ارشيفية
هذه أكثر الأوبئة فتكا في تاريخ البشرية
انتشرت السلالة الجديدة من فيروس "كورونا"، التي نشأت في مدينة ووهان الصينية، في جميع أنحاء آسيا تقريبا، ووصلت إلى الولايات المتحدة وأوروبا.
وعلى الرغم من أن أعراضها شبيهة بنزلة البرد العادية، مثل سيلان الأنف والصداع والحمى والتهاب الحلق، لكن هذا الفيروس في الواقع أكثر فتكا من نزلات البرد.
وأودى الفيروس بحياة 132 شخصا مع وجود أكثر من 6 آلاف حالة مؤكدة في بلدان حول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة واليابان وتايلند وألمانيا وفرنسا.
وتوجد مخاوف بأن تصل الإصابة بالفيروس القاتل إلى نحو 100 ألف حالة في جميع أنحاء العالم، وسط عدم تحديد الطرق الدقيقة التي تنتقل بها سلالة "كورونا" الجديدة، ورغم ذلك، لم تعلن منظمة الصحة العالمية حتى الآن حالة طوارئ عالمية.
في حين أن الفيروس الذي يشبه السارس، والمعروف باسم 2019-nCoV، أصبح سريعا سببا دوليا للقلق، إلا أنه ما يزال بعيدا عن حالات الأوبئة التي ضربت العالم في الماضي، والتي دمرت بلدانا بأكملها وأودت بحياة الملايين.
اقرأ أيضاً : من الأكثر عرضة للإصابة بفيروس "كورونا" الجديد؟
ولدينا نظرة فاحصة على أسوأ الفيروسات الوبائية حتى الآن:
-الطاعون الأنطوني:
بدأت حالة الطاعون الأنطوني، أو كما تعرف بطاعون الأباطرة الأنطونيين، في عام 165 ميلادي، عندما اندلعت حالة مبكرة من مرض الجدري في الهون (مجموعة من الرعاة الرحل)، الذين نقلوا العدوى إلى الألمان، والذين بالتالي نقلوها إلى الرومان المنتشرين في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية.
وشهد غالين، وهو طبيب يوناني، تفشي المرض وسجل أعراضه المتمثلة في الإسهال الأسود، الذي يشير إلى نزيف الجهاز الهضمي، والسعال المكثف، والنفس ذي الرائحة الكريهة، وطفح جلدي أحمر وأسود في جميع أنحاء الجسم.
وقُدر إجمالي عدد الوفيات بنحو 5 ملايين، وتسبب المرض في وفاة ما يصل إلى ثلث السكان في بعض المناطق، ودمر الجيش الروماني.
واستمر هذا الطاعون حتى عام 180 ميلادي تقريبا، وأشار المؤرخون إلى أن الإمبراطور ماركوس أوريليوس كان أحد ضحاياه.
-الطاعون الأسود:
اندلعت موجة الموت الأسود من عام 1346 إلى عام 1353، في أوروبا وإفريقيا وآسيا، حيث يقدر عدد القتلى بين 75 مليونا و200 مليون شخص.
ويعتقد أن هذا الوباء نشأ في آسيا، وانتشر على الأرجح عن طريق البراغيث التي كانت في الفئران التي تعيش على متن السفن التجارية.
واستغرق الأمر ما بين عشرة إلى أربعة عشر يوما قبل أن يتسبب الطاعون في مقتل معظم مستعمرة الفئران المصابة.
وفي ذاك الوقت، وبعد ثلاثة أيام من الصيام، تحولت براغيث الفئران الجائعة إلى البشر، حيث تؤدي لدغاتها إلى حدوث تورم، غالبا ما يكون في الفخذ أو الإبط أو الرقبة.
وتستغرق العدوى من ثلاثة إلى خمسة أيام لاحتضان الأعراض قبل ظهور المرض، وفي غضون ما بين ثلاثة إلى خمسة أيام متوالية، مات الضحايا بنسبة 80%.
-الأنفلونزا الآسيوية:
كانت الإنفلونزا الآسيوية بمثابة تفش وبائي لفيروسات الإنفلونزا (أ)، من النوع الفرعي H2N2 الذي نشأ في الصين عام 1956، واستمر حتى عام 1958.
وفي الأشهر القليلة الأولى، انتشر في جميع أنحاء الصين ومناطقها، ولكنه بحلول فصل الصيف، وصل إلى الولايات المتحدة، حيث أصاب في البداية قلة قليلة نسبيا من السكان.
وبعد عدة أشهر، وقع الإبلاغ عن العديد من حالات الإصابة بالفيروس، وخاصة في الأطفال الصغار والمسنين والحوامل.
وتختلف تقديرات عدد القتلى حسب المصدر، لكن منظمة الصحة العالمية تقدر الحصيلة النهائية بنحو مليونين و69800 شخص، في الولايات المتحدة وحدها، ناهيك عن باقي الدول الآسيوية والأوروبية التي شهدت تفشيا للفيروس.
-حمى زيكا:
يعرف فيروس زيكا بأنه من جنس الفيروسات المصفرة المنتقلة، في المقام الأول، عبر البعوض الماص للدماء مثل البعوضة الزاعجة المصرية، وتشمل أعراضه الحمى والطفح الجلدي وآلام المفاصل واحمرار العينين.
وفي آيار 2015، وقع الإبلاغ عن أول انتقال محلي لفيروس زيكا في البرازيل، حيث يعتقد الباحثون أنه انتقل خلال سباق للزوارق في بطولة World Sprint في أغسطس 2014، والتي عقدت في ريو دي جانيرو.
واجتذبت البطولة مشاركين من 4 دول في المحيط الهادئ، بما في ذلك بولينيزيا الفرنسية، ما أتاح انتقال العدوى الفيروسية.
وسرعان ما انتشر الفيروس وأصاب أكثر من 1.5 مليون شخص في 68 دولة، وذلك بفضل قدرة البعوض على الازدهار في حياة المدينة، داخل القمامة وخنادق المياه المفتوحة، والمصارف المسدودة، والمساكن المزدحمة.
وكان الفيروس مرتبطا أيضا بآلاف الأطفال في البرازيل الذين يولدون مصابين بالصرع الجزئي، وهو اضطراب عصبي حيث يعاني الطفل من اختلاف في المخ ورأس صغير بشكل غير طبيعي.
وكان هناك أيضا عدد متزايد من حالات الإملاص والإجهاض لدى الأمهات المصابات بالفيروس، فيما واجه الأطفال الذين بقوا على قيد الحياة عجزا فكريا وتأخرا في النمو.
-انفلونزا هونغ كونغ:
منذ أول حالة وقع الإبلاغ عنها في 13 تموز 1968 في هونغ كونغ، استغرق الأمر 17 يوما فقط قبل أن يتم الإبلاغ عن تفشي هذا الفيروس، الذي يشار إليه باسم انفلونزا هونغ كونغ، في سنغافورة وفيتنام، وفي غضون ثلاثة أشهر امتد إلى الفلبين والهند وأستراليا وأوروبا والولايات المتحدة.
وفي حين أن معدل الوفيات في عام 1968 كان منخفضا نسبيا، إلا أن الفيروس أدى إلى وفاة أكثر من مليون شخص، بمن فيهم 500 ألف من سكان هونغ كونغ نفسها، أي ما يقرب من 15% من سكانها في ذاك الوقت.