ارشيفية
تقرير بريطاني: فيروس كورونا القاتل هرب من مختبر بيولوجي صيني
طرح تقرير في صحيفة ديلي ميل احتمالية مثيرة، وهي أن يكون فيروس كورونا الجديد -الذي قتل 41 شخصا حتى الآن في الصين- قد تسلل من مختبر بيولوجي صيني ليتسبب في هذا التفشي المخيف.
ووضعت السلطات الصينية 1200 من المسعفين رهن الاستدعاء في مدينة ووهان فقط، في حين أعلنت اللجنة الوطنية للصحة في الصين ارتفاع حصيلة الوفيات في البلاد جراء الإصابة بالفيروس إلى 41 شخصا، ووصول حالات الإصابة المؤكدة إلى 1287 شخصا في 30 إقليما حتى اليوم السبت، منها 500 حالة في ووهان.
وقالت الكاتبة ناتالي راهال في تقريرها الذي نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية إن علماء حذروا في عام 2017 من أن فيروسا يشبه متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد "سارس"، يمكن أن ينتشر خارج مختبر أُنشئ في ذلك العام في ووهان الصينية، لدراسة بعض أخطر مسببات الأمراض في العالم.
وأضافت الكاتبة أن الصين أنشأت أول مختبر حيوي من جملة خمسة إلى سبعة مختبرات مخطط لها، وهي مصممة لتوفير أقصى درجات الأمان في ووهان عام 2017، بغرض دراسة مسببات الأمراض الأكثر خطورة، بما في ذلك فيروس الإيبولا ومتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد.
وفي تصريح أدلى به لمجلة "نيتشر" في ذلك العام عندما كان المختبر على أعتاب الافتتاح، أفاد مستشار ماريلاند للسلامة الأحيائية تيم تريفان بأنه قلق من أن ثقافة الصين ستجعل المعهد غير آمن، ذلك لأن "الهياكل التي يشعر كل فرد فيها بحرية التحدث ومشاركة المعلومات مُهمة".
ووفقا لمقال في مجلة "نيتشر"، فقد تسرب فيروس سارس عدة مرات سابقا من مختبر في بكين.
مختبر ووهان
وأفادت الكاتبة بأن مختبر ووهان الوطني للسلامة الأحيائية يقع على بعد حوالي 32 كيلومترا من سوق هوانان للمأكولات البحرية، ويعتقد أن السوق هو بؤرة تفشي الفيروس، وتساءل البعض عما إذا كان وجوده قريبا من مختبر ووهان الوطني للسلامة الأحيائية مجرد مصادفة، لكن المجتمع العلمي يعتقد حاليا أن الفيروس تحور عبر البشر وانتقل إليهم من خلال اتصال الحيوان بالإنسان في السوق.
لكن "في هذه المرحلة، لا يوجد سبب يدعو إلى إثارة الشكوك" بشأن ما إذا كان للمنشأة أي علاقة بتفشي الفيروس، باستثناء كونها مسؤولة عن دراسة المادة الوراثية للفيروسات مما يسمح للأطباء بتشخيصها، بحسب ما صرح به الدكتور ريتشارد إيبرايت عالم الأحياء الدقيقة بجامعة روتجرز، لصحيفة ديلي ميل.
وبينت الكاتبة أنه تم إنشاء مختبر ووهان الوطني للسلامة الأحيائية الواقع في معهد ووهان لعلم الفيروسات، على أمل مساعدة الصين في المساهمة في إجراء أبحاث حول أخطر فيروسات العالم.
وكان المختبر الذي بُني عام 2015 لا يزال خاضعا لاختبارات السلامة، ولكنه كان على وشك أن يُفتتح في عام 2017. مثل هذا المختبر هو أول مختبر من نوعه في البلاد مصمم لتلبية معايير مستوى السلامة الأحيائية -4 (بي إس إل -4) وهو أعلى مستوى للأخطار البيولوجية، ويعني ذلك أن المختبر سيكون مؤهلا للتعامل مع أخطر مسببات الأمراض.
وأضافت الكاتبة أن من الضروري أن تكون المختبرات المصممة بحسب معايير مستوى السلامة الأحيائية -4، مجهزة ببدلات واقية محكمة الغلق أو مساحات عمل خاصة بـ"خزنة" مسؤولة عن احتواء الفيروسات والبكتيريا التي يمكن أن تنتقل عن طريق الهواء، في صناديق محكمة الغلق يصل إليها العلماء باستخدام قفازات متصلة عالية الجودة.
هناك حوالي 54 مخبرا مصمما حسب معايير مستوى السلامة الأحيائية -4 في جميع أنحاء العالم.
وفي حوار له مع مجلة "نيتشر"، ذكر مدير المختبر يوان زيمين أن مختبر ووهان الوطني للسلامة البيولوجية خطط لدراسة فيروس متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد. وفي يناير/كانون الثاني 2018، عمل المختبر على "إجراء تجارب عالمية على مسببات أمراض من مستوى السلامة الأحيائية -4"، وذلك بحسب ما كتبه غوتشان وو في مجلة السلامة الحيوية والصحة.
وبعد حدوث تسرب لفيروس متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد من مختبر آخر في عام 2004، عمل المسؤولون الصينيون على تحسين السلامة، وأيضا على توسيع قدرة البلاد على مواصلة دراسة الفيروسات ذاتها التي خرجت من مختبرها.
وحيال هذا الشأن، كتب غوتشان وو "بعد حادث تسرب مختبري لفيروس متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد عام 2004، بدأت وزارة الصحة الصينية بناء مختبرات حفظ مخصصة لمسببات الأمراض العالية المستوى، مثل فيروس متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد وفيروس كورونا وفيروس جائحة الإنفلونزا".
وأوضحت الكاتبة أنه ليس من الواضح ماذا أو أين تقع هذه المختبرات. والجدير بالذكر أن مختبر ووهان جُهز أيضا للقيام بالبحوث على الحيوانات. وفي عام 2017، أقر العلماء الذين تحدثوا إلى مجلة "نيتشر" بالفرصة التي يقدمها هذا المختبر لتطوير اللقاحات والعلاجات.
وتعتبر القواعد المخصصة للبحوث المتعلقة بالحيوان أقل صرامة في الصين مقارنة بالولايات المتحدة ودول غربية أخرى، مما يعني أن هذه الدراسات تعد أقل تكلفة وتواجه حواجز أقل يمكن أن تحد منها أو تبطئها؛ لكن ذلك كان مصدرا لقلق مستشار ماريلاند للسلامة الأحيائية تيم تريفان.
وأشارت الكاتبة إلى أن دراسة سلوك فيروس مثل كورونا الجديد وتطوير علاجات أو لقاحات له تتطلب إصابة قردة البحث بهذا الفيروس، وهي خطوة مهمة قبل إجراء الاختبارات على البشر، لكن الدكتور ريتشارد إيبرايت حذر من أنه لا يمكن التنبؤ بسلوك القرود، حيث قال "يمكن أن تركض، ويمكن أن تخدش ويمكن أن تعض"، ويمكن للفيروسات التي تحملها أن تنتقل إلى من لامستهم أقدامها وأظافرها وأسنانها.