ارشيفية
مسؤولة حكومية تصف وضع بنك الدم بالأردن بـ "القاتل"
نشرت وكالة الأنباء الأردنية تقريرا، اليوم الأربعاء تقول فيه إن قرارات الإحالة على التقاعد الاخيرة أفرغت بنك الدم الوطني من الكوادر الادارية والفنية المؤهلة، وسط تزايد الطلب على وحدات الدم، وفق مدير مديرية بنك الدم بوزارة الصحة الدكتورة آسيا العدوان.
وأكدت العدوان أن الوزارة "مطالبة بالتدخل ورفد المديرية بالكوادر الفنية المؤهلة لسد النقص الذي ستواجهه مع نهاية العام الحالي بسبب التقاعدات" التي وصفتها بـ "القاتلة".
وقالت، إن الوضع الذي سيؤول اليه بنك الدم الوطني وتحديدا "الشفت الليلي" يتلخص في المعاناة من نقص الكوادر البشرية الأمر الذي يتطلب تعويض هذا النقص بالكوادر كي لا تتراجع خدماته في وجه طالبيها.
وأوضحت أن وزارة الصحة قطعت شوطا كبيرا في مجال نقل الدم ليصبح بنك الدم اليوم مرجعا علميا وفنيا وتشريعيا لجميع بنوك الدم الإقليمية وبنوك الدم في مستشفيات المملكة كافة، مشيرة الى توصية مجلس وزراء الصحة العرب ضمن اعادة الهيكلة، بأن "يتبع البنك الى مكتب الوزير مباشرة لتحسين جودة المديرية خاصة أنها بحاجة لتزويدها بجهاز فصل الدم الأوتوماتيكي". وأشارت العدوان الى وضع بروتوكول موحد خاص بعملية نقل الدم وترتيب الاجراءات من خلال اصدار "الدليل الامثل لاستعمال مشتقات الدم"،لافتة الى أن بنك الدم الوطني يقوم بتأمين مستشفى البشير وخمسة وثلاثين مستشفى خاصا بالدم، مضيفة أن مديرية بنك الدم "لا تتوانى في تقديم التسهيلات للمحتاجين وخاصة ان بنك الدم يمتلك مخزونا استراتيجيا، ويتم تقديم وحدات الدم للمشمولين بالتأمين الصحي مقابل تسديد هذه الوحدات بوحدات أخرى،أما غير المشمولين بالتأمين فيتم بالإضافة الى تسديد وحدات الدم دفع مبلغ مالي عن كل وحدة بحسب تسعيرة التأمين الصحي، علما ان سداد وحدات الدم لا يكون فوريا وانما يعطى المتبرع فترة من الوقت".
وتعتمد مديرية بنك الدم ،وفق العدوان، على المتبرعين والحملات التي تنفذها عن طريق سيارات الدم المتحركة لتعزيز مخزون الدم، مشيرة الى ان نسبة المتطوعين الذين يتبرعون بالدم تصل الى 2ر3 بالمئة، وهي نسبة تعتبر عالية عالميا ،إذ يحصل المتبرع لثلاث مرات متتالية على تأمين صحي لمدة ستة شهور، كما يمكن للمتبرع الاستفادة من رصيده للأقارب من الدرجة الاولى. وبينت أن مديرية بنك الدم تمتلك مخزونا استراتيجيا خاصا لزمر الدم النادرة وهي قليلة في الأردن، ويتم العمل على آلية خاصة للمحافظة على هذه الاستراتيجية، لافتة الى تشجيع المتبرع الدائم من خلال ايجاد أجواء من الألفة معه وتقديره بتكريمه شهريا وسنويا باحتفاليات يتم فيها ايضا توزيع الشهادات التقديرية والهدايا.
وأشارت الى أنه يتم تزويد بنك الدم بنحو 85 وحدة دم يوميا من خلال الحملات اليومية الخارجية، فيما تبلغ حصيلة الحملات المنسقة التي يتم تنظيمها ثلاث مرات سنويا في محافظات المملكة الى نحو 500 وحدة، منوهة الى أن أكبر حملة زودت بنك الدم بالوحدات كانت من منطقة منشية بني حسن في محافظة المفرق.
