ارشيفية
كورونا أنهك الاقتصاد العالمي الهش في شهرين وملامح الانكماش تلوح بالافق.. فيديو
مع اتساع نطاق انتشار الفيروس وتخطيه مدينة ووهان الصينية البالغ عدد سكانها 11 مليونا في بداية شهر كانون الثاني للعام 2020 ، قررت الصين فرض الحجر الصحي على المدينة و أرغمت مئات المصانع على إبقاء أبوابها مغلقة بعد انقضاء عطلة رأس السنة الصينية،
وهنا بدأت معاناة الاقتصاد العالمي، فكان قطاعا السياحة والنقل أول المتضررين من تبعات الوباء الجديد في وقت منعت دول عدة دخول مواطنين قادمين من الدولة الآسيوية.
وفي نهاية كانون الثاني ، شهدت الأسواق المالية العالمية من شنغهاي إلى وول ستريت أول حالة تخبط ، مع تراجع أسعار المواد الأولية التي تستوردها الصين بكميات كبيرة، فهبطت أسعار النفط بين منتصف الشهر ذاته وحتى مطلع شهر شباط بنحو 20%.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فمع تصاعد الأزمة، واجهه صناعيون في جميع أنحاء العالم صعوبات في التزود بالقطع والمكونات التي ينتجها الصينيون لأن مدينة ووهان هي منصة لوجستية وصناعية للعديد من المجموعات الدولية، ما ادى الى اغلاق شركات كبرى مصانعها مؤقتا.
هنا تضاعف حجم الخطر على الاقتصاد العالمي ، وبدأ القلق يعم البورصات، إلى أن شهد الأسبوع الأخير من شباط انهيارا، مع تراجع المؤشرات في أوروبا والولايات المتحدة بأكثر من 12%، وهو ما لم يشهده العالم منذ أزمة 2008-2009 حين دخل الاقتصاد العالمي مرحلة انكماش.
وإزاء مخاطر الانكماش التي بدأت تلوح، أعلنت التعبئة لحماية الاقتصاد من تبعات الفيروس. فأعلن الاحتياطي الفدرالي الأميركي في خطوة مفاجئة في 3 آذار خفض معدلات فائدته الرئيسية، وضخت الصين سيولة في اقتصادها، فيما سعت إيطاليا وألمانيا وفرنسا لدعم شركاتها.
أما الاسواق التجارية فشهدت حالة ارباك مع ارتفاع حجم الاستهلاك وتهافت المواطنين في دول انتشر فيها الفيروس على شراء السلع لدرجة أفراغ رفوف اسواق من المواد الأساسية.
شركات الطيران علقت مئات الرحلات، وخلت الطائرات من الركاب أو بقيت مسمرة على المدارج وحذرت الجمعية الدولية للنقل الجوي في 5 آذار بأن الفيروس سيكلف القطاع أكثر من مئة مليار دولار.
قطاع النفط شهد صدمة كبرى وانهارت الأسعار وقاربت في جلسة يوم التاسع من آذار حاجز 30 دولارا للبرميل في هبوط غير مسبوق منذ حرب الخليج الأولى عام 1991، وذلك بعد فشلت أوبك وروسيا في التوصل إلى اتفاق لخفض إنتاجها بهدف تثبيت الأسعار، ما حمل السعودية على إطلاق "حرب اسعار". وتلا ذلك انهيار في بورصات الاسواق العالمية والخليجية في هبوط غير مسبوق منذ 2008 وهو ما عرف بالاثنين الأسود.
واليوم في الحادي عشر من شهر آذار الحالي تلقى الاقتصاد أول اشارة ايجابية منذ شهرين، مع سماح الصين لشركات تعمل بقطاعات الخدمات والصحة والغذاء والانتاج الزراعي في مدينة ووهان التي سجلت أول ظهور للفيروس الجديد باستئناف أنشطتها، فيما يبقى استمرار المخاطر على الاقتصاد العالمي مرهونا بمدى استمرار انتشار فيروس كورونا عالميا والإجراءات التي تتخذها الدول للسيطرة عليه.