مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

كلود غاتي

Image 1 from gallery

لقد أخرجوني من التابوت.. فرنسي يروي صراعه الرهيب مع كورونا

نشر :  
07:24 2020-04-16|

كلود غاتي رجل فرنسي يروي كيف انقلبت حياته رأسا على عقب عندما دخل المستشفى يوم 14 آذار الماضي بعدما أصيب بفيروس كورونا "كوفيد-19".

وانطلقت مجلة "لنوفيل أوبسيرفاتور" الفرنسية في سرد محنة الطبيب البيطري الكورسيكي الذي خرج من الإنعاش بعد شهر يئس خلاله من الحياة، فقد كان يقول لنفسه "سأموت قريبا، لقد تقبلت ذلك بمرارة، فكرت في أطفالي وكل من تركتهم ورائي".


وقبل بضعة أيام –كما تروي المجلة- كان هذا الرجل (67 عاما) يتدرب في جوقة للمشاركة في احتفال ديني، عندما التقى اثنين من الفرقة عائدين من تجمع حاشد في مدينة ميلوز، وهم لا يعلمون أن هذه المدينة أصبحت أحد المراكز الرئيسية لوباء كوفيد-19، وأنهم ينقلون الفيروس إلى كلود غاتي.

وفي 17 مارس/آذار الماضي، اتصل غاتي بأسرته ليودعهم، معتبرا أن فرص بقائه على قيد الحياة ضئيلة. ويحكي قصته "قلت لنفسي: حسنا، سأموت، والباقي هو أن أعرف كيف؟ ومتى؟ وبأي معاناة؟ ما دمت سأموت بسرعة الآن، فقد انتهى الأمر".

وكان غاتي يتابع من حوله عنف هذا الصراع اليائس بين الحياة والموت في العناية المركزة، ويقول "الأمر مخيف، فأنت ترى الشخص ثم ترى آخر مكانه لأن الأول مات، هناك طوفان من المرضى لا يتوقف".


وقالت المجلة إن غاتي بقي في غيبوبة عميقة لمدة ستة أيام، ولكنه كان متشبثا –كما يقول- "بأمل ضئيل للخروج من هذه الحالة، بدأت أستعمل يدي أرفع واحدة ثم الأخرى، محاولا لمس ركبتي، كنت أفكر في أنه إذا كانت لدي فرصة للعيش، فيجب أن أكون قادرا على المشي واستعادة مشاعري".

 واليوم تقول المجلة غادر كلود غاتي مركز إنعاش مدينة أجاكسيو (في جزيرة كورسييكا)، ولكن عليه أن يبقى أسبوعين آخرين في المستشفى لإعادة التأهيل، علما أنه ثاني مريض يغادر هذا المكان.

ومع أن غاتي يستطيع المشي، فإنه ما زال يترنح قليلا، ويشعر بأن عليه تعلم كل شيء؛ تعلم كيفية الكتابة والمشي والوقوف، "لم أكن أعتقد أن الأمر يمكن أن يكون بهذه الصعوبة".

لم يعد جنون العظمة والهذيان يعاودان غاتي، مع أنه ما زال –كما يقول- يجد صعوبة في التذكر، خاصة أن المرض والإنعاش أثرا كثيرا على دماغه.

ورغم هذه المحنة، يفرح غاتي كل صباح بمشاهدة الشمس، ورؤية صباح يعتقد أنه ما كان ليراه، قائلا "الحياة مأساوية لكنها جميلة، عليك أن تتذوقها كل يوم".