعيهم بها، ما يعرّض حياة الآخرين للخطر، كما ستحفّز ملاحظات الأطباء البحث في قدرة الفيروس على دخول الدماغ، والمدة التي تستمر فيها الأعراض العصبية، وما إذا كان الشفاء التام ممكناً.
وفي أواخر مارس (آذار)، لاحظت دوانترينا رسل، 47 عاماً، في أثناء وجودها بالعزل المنزلي، أنها "لا تستطيع شمّ" المبيّض الذي كانت تستخدمه لتعقيم حمامها، ومنذ ذلك الحين، تراجعت معظم أعراض (كوفيد 19) لديها، بما في ذلك الحمّى والسعال، لكنها ما زالت لا تستطيع شمّ الأشياء، عدا روائح معينة مثل منتجات التنظيف أو الطعام إذا كانت قريبة.
ربما تستغرق الأعراض فترة طويلة حتى تظهر، ويشير بعض الدراسات والتجارب إلى أنّ العدوى على المدى الطويل "قد تزيد خطر الإصابة باضطرابات عصبية"، مثل مرضَيِّ ألزهايمر وباركنسون، وهي فرضية ما زالت "محل نقاش" في أوساط علماء الأعصاب والأطباء.
وأظهرت دراسة أجراها أطباء في مدينة ووهان الصينية على 214 مصاباً، أن أكثر من ثلثهم "يعاني أعراضاً عصبية"، مثل الدوار، والصداع، وضعف الإدراك، وإصابة العضلات الهيكلية، وفقدان حاستي الشم والتذوق.
وتوثّق الورقة المنشورة في مجلة الجمعية الطبية الأميركية، أن تأثير الفيروس في وظائف الجهاز العصبي "نادرة"، لكنها أكثر خطورة في ما يتعلق بالنوبات والسكتة الدماغية.
وليس الفيروس التاجي الجديد هو المعروف وحده بتأثيره في الجهاز العصبي، إذ أظهرت الأبحاث على البشر والحيوانات أنّ الفيروسات غير التاجية، مثل فيروس نقص المناعة البشرية، والحصبة، وبعض سلالات الإنفلونزا يمكن أن تصيب الدماغ أو تؤثر في وظيفته، كما أظهرت الدراسات المخبرية أن الفيروسات التاجية الأخرى يمكن أن تصيب الخلايا العصبية.
وبناءً على نتائج التجارب على الحيوانات، يفترضُ بعض أطباء الأعصاب أن بعض مشكلات التنفس المميتة لدى حالات كورونا "قد تكون بسبب العدوى المباشرة"، والخلل اللاحق في جذع الدماغ الذي يشارك في عملية التنفس.
ويقول فلوريان توماس، رئيس قسم الأعصاب في المركز الطبي بجامعة هاكنساك في نيو جيرسي، إنهم يعملون على فهم المظاهر العصبية "لعدوى السارس."
وفي الولايات المتحدة، يطلب واضعو السياسات ومسؤولو الصحة العامة، من المرضى تجنُّب الذهاب إلى المستشفى، إلا في حالات ظهور أعراض الحمّى، والكحة، والسعال المستمر، أو صعوبة التنفس، بينما يطالب أطباء الأعصاب بتوسيع الرسالة لترفع وعي المرضى بأعراض الدماغ المصاحبة.
إذ يمكن أن تشير أعراض، مثل الارتباك "confusion" أو صعوبة الكلام، أو التنميل على جانب واحد من الجسم، (الشعور بفقدان الإحساس به)، إلى "سكتة دماغية وشيكة"، قد تؤدي إلى تلف دائم في الدماغ، إذا لم تُعالج خلال فترة زمنية معينة.
ويعدُّ مصابو كورونا من الفئات المعرضة لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية بسبب دور الفيروس في تخثر الدم، ويراقب الأطباء في المستشفيات الأميركية المصابين، ويخضعونهم لفحوص دورية، لاكتشاف أي أعراض أو مشكلات عصبية قبل تطوّرها.
وحسب منظمة الصحة العالمية، تشمل أعراض (كوفيد 19)، الحمّى، والسعال، ومشكلات التنفس، وتصل في ذروتها إلى الالتهاب الرئوي الحاد، ويُثار، أخيراً، التساؤل حول ما إذا كانت المنظمة ستعدُّ المشكلات العصبية مؤشراً إضافياً ينذر بخطر الإصابة أم لا؟