وأكدت العدوان مأمونية الدم إذ لا يتم حفظ اي وحدات دم قبل فحصها والتأكد من سلامتها، كما ان للدم فترة صلاحية تتباين حسب نوع وحدة الدم، فالصفائح الدموية لا تحتمل أكثر من خمسة ايام مقارنة بالبلازما التي قد تحفظ لمدة سنة وفي درجات حرارة معينة، وحتى نتلافى انتهاء صلاحية الدم يتم تبادل وحدات الدم مع المستشفيات العسكرية ومستشفى الملك المؤسس ومركز الحسين للسرطان والمستشفيات الخاصة، موضحة أن الدم قد يفسد احيانا خلال التنقل الخاطئ ويتم التخلص منه بطرق صحية حال فساده في محرقة خاصة لأنه سائل بيولوجي ناقل للعدوى.
ونوهت أيضا إلى أنه في حال اكتشاف أي مرض في الدم عند المتبرع، يتم الرجوع الى بطاقته التي يسجل عليها اسمه ورقمه الوطني، كما لا يتم أخذ التبرعات من غير الاردنيين، لافته الى أن القانون الأردني يسمح لغير الأردني بالاستفادة من بنك الدم بدون التبرع او التعويض بوحدات الدم.
وقالت، إن من فوائد التبرع كشف الامراض المنقولة من خلال الدم ومعالجتها، حيث يتم رصد الاستهلاك للدم بشكل يومي، وعمل احصائيات للاستهلاك ومعرفة الامراض على مستوى المملكة أربع مرات سنويا، مشيرة إلى أن الاستهلاك اليومي للبلازما ووحدات الدم على مستوى المملكة بحدود 400 وحدة في شرق عمان، ونحو 250 وحدة في غرب عمان، كما ان الدم الذي لا يستخدم يتم ارجاعه، وهذا ما يسمى بالرصيد المسترجع.
الى ذلك، يروي مدير النشاطات الرياضية في كلية وادي السير الدكتور غسان نمر الذي يعتبر من أقدم المتبرعين الطوعيين في بنك الدم،تجربته في التبرع بالدم والتي بدأت في العام 1982، معتبرا انها تجربة مميزة على الصعيد الفردي في استمراريته بالتبرع بالدم، وعلى صعيد العمل الجماعي، حيث يقدم البنك خدمات لإسعاف الطلبة في كثير من المواقف الحرجة للطلبة وذويهم.
واكد نمر تطور النشاط الفردي لديه في عملية التبرع بالدم، ليصبح ضمن مشروع سنوي بحيث يتم تنظيم حملتين على مدار العام ضمن مبادرة مؤسسية، يزود فيها بنك الدم بما يقارب من 100-150 وحدة دم سنويا.
ويقترح المتبرع نمر، إطلاق مشروع "مليونية وحدة دم" بتعاون شبابي على مستوى المحافظات، على أن يكون برعاية إعلامية. ويصف المتبرع إلياس الشيشاني، المرة الأولى لتبرعه بالدم عام 1979 بقوله "شعرت براحة مبهجة لن أنساها مدى الحياة دفعتني للتبرع كل 6 شهور مرة، حيث وصل مجموع ما تبرعت به الى اكثر من 70 مرة".
ويتابع، "في عام 2011 عندما توليت رئاسة لجنة المجلس العشائري الشيشاني، بدأت انتقل من التبرع الفردي الى الجماعي، وأصبحت أقوم بتنظيم حملات جماعية مرتين سنويا"، لافتا الى أن "اكبر حملة نظمها كانت مخصصة لأهلنا في غزة الصمود قبل سبع سنوات".
وما زال الشيشاني يحرص على تنظيم الحملات في منطقة صويلح، وكانت آخر حملة باسم المجلس المحلي بالتعاون مع مركز أمن صويلح في تشرين الأول الماضي وتم فيها تزويد بنك الدم بـ 124 وحدة